سلام على الجمر.. مفاوضات إسرائيل وسوريا تتحرك وسط خطوط حمراء

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
سلام على الجمر.. مفاوضات إسرائيل وسوريا تتحرك وسط خطوط حمراء, اليوم الاثنين 30 يونيو 2025 11:25 مساءً

ين التصعيد في الجنوب السوري، وانشغال إسرائيل في الحرب على غزة، تتشكل بهدوء ملامح مسار تفاوضي بين دمشق وتل أبيب، تحركه واشنطن وتراقبه عمّان، وتتحفظ عليه دمشق بشروط مشددة.

مصادر سياسية وإعلامية متقاطعة كشفت في الأيام الأخيرة عن محادثات سورية-إسرائيلية مباشرة تركز على ترتيبات أمنية محدودة، فيما يبدو اتفاق السلام الشامل مؤجلا على وقع الجدل حول مرتفعات الجولان، التي لا تزال "الخط الأحمر" السوري.

الشرع يرفض اتفاقا شاملا في الوقت الراهن

في تطور لافت، نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن مصادر مقربة من القيادة السورية، أن الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع "غير مستعد للتوقيع على أي اتفاق سلام أوسع مع إسرائيل في الوقت الراهن"، مشيرة إلى تمسكه بانسحاب إسرائيلي كامل من المناطق التي استولت عليها تل أبيب بعد سقوط نظام بشار الأسد.

وتؤكد المصادر أن دمشق لا ترى في الوقت الحالي أي أولوية للتطبيع الكامل، وأن الشرع يضع شروطًا تتعلق بوقف الهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وضمان عدم تدخل تل أبيب في شؤون الأقليات السورية، بما في ذلك الدروز والعلويين والأكراد.

محادثات مباشرة... وبرعاية أردنية

أفادت الوكالة الألمانية أن لقاءات مباشرة عُقدت مؤخرًا بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين في الأردن، وتركزت على ترتيبات أمنية محدودة، خاصة ما يتعلق بالانسحاب الإسرائيلي المحتمل من جنوب سوريا.

وتشير التقارير إلى أن المحادثات حضرها مسؤولون سوريون رفيعو المستوى، ما يعطي انطباعًا بجديتها، حتى وإن لم تُعلن رسميًا بعد.

باراك.. الفرصة سانحة بعد زوال المشروع الإيراني

من الجانب الأميركي، أعلن المبعوث الخاص إلى سوريا، توم باراك، أن اتفاقيات السلام مع إسرائيل باتت "ضرورية لسوريا ولبنان بعد الحرب"، مشيرًا إلى أن التصعيد بين إيران وإسرائيل قد "فتح طريقًا جديدًا في الشرق الأوسط".

وأكد باراك وجود "محادثات هادئة بين سوريا وإسرائيل حول مختلف القضايا"، داعيًا إلى منح الإدارة السورية الجديدة فرصة لإثبات جديتها، وسط ما وصفه بـ"الفراغ الإيراني" في سوريا بعد سقوط الأسد.

إجراء تنفيذي من ترامب: نحو تخفيف العقوبات

في إطار هذه الاستراتيجية، كشفت شبكة CBS News أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستعد لتوقيع أمر تنفيذي جديد يتعلق بتخفيف العقوبات المفروضة على دمشق.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود إدارة ترامب لدعم مسار السلام الجديد في المنطقة، بعد أن باتت سوريا ـ بحسب واشنطن ـ أكثر انفتاحًا على التسويات الإقليمية.

مصدر إسرائيلي: نحو اتفاق شامل بنهاية 2025

القناة الثانية عشرة الإسرائيلية نقلت عن مصدر سوري مطلع قوله إن "سوريا وإسرائيل تتجهان نحو إبرام اتفاق سلام شامل بحلول نهاية عام 2025"، مشيرة إلى أن الاتفاق سيُبنى على مراحل تدريجية تبدأ باتفاق أمني وعسكري يشمل احترام اتفاقية فك الاشتباك لعام 1974.

ووفقًا للتقارير، ستتبع المرحلة الأولى محادثات سياسية حول مستقبل مرتفعات الجولان، التي يتوقع أن تظل منطقة منزوعة السلاح ما لم يتم التوصل إلى تفاهم نهائي بشأنها.

لا تطبيع دون الجولان

في حديث خاص من دمشق، قال الصحفي والباحث المتخصص بالشأن الإسرائيلي خالد خليل، إن المفاوضات الجارية لا ترقى إلى مستوى تطبيع شامل، مؤكدًا أن ما يجري هو مسار محدود يهدف إلى "منع الاعتداءات الإسرائيلية ووقف الاستفزازات"، دون التخلي عن الحقوق السورية الثابتة.

واعتبر خليل أن الرئيس أحمد الشرع يتعامل بواقعية سياسية، لكنه يضع الجولان كأولوية غير قابلة للتفاوض. وأضاف: "سوريا لن توقع أي اتفاق لا يشمل انسحابًا من الجولان... ما يجري الآن هو اختبار جديّة وليس تنازلًا عن الثوابت".

تحول استراتيجي.. من الأرض مقابل السلام إلى التموضع الاستراتيجي

يرى خليل أن إسرائيل، بعد الثورة السورية، تخلّت عن مبدأ "الأرض مقابل السلام"، لتنتقل إلى مبدأ جديد هو "السلام مقابل التموضع الاستراتيجي"، مشيرًا إلى أن تل أبيب تسعى لتأمين نفوذها في الجنوب السوري، دون تقديم تنازلات جوهرية.

وأكد أن "إسرائيل تحاول فرض السلام بالقوة، عبر مراكمة تفوقها العسكري والاستراتيجي، لكنها لا تملك الأرضية السياسية الكافية لتسويق هذا النوع من الاتفاقات، لا داخليًا ولا إقليميًا".

الدور الأميركي.. نحو هندسة جديدة للمنطقة

تحدث خالد خليل عن وجود "دفع أميركي واضح" للمسار، واصفًا سياسة ترامب بأنها تقوم على "هندسة جديدة لمنطقة الشرق الأوسط، تعتمد على الدمج الأمني والاقتصادي"، بعد تصفية المشروع الإيراني.

وأشار إلى أن السلام السوري لن يكون منفردًا، بل ضمن مسار عربي أشمل، يشمل السعودية ولبنان وربما لاحقًا العراق، ضمن ترتيبات إقليمية تُبنى على قاعدة "تسويات شاملة لا تجتزئ القضايا الجوهرية".

المزاج الشعبي يرفض التطبيع المجاني

من زاوية أخرى، شدد خليل على أن المزاج الشعبي السوري "لا يزال رافضًا للتطبيع مع إسرائيل"، معتبرًا أن "الحديث عن رفع العلم الإسرائيلي في دمشق أو فتح قنصليات أمر غير واقعي".

كما أشار إلى أن إسرائيل تحاول عبر الإعلام تضخيم حجم التفاهمات مع دمشق، بهدف تسجيل إنجاز سياسي في وجه الرأي العام الداخلي، بينما الحقيقة على الأرض تقول إن المفاوض السوري لا يزال يتمسك بكل أدوات التفاوض السيادي.

السلام الإقليمي: شروط عربية ودولية صعبة

في سياق إقليمي أوسع، ذكّر خليل بأن السعودية وضعت شروطًا صارمة لأي اتفاق مع إسرائيل، من بينها ضمانات أمنية ودفاعية، وبرنامج نووي مدني، إضافة إلى التزام بحل الدولتين.

وأوضح أن هذه الشروط بدأت تلقى دعمًا دوليًا، خصوصًا من الاتحاد الأوروبي، مما يجعل من أي مسار تفاوضي بين دمشق وتل أبيب جزءًا من توازنات أعقد، لن تُحسم في غرف مغلقة.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق