شهدت العاصمة صنعاء، مساء السبت، سلسلة انفجارات عنيفة هزت مناطق جنوبي المدينة، وسط حالة من الاستنفار الأمني والتعتيم الكامل من قبل جماعة الحوثي على تفاصيل الهجمات أو طبيعة المواقع المستهدفة.

وبحسب إفادات سكان محليين، وقعت الانفجارات في أحياء السبعين ودار سلم وجبال عطان، حيث سارعت الجماعة إلى فرض طوق أمني مشدد، ومنعت اقتراب السكان من المواقع، كما نقلت الضحايا إلى مستشفيات قريبة وفرضت قيودًا على تداول المعلومات.

الهجمات التي وقعت في وقت متأخر من مساء السبت، جاءت بعد أيام من تفجيرات مماثلة استهدفت مرافق ومخازن تابعة للجماعة في صنعاء وتعز ومحيط مرفأ الحديدة، دون أي إعلان رسمي عن طبيعتها أو الجهة المنفذة.

وذكر موقع "ديفانس لاين" المتخصص في الشؤون العسكرية أن إحدى الضربات استهدفت مقرًا رئيسيًا لجهاز الأمن والمخابرات الحوثي ومركزًا للعمليات والسيطرة في حي 14 أكتوبر بمنطقة حدة، غربي مجمع دار الرئاسة. وتسببت الضربات في أضرار كبيرة، وأكد سكان استمرار إغلاق المواقع المستهدفة لمدة يومين، فيما بقي مستشفى لبنان القريب مغلقًا حتى اليوم الثالث.

ورغم عدم تبني أي جهة للهجمات، تشير التقديرات إلى احتمال تنفيذها بصواريخ أُطلقت من البحر الأحمر أو بطائرات مسيّرة، فيما لا يُستبعد وجود دور استخباراتي داخلي، في ظل تصعيد أمني واسع وتضييق شديد تفرضه الجماعة.

تأتي هذه التطورات في ظل اختفاء عدد من القيادات الحوثية البارزة منذ بدء الهجمات الأمريكية في مارس الماضي، والتي توقفت بقرار من الرئيس دونالد ترامب مطلع مايو.

بالمقابل، واصلت جماعة الحوثي مشاركتها في الرد الإيراني على الهجمات الإسرائيلية، حيث أعلنت، الأحد، إطلاق صواريخ باليستية "فرط صوتية نوع فلسطين2" خلال يومي الجمعة والسبت، مؤكدة أنها استهدفت "أهدافًا حساسة" في منطقة حيفا داخل إسرائيل.