العد التنازلي يقترب.. هل يطلق ترامب شرارة الحرب مع إيران؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
العد التنازلي يقترب.. هل يطلق ترامب شرارة الحرب مع إيران؟, اليوم الأربعاء 18 يونيو 2025 10:05 صباحاً

بينما تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض، يتسارع التحرك العسكري الأميركي في الشرق الأوسط. تقارير متعددة تشير إلى نشر عشرات الطائرات المقاتلة، من طرازات F-16 وF-22 وF-35، فضلا عن إرسال أكثر من 30 طائرة للتزود بالوقود. كل هذه التعزيزات توصف رسمياً بأنها "دفاعية"، لكن التوقيت وطبيعتها يعكسان استعداداً لعملية هجومية محتملة.

تزامن هذا مع تحرك حاملة الطائرات الأميركية "نيمتز" من بحر الصين الجنوبي باتجاه المنطقة، ما يؤكد أن القرار التنفيذي قد بات قريباً، بانتظار لحظة الحسم في البيت الأبيض.

البيت الأبيض بين الصمت والاستعداد

أشار مراسل سكاي نيوز عربية، في واشنطن، مجدي يازجي، إلى تضارب المعلومات حول اجتماع مجلس الأمن القومي الأميركي، فبينما تؤكد بعض المصادر بدء الاجتماع، تنفي أخرى انعقاده، في ظل تكتم البيت الأبيض عن التفاصيل. الأهم أن تصريحات المسؤولين الأميركيين، وكذلك تغيّر نبرة الإعلام المحلي، تؤشر إلى أن الضربات العسكرية باتت خياراً مطروحاً بجدية.

ويؤكد يازجي أن نائب الرئيس الأميركي بدأ تحركات داخلية، بلقاء أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، في محاولة لتحشيد الدعم لأي عمل عسكري محتمل، خاصة وأن ترامب يواجه انتقادات داخلية من قاعدته الشعبية المناهضة للحروب.

ترامب بين لغة الحرب وشعار "أميركا أولا"

أطلق الرئيس الأميركي تصريحات نارية، مطالباً إيران بـ"الاستسلام" الكامل، ومستخدماً مصطلح "نحن" للإشارة إلى القوة والسيطرة، وهو ما يمثل تناقضاً صارخاً مع تعهداته الانتخابية بعدم الانخراط في حروب جديدة. لكنه في الوقت ذاته، يراهن على فكرة الحسم والهيبة الأميركية، في ملف بالغ الحساسية داخلياً ودولياً.

إسرائيل: تدمير لا إسقاط

أوضح وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر أن هدف إسرائيل ليس إسقاط النظام الإيراني بل تدمير برنامجه النووي والصاروخي. تصريحات ساعر تنسجم مع موقف وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، الذي أكد أن تغيير النظام الإيراني من مسؤولية الشعب الإيراني.

وفي المقابل، شدد وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس أن بلاده ستستهدف مواقع استراتيجية إيرانية إذا اقتضى الأمر، مع تركيز خاص على منشأة "فوردو" النووية، التي تعتبر هدفاً رئيسياً لإسرائيل.

التهديد الإيراني: الردع عبر التصعيد

وأطلق رئيس الأركان الإيراني عبد الرحيم موسوي تهديدات مباشرة، داعياً الإسرائيليين إلى مغادرة تل أبيب وحيفا حفاظاً على حياتهم. وأضاف أن العمليات الإيرانية الأخيرة هي رسائل ردعية موجهة لإسرائيل.

وتواصل إيران استهداف إسرائيل بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بما في ذلك هجمات على مركز الاستخبارات العسكرية ومراكز قيادية في تل أبيب. وأعلنت طهران أنها اعترضت 28 طائرة إسرائيلية خلال 24 ساعة، في حين واصل سلاح الجو الإسرائيلي غاراته على مواقع غربي إيران.

المواجهة مفتوحة على جميع الجبهات

نقل بشار صغير، مراسل سكاي نيوز عربية، تفاصيل عسكرية ميدانية دقيقة، مشيراً إلى أن إسرائيل ركزت عملياتها على غرب إيران، حيث تقع منصات إطلاق الصواريخ، خصوصاً في كَرْمَن شاه والأهواز. وقد أدى تحييد هذه المنصات إلى انسحاب القوات الإيرانية شرقاً نحو طهران وأصفهان.

وأوضح صغير أن الضربات الجوية الإسرائيلية خلقت حالة من الارتباك داخل الجيش الإيراني، الذي يفتقر للوقت والقدرة على إعادة تنظيم نفسه، ما أدى إلى تراجع كبير في عدد الصواريخ المطلقة على إسرائيل.

كما تحدث عن الحملة النفسية الإيرانية التي تهدف إلى ترهيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مع اعتماد آليات جديدة للتحذير من الهجمات الصاروخية، تمنح السكان 10 دقائق للاحتماء في الملاجئ.

إيران كشفت الخديعة الأميركية

قدم الباحث السياسي الإيراني سعيد شاوردي خلال حديثه الى سكاي نيوز عربية رؤية مختلفة، مؤكداً أن إيران تدافع عن نفسها ضد ما وصفه بـ"عدوان أميركي وإسرائيلي"، مشيراً إلى أن طهران أدركت وجود خدعة أميركية منذ جولات المفاوضات السابقة.

يرى شاوردي أن الهدف الأميركي كان يتمثل في دفع إيران للتخلي الكامل عن التخصيب النووي، ليُتاح استهداف منشآتها الفارغة لاحقاً، لكنه أشار إلى أن إيران أفشلت هذه الخطة، ورفضت الشروط الأميركية، مشدداً على أن بلاده لن تقبل بالاستسلام كما يطالب ترامب.

واشنطن تعد للتدخل.. وإيران بلا خيارات

اما المستشار السابق في الخارجية السعودية، سالم اليامي، فأوضح خلال مداخلته أن طهران أدركت مبكراً أن واشنطن شريك مباشر في الهجمات الإسرائيلية، رغم محاولات الإنكار.

يرى اليامي أن الجيش الإسرائيلي قد لا يمتلك القدرة التقنية لضرب بعض المنشآت الإيرانية شديدة التحصين، مثل منشأة "فوردو"، التي تقع تحت الجبال، بينما الولايات المتحدة تمتلك الأدوات اللازمة لذلك.

وأكد اليامي أن الإيرانيين أمام لحظة صعبة، إذ لا يملكون من أسلحة الردع سوى الصواريخ والطائرات المسيّرة، ما يجعلهم في موقع الدفاع، وسط تصاعد كبير في الضغوط الدولية والإقليمية.

وحذر اليامي من تكرار سيناريو العراق، قائلا إن المخاوف الحقيقية تكمن في أن يُعلن لاحقاً – بعد فوات الأوان – أن إيران لم تكن بصدد تطوير سلاح نووي.

القانون الدولي في مهب السياسة

تناول أستاذ العلوم السياسية في جامعة فيينا، هاينز غارتنر، ما يحدث على الساحة من زاوية القانون الدولي، مشيراً إلى أن الضربات الإسرائيلية، في حال حدوثها، ستكون متناقضة مع مبدأ "الدفاع عن النفس".

وقال غارتنر إن الأوروبيين شعروا بالصدمة بعد بدء الغارات الإسرائيلية، ورغم دعمهم لإسرائيل في مجموعة السبع، فإن هناك تناقضاً واضحاً بين دعم الدفاع عن النفس وبين دعوات إسقاط النظام الإيراني.

وأضاف أن القانون الدولي لا يتيح استخدام القوة إلا في حالة وجود تهديد مباشر، وهو ما لم يتوفر بعد وفق التقديرات الاستخباراتية، التي تشير إلى أن إيران لم تتخذ قراراً بتحويل برنامجها النووي إلى عسكري.

الشرق الأوسط عند حافة الانفجار

المشهد الحالي ينذر بانفجار قد يغير معادلات القوة في الشرق الأوسط، في حال مضت الولايات المتحدة وإسرائيل في خيار الضربة العسكرية. فبينما تصر طهران على الصمود، تبدو واشنطن وتل أبيب على وشك اتخاذ قرار استراتيجي كبير.

المفارقة أن هذا القرار يأتي في ظل انتخابات أميركية مرتقبة، ما يجعل الملف الإيراني جزءاً من الحسابات الداخلية للرئيس ترامب، الذي يواجه انتقادات حول توجهه نحو حرب جديدة.

من جهة أخرى، تتباين المواقف الدولية، بين دعم أوروبي باهت، ومواقف خليجية تدعو للتهدئة، في حين تراهن إسرائيل على قدرة الردع الكاملة، مدعومة بالتفوق الجوي والتقني. لكن تبقى الحقيقة الأوضح، أن المنطقة كلها أمام لحظة فارقة: إما العودة إلى طاولة المفاوضات، أو الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة ستطال الجميع، ولن يكون فيها منتصر فعلي سوى الخراب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق