رأت أستاذة العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية الدكتورة ليلى نقولا، في تصريح لموقع المنار، أن” وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل يكشف عن ملامح انتصار استراتيجي حققته طهران، رغم حجم الخسائر والضربات الكبرى التي تلقتها في اليوم الأول من المواجهة”.

وأكدت نقولا أن “الضربات التي وُجّهت إلى إيران في اليوم الأول كانت كفيلة بإسقاط دول، إلا أن طهران امتصت الصدمة وبدأت بالرد خلال ساعات، وواصلت إطلاق النار حتى اللحظة الأخيرة”، معتبرة أن ذلك “يمنح النظام الإيراني شرعية داخلية كبرى ويعزز موقعه إقليمياً ودولياً”.

وأضافت: “من الواضح أن بنك الأهداف الإسرائيلي استُنفد سريعاً، دون تحقيق هدف إسقاط النظام الإيراني، مما دفع تل أبيب إلى الإلحاح على الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للمشاركة في المعركة”.

كما أشارت إلى أن “الخسائر في إسرائيل كانت كبيرة رغم التعتيم الإعلامي الصارم، وأن الضربات الإيرانية لم تقتصر على أهداف عسكرية، بل شملت البنية الاقتصادية، مما تسبب بموجة فرار جماعي دفعت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف إلى منع المغادرة”.

وعن الدور الأميركي، كشفت نقولا أن “ترامب حاول استيعاب الضغط من اللوبيات، وحرص على إظهار أن إسرائيل خرجت منتصرة، إلى حد اقتراحه أن تبادر إيران إلى وقف النار قبل إسرائيل بساعات، بهدف إعطاء نتنياهو ورقة سياسية لتسويق الانتصار”.

وفي تقييمها الأولي، شددت نقولا على أن “إيران خرجت من الحرب وقد كرّست نفسها كلاعب إقليمي لا يمكن تجاوزه، وأعادت الاعتبار لشعاراتها الثورية، فيما حصدت تعاطفاً شعبياً واسعاً بسبب الجرائم الإسرائيلية في غزة، وقدمت دعماً معنوياً مهماً لقوى المحور في المنطقة”.

وختمت بالقول: “إذا ما ثبت وقف النار، فإن ما جرى يُعد نصراً إيرانياً بامتياز، لا على مستوى الردع فحسب، بل على مستوى إعادة صياغة التوازنات الإقليمية والدولية”.

المصدر: موقع المنار