نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
نتنياهو في مأزق داخلي.. انتقادات واسعة لأداء الحكومة في الحرب مع إيران وفشل في تحقيق الأهداف المعلنة, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 04:31 مساءً
تواجه حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو صعوبات كبيرة في تسويق ما يُعتبر “إنجازات” خلال الجولة الأخيرة من المواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وتشهد الأوساط السياسية والإعلامية داخل كيان الاحتلال حملة انتقادات واسعة، حتى من داخل الائتلاف الحاكم نفسه، على خلفية أداء نتنياهو وطريقة إدارته للمعركة.
وترى هذه الجهات أن المظهر العام للمعركة كان ضعيفًا، وأن الأهداف التي روّج لها نتنياهو منذ بدايتها لم تتحقق. فقد كان من المفترض أن تشمل العمليات الإسرائيلية زعزعة استقرار إيران وتقليص نفوذها، لا سيما في ما يتعلق بدعم حركات المقاومة في فلسطين والمنطقة، لكن الاتفاق الذي انتهت إليه المواجهة اقتصر على تهدئة متبادلة دون تحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية جوهرية.
وتشير التقديرات إلى أن وقف إطلاق النار جرى دون إطار تفاوضي حقيقي أو مضمون سياسي واضح، وهو ما يعتبره مراقبون داخل الكيان بمثابة هزيمة معنوية، انعكست على صورة نتنياهو داخليًا.
وفي حين أعلن الاحتلال استهداف منشآت نووية وعسكرية في إيران، ترى الأوساط الأمنية والإعلامية في “تل أبيب” أن إيران لم تُضعف استراتيجياً، بل على العكس قد تستفيد من نتائج هذه الجولة لإعادة بناء أوراقها من جديد، وربما بشكل أقوى وأشمل من السابق.
ويعتقد المحللون أن الغطاء الأمريكي لنتنياهو لم يكن طويلاً؛ إذ سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد المشاركة في الضربات، إلى التراجع والمطالبة بوقف التصعيد، في محاولة لإظهار أنه أوقف الحرب وأمّن “إنجازًا دبلوماسيًا”. إلا أن الصهاينة يدركون جيدًا أن ترامب يتعامل مع الزمن الانتخابي بطريقة حسابية، ويخشى من انجرار الجيش الأمريكي إلى مواجهة جديدة في الشرق الأوسط، لا سيما إذا أُزهقت فيها أرواح أمريكية.
وأظهرت تطورات الساعات الأخيرة أن الاندفاعة الأمريكية كانت قصيرة الأمد، فيما لا يزال الضغط قائمًا على نتنياهو من قبل الإدارة الأمريكية لتثبيت التهدئة، وهو ما انعكس في تصريحات إسرائيلية تؤكد الالتزام بوقف إطلاق النار رغم بعض الخروقات.
وتفيد مصادر إعلامية عبرية أن جيش الاحتلال أقر بأن صواريخ إيرانية وصلت إلى مدينة حيفا بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ، وهو ما تسبب بإحراج كبير للحكومة، لا سيما بعد استهداف مبانٍ في بئر السبع تسببت بسقوط عدد من القتلى والجرحى، وسط تحذيرات من انهيار المزيد من المباني المتضررة.
في المقابل، يحاول نتنياهو حشد التأييد حول فكرة أن ما جرى يُعد “إنجازًا” من خلال تسويق عمليات استهداف منشآت نووية إيرانية، بدعم أمريكي مباشر. لكنه يواجه انتقادات من داخل المعسكر اليميني، إذ يرى كثيرون أنه لم يحقق اختراقًا حقيقيًا في الملف النووي الإيراني، كما أن القدرات الصاروخية الإيرانية أثبتت فعاليتها حتى اللحظات الأخيرة من التصعيد.
وترى أوساط إسرائيلية أن إيران خرجت من هذه المعركة بثلاث معادلات جديدة على الأقل: أولها أن الجمهورية الإسلامية مستعدة للدفاع عن نفسها بالقوة، والثاني أن الردع الإسرائيلي تراجع بشكل واضح، والثالث أن المعادلات القائمة مع طهران أصبحت أكثر حساسية ودقة.
كما بدأت تساؤلات تظهر في الإعلام الصهيوني حول جدوى العمليات الإسرائيلية، من قبيل: “لماذا لم يتم تدمير البرنامج النووي بالكامل؟”، و”كيف استطاعت إيران الحفاظ على قدراتها رغم الضربات؟”، في ظل تقارير تشير إلى نقل مئات الكيلوغرامات من اليورانيوم المخصب من منشأة “فوردو” قبل الهجوم.
كل هذه المعطيات تضع نتنياهو أمام مشهد داخلي صعب، وقد تجلت ملامح ذلك في تصاعد الانتقادات من المعارضة، ومن بعض حلفائه الذين باتوا يعتبرون أن رئيس الحكومة لم يغيّر شيئًا من المعادلات القائمة، بل جعل إيران تظهر أكثر قوة وثقة.
ويبدو أن مساعي نتنياهو لترويج صورة “المنتصر” لن تنجح على المدى الطويل، لا سيما أن نتائج هذه الجولة تؤكد أن “العدو لم يربح، بل لم يحقق الحد الأدنى مما كان يطمح إليه”، وفق توصيفات مراقبين داخل الكيان.
0 تعليق