نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الضربات الأمريكية تستهدف مفاصل قوة الحوثيين في اليمن.. والجماعة تترنح تحت وطأتها, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 02:04 صباحاً
في تصعيد غير مسبوق، دخلت الضربات العسكرية الأمريكية ضد ميليشيات الحوثي في اليمن يومها العاشر، لتكشف عن استراتيجية عسكرية دقيقة تهدف إلى استهداف البنية التحتية العسكرية للجماعة وأبرز قادتها. هذا ما أكده السياسي السعودي البارز علي العريشي، الذي أشار إلى أن هذه الضربات تمثل نقطة تحول كبيرة في المشهد اليمني، حيث خسر الحوثيون خلال عشرة أيام فقط ما لم يخسروه على مدى عقدين من الزمن.
أهداف دقيقة ومباشرة
أوضح العريشي أن الضربات الأمريكية كانت مركزة بدقة متناهية، حيث استهدفت البنية التحتية الحيوية للحوثيين، بما في ذلك مخازن السلاح ومستودعات الذخيرة ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة. كما شملت الهجمات مواقع سرية تحت الأرض، والتي كانت تُستخدم كمخابئ للقيادات العسكرية والتحصينات الدفاعية.
والأهم من ذلك، أن الضربات طالت شخصيات بارزة في صفوف الجماعة، من بينها قائد القوات البحرية التابعة للحوثيين، بالإضافة إلى مسؤولين كبار في الحماية الشخصية لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وبحسب العريشي، فإن استهداف هذه الشخصيات المفصلية يعكس حجم التأثير الذي تسعى واشنطن لتحقيقه على الأرض.
الحوثيون يتكتمون على الخسائر
على الرغم من حالة التكتم الشديدة التي تفرضها الجماعة حول حجم خسائرها، يبدو أن تأثير الضربات الأمريكية واضح وجلي. وأشار العريشي إلى أن هذا التكتم يأتي في إطار محاولات الحوثيين لحفظ معنويات مقاتليهم ومؤيديهم، إلا أن الواقع يشير إلى ضعف ميداني متزايد يعصف بالجماعة. وأكد أن هذه الضربات قد تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير بالنسبة للحوثيين، خاصة مع استمرار العمليات العسكرية دون أي بوادر لتوقفها.
محاولات دعائية وتهديد داخلي
وفي محاولة لاستدراك الموقف، لا تزال الجماعة الحوثية تواصل هجماتها على القطع البحرية الأمريكية، بالإضافة إلى إطلاق صواريخ باليستية محدودة التأثير باتجاه إسرائيل. ويرى العريشي أن هذه المحاولات ليست سوى ممارسات دعائية تهدف إلى تعزيز موقف الجماعة أمام الداخل والخارج.
لكن هذه الاستراتيجية قد تأتي بنتائج عكسية، حيث تشير التقارير إلى أن الشعب اليمني أصبح على حافة الانفجار بسبب السياسات القمعية للحوثيين. "الداخل اليمني تحول إلى فوهة بركان قد تنفجر في وجوه الحوثيين في أي لحظة إذا شعر الناس بضعف الجماعة"، يقول العريشي. وهو ما يجعل من هذه الضربات العسكرية ليس فقط تهديدًا مباشرًا للحوثيين، بل أيضًا عاملاً محفزًا للتغيير الداخلي.
نهاية قريبة أم مخارج سياسية؟
في حال استمرار الضربات بنفس القوة والتركيز والدقة، يتوقع العريشي أن نشهد خلال أسبوعين على الأكثر تحركات حوثية نحو البحث عن مخارج سياسية ووساطات دولية لإنهاء الأزمة. وأوضح أن الجماعة قد تجد نفسها مجبرة على تقديم تنازلات كبيرة، خاصة وأن الضربات الأمريكية تبدو وكأنها تسير نحو تفكيك قدراتهم العسكرية بالكامل.
الخلاصة
تمثل الضربات الأمريكية ضد الحوثيين في اليمن لحظة فارقة في تاريخ الصراع المستمر منذ سنوات. وبينما تسعى الجماعة إلى الصمود عبر محاولات دعائية وهجمات رمزية، يبدو أن زمام المبادرة قد انتقل إلى الجانب الأمريكي، الذي يسعى لإعادة تشكيل المشهد اليمني بما يتماشى مع مصالحه الإقليمية والدولية. وإذا ما استمرت الضربات بنفس الوتيرة، قد نشهد قريبًا نهاية حقبة الحوثيين كما نعرفها، أو على الأقل بداية مرحلة جديدة من المفاوضات السياسية التي قد تغير وجه اليمن للأبد.
0 تعليق