حذر القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، فضل الجعدي، من ما وصفه بـ"العدو الأخطر" الذي يهدد القضايا الوطنية، مشيرًا إلى أنه لا يتمثل بالضرورة في الخصوم التقليفيين، بل في من يعمل على تضليل الرأي العام عبر نشر معلومات مضللة وأفكار واقعة في شِباك الكذب والخداع.

وقال الجعدي، في تصريح صحفي حديث، إن هذا "العدو غير المرئي" يتخذ من المقالات الحماسية المشبَّعة بالأكاذيب، والتغريدات المبالغ فيها، والتحليلات الصحفية التي تتجاهل الواقع والحقائق، أداةً للتأثير على وعي الناس، وزرع أوهامٍ خادعة حول طبيعة المرحلة الراهنة وتحدياتها.

وشدد على أن مثل هذه الخطابات، التي تُقدّم رؤى متشائمة أو مفرطة في التفاؤل، تُفقد المواطن الثقة في المصادر الموثوقة، وتُشوِّش عليه الحقائق، مما يُعقّد من قدرته على فهم الأحداث بموضوعية، واختيار المواقف الصحيحة.

وأكد الجعدي ضرورة التزام القوى السياسية والإعلامية، خاصةً تلك التي ترفع شعار الدفاع عن القضايا الوطنية، بالمصداقية والشفافية في التعاطي مع الرأي العام، داعيًا إلى تقديم المعلومات والتحليلات المتوازنة التي تعكس الواقع كما هو، بعيدًا عن المبالغات أو التشويه.

وأشار إلى أن مواجهة التحديات الراهنة تتطلب وعيًا حقيقيًا من المجتمع، وهو ما لا يمكن تحقيقه دون صراحةٍ كاملة مع الشعب، وعدم استغفاله بخطاب سطحي أو ادعاءات باطلة.

وأضاف: "لا يمكن لأي قضية وطنية أن تنتصر إذا بُنيت على أسس من الزيف والخداع، فالحقيقة والواقع هما السلاح الأقوى لفهم المعادلات السياسية، والتحرك بناءً عليها بشكل مدروس".

وتأتي تصريحات الجعدي في ظل تصاعد الخطاب الإعلامي المتناقض، وتنامي ظاهرة التضليل عبر المنصات الرقمية، في وقت يعاني فيه الشارع الجنوبي من حالة من البلبلة إزاء مستقبل الجنوب ومآلاته في ظل التطورات الإقليمية والدولية المتلاحقة.