الأردن وإدارة تداعيات الأزمة الإيرانية الإسرائيلية.. مقاربة حكيمة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الأردن وإدارة تداعيات الأزمة الإيرانية الإسرائيلية.. مقاربة حكيمة, اليوم الثلاثاء 24 يونيو 2025 06:53 مساءً

في سياق الأزمة الإقليمية الأخيرة بين إيران وإسرائيل، التي بلغت ذروتها باتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، برز الأردن كقوة دبلوماسية متوازنة مستقرة، مجنبًا المملكة ويلات التصعيد ومحافظًا على أمن مواطنيه.

منذ بداية التصعيد الإقليمي، اتخذ الأردن موقفًا واضحًا أدان فيه العدوان الإسرائيلي على إيران، مؤكدًا ضرورة احترام سيادة الدول والالتزام بالقانون الدولي.

ولدى إعلان الرئيس ترامب اتفاق وقف إطلاق النار؛ رحب الأردن بهذا الاتفاق، مشيرًا إلى أهميته في خفض التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، داعيا جميع الأطراف إلى الالتزام به لضمان الأمن والاستقرار الإقليمي.

لم يكن موقف المملكة مجرد رد فعل، بل كان سياسة استباقية وممنهجة قائمة على ركيزتين أساسيتين: حماية الأمن القومي الأردني وسلامة مواطنيه أولاً، والعمل الدؤوب لاحتواء الأزمة وخفض التصعيد حفاظاً على استقرار المنطقة بأسرها

استطاع الأردن، من خلال مواقفه الحكيمة بقيادته الهاشمية وتحركاته الدبلوماسية النشطة على أعلى المستويات، أن يجنب أراضيه وشعبه ويلات التصعيد المباشر، ويؤكد مجدداً دوره المحوري كقوة إقليمية معتدلة وعقلانية وداعية للسلام.

وخلال الأزمة التي عصفت بالشرق الأوسط؛ لعب الأردن دورًا دبلوماسيًا فعالًا من خلال التنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة والأطراف الفاعلة للتوصل إلى تهدئة شاملة.

أكد الأردن مرارا أن حل النزاعات يجب أن يكون ضمن الأطر الدبلوماسية والحوار والمفاوضات، مما يعكس التزامه بالحلول السلمية ورفضه الخيارات العسكرية، هذا الموقف عزز مكانة الأردن كوسيط موثوق في المنطقة، حيث استفاد من موقعه الجغرافي الاستراتيجي وعلاقاته الدبلوماسية القوية.

** إدارة الأزمات بالحكمة والاعتدال

نجح الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة وبجهود دبلوماسية نشطة، في اجتياز أخطر مراحل التصعيد الإيراني الإسرائيلي دون أن تمسّ حرمة أراضيه أو أمن مواطنيه.

لم يكن هذا النجاح محض صدفة، بل ثمرة سياسة خارجية رصينة تقوم على مبادئ راسخة؛ رفض العدوان والعنف، التمسك بالحلول الدبلوماسية والسياسية، حماية الأمن القومي بكل حزم، والحفاظ على التماسك الداخلي.

كما أثبت الأردن مجدداً أن استقراره ليس معزولاً عن استقرار المنطقة، وأن السلام الحقيقي والدائم لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال وتحقيق العدل للشعب الفلسطيني.

الأردن قدم نموذجاً ملهماً في إدارة الأزمات بالحكمة والاعتدال، مؤكداً مكانته كدولة محورية في صنع الاستقرار الإقليمي ودرعاً واقياً يحمي شعبه ويسهم في حماية جيرانه من براثن الحرب الشاملة.

** دور استشرافي

عضو مجلس الأعيان عمر عياصرة، قال إن الأردن كان له دور استشرافي في ظل التوترات الإقليمية التي نتجت عن الحرب الإسرائيلية - الإيرانية.

وأضاف العياصرة، في حديث لـ "المملكة"، أن "الأردن حافظ بحكمة واقتدار على السيادة الوطنية، وأمن مواطنيه، والبلاد"، مشيرا إلى أن "الأردن كان دوره في المعركة الإقليمية خلاقا ومحترما واستشرافيا".

وأشار إلى أن الأردن لم يكن مرتاحا منذ بداية التوتر، لهذا الصراع الدائر في المنطقة، ولديه مخاوف من توسع الحرب إلى حرب إقليمية، وبالتالي هو سعيد بوقف الحرب بين إسرائيل وإيران.

ولفت إلى قلق الأردن من تعامل حكومة نتنياهو مع الحرب المستمرة على قطاع غزة، والتصعيد في الضفة الغربية والقدس المحتلة، خاصة بعد عودة نتنياهو بما أسماه "فائض قوة".

وأوضح العياصرة أن الأردن سيتحرك إقليميا ودوليا بهذا الجانب خاصة بعد انتهاء الحرب، للدفع باتجاه وقف الحرب وتخفيض التوتر بالمنطقة، وخفض التصعيد بالضفة والقدس.

** الأردن لا ينخرط في محاور لا تخدم مصالحه

الخبير العسكري الفريق المتقاعد قاصد محمود، قال إن الأردن نجح في تبني استراتيجية ذاتية متوازنة ووسطية، مدعومة بجهود دبلوماسية يقودها جلالة الملك.

وأضاف محمود، في حديث لـ"المملكة"، أن الدور الأردني في تجنيب البلاد التصعيد الحاصل في المنطقة يُعد عنواناً كبيراً لأداء سياسي وأمني ودفاعي عميق وطويل الأمد، يعكس الحالة الأردنية التي أوصلت المملكة إلى موقع إقليمي وعالمي متقدم، حيث يُسمع صوتها ويُحترم دورها.

وأوضح أن الاستراتيجية السياسية، والموقع الجغرافي المحوري، والنهج السياسي المعتدل، والهوية الهاشمية، كلها عوامل جعلت من الأردن دولة ذات مكانة مرموقة عالمياً على الصعيد السياسي.

وتابع: "الانحياز للمواقف الوطنية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمن والدفاع الوطني، يُعد قيمة عليا. لكن القيمة الأكبر هي ما تحقق في البناء الوطني الأردني، والنجاحات التي سجلتها الدولة خلال الأزمات المختلفة".

وأشاد محمود بدور وجهود المؤسسات الوطنية خلال التوترات الإقليمية الأخيرة، والتي أثبتت تطورها وفاعليتها في حماية الوطن وأمنه.

وبيّن أن الأردن يُعد نموذجاً ناجحاً في المجالات السياسية، وهو نجاح يتطلب الكثير من الجهد والعمل والاجتهاد على المستويين المحلي والإقليمي، من خلال علاقات وطيدة مع دول الجوار العربي والإقليم ومختلف دول العالم.

وأكد أن الأردن لا ينخرط في محاور قد تضعه في مواقف لا تخدم مصالحه، مشيراً إلى أن السياسة الأردنية تركز دائماً على الحياد الإيجابي، ودورها المحوري، وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي تُعد قضية أردنية بكل أبعادها، حيث تنعكس تبعاتها على المملكة.

وشدد على أهمية وقف الحرب بين إسرائيل وإيران، لما في ذلك من انعكاسات إيجابية على الأردن، من حيث تجنيبه الأخطار، وضمان أمن وسلامة المواطنين.

** المواقف الملكية

قاد جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين جهود المملكة خلال الأزمة ببصيرة ثاقبة وحس وطني وإقليمي عميق، مركزاً على عدة محاور أساسية، أبرزها؛ "حماية السيادة والأمن القومي أولوية مطلقة، تماسك الجبهة الداخلية والروح الوطنية، الدبلوماسية والحوار سبيلاً وحيداً، التنسيق الإقليمي والدولي المستمر، التخفيف من الآثار الاقتصادية على الأردن".

جلالة الملك عبدالله الثاني أكد في أكثر من لقاء، أن الأردن لن يسمح لأحد باستغلال التطورات الإقليمية للتشكيك بمواقفه الثابتة تجاه قضايا الأمة.

ووجه جلالته مؤسسات الدولة للعمل على تخفيف الآثار السلبية للتصعيد، خاصة في المجال الاقتصادي، مما يظهر حرصه على حماية مصالح المواطنين الأردنيين، مشددا في الوقت ذاته، على أن حماية مصالح الأردن، والحفاظ على أمنه واستقراره، وسلامة مواطنيه هي دائمًا الأولوية القصوى.

وعقب وقف النار؛ رحب جلالة الملك بجهود الولايات المتحدة لخفض التصعيد في المنطقة، معبرًا عن أمله في التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار لتحقيق الأمن والاستقرار.

وأعرب جلالة الملك عن فخره برفاق السلاح في القوات المسلحة الأردنية، مشيدًا بجهودهم وتضحياتهم في الدفاع عن الوطن وتعزيز الروح الوطنية. كما أكد استمرار الأردن في مكافحة الإرهاب والتطرف بالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة.

التهدئة الشاملة لن تتحقق دون كبح العدوانية الإسرائيلية ووقف العدوان على غزةوزير الخارجية أيمن الصفدي

** دبلوماسية

كان وزير الخارجية والمغتربين أيمن الصفدي صوت الأردن الرسمي خلال الأزمة، مؤكدًا التزام المملكة بالحوار والدبلوماسية كوسيلة لمعالجة الأزمات وفق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

منذ بداية التصعيد، بحث الوزير الصفدي مع نظرائه في دول مختلفة الجهود الإقليمية والدولية لإنهاء التصعيد والعودة إلى المفاوضات.

أكد الصفدي أنه لا يوجد حل عسكري لأزمات المنطقة، داعيًا إلى ضبط النفس والانخراط في محادثات دبلوماسية لوقف التدهور وحماية الأمن والسلم الدوليين.

وشدد على موقف الأردن الداعي إلى تكاتف الجهود لإنهاء العدوان والتصعيد الإقليمي، مشيرًا إلى أن التهدئة الشاملة لن تتحقق دون كبح العدوانية الإسرائيلية ووقف العدوان على غزة والإجراءات غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة والاعتداءات على سوريا ولبنان.

الصفدي لفت إلى أن الطريق الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.

المملكة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق