قوات حرس الحدود.. صيام ويقظة وعزيمة لا تلين

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
قوات حرس الحدود.. صيام ويقظة وعزيمة لا تلين, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 02:21 صباحاً

عاشت «الإمارات اليوم» تجربة فريدة مع أبطال حرس الحدود البواسل، إذ اجتمعت معهم وسط الرمال الذهبية التي تعانق حدود دبي، على مائدة الإفطار الرمضاني، في جو مفعم بالروحانية والتكاتف.

ورصدت الصحيفة، خلال ساعات، كيف يحيي هؤلاء الأبطال الساهرون على أمن الوطن فروض الشهر الفضيل، وهم يحملون سلاح الواجب.. وكيف يتضاعف إحساسهم بالمسؤولية تجاه مهامهم وواجباتهم، من دون أن يسمحوا للجوع أو العطش بأن يدفعاهم إلى الاسترخاء وطلب الراحة.

حتى لحظة الإفطار، لم تفتر عزائمهم، ولم تتراجع وتيرة العمل، فالعيون يقظة، والمهام تُنجز بدقة وإتقان، ورغم مشقة الصيام وإرهاق النهار، لم نلحظ بينهم أي تهاون أو تقاعس، بل كانت عزيمتهم راسخة، ومعنوياتهم تحلق عالياً، وابتساماتهم تشع نوراً وإصراراً.

أمضت الصحيفة ساعات في المكان الذي يظل يقظاً عندما ينام الجميع، حيث يتجسد معنى التضحية في أبهى صورها.

رسالة تقدير واعتزاز

البداية كانت مع المقدم محمد العفاري الذي أكد أن «زيارة سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لجنود حرس الحدود، مع بداية شهر رمضان المبارك، تجسد حرص القيادة الرشيدة على دعم جنود الوطن والوقوف إلى جانبهم، ما يشكل رسالة تقدير واعتزاز بتضحياتهم، وتأكيداً على دورهم المحوري في حماية أمن البلاد واستقرارها».

وأضاف أن «وجود سموه بيننا على مائدة الإفطار في هذه الأيام المباركة هو شرف كبير لنا جميعاً، إذ يعكس روح الأخوة والترابط بين القيادة وأبنائها، ويمنحنا دافعاً إضافياً لبذل المزيد في سبيل الوطن».

وأوضح أن «الزيارة حملت رسالة تقدير ودعم معنوي كبير لجهودنا في حماية حدود الوطن، وأكدت أن القيادة تقف إلى جانب رجال الأمن المخلصين في كل الأوقات، حتى خلال المناسبات الروحانية كشهر رمضان المبارك.. لقد منحنا وجود سموه بيننا دفعة قوية من الحماسة، وأشعرنا بأننا لا نقوم بعملٍ وظيفي فحسب، بل برسالة وطنية عظيمة نؤديها بروح الفريق الواحد».

روح التلاحم الوطني

من جانبه، قال النقيب خليفة الصريدي إن «زيارة سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، تعكس نهج القيادة في ترسيخ روح التلاحم الوطني، وتعزيز الروح المعنوية لجنود الوطن البواسل»، مضيفاً أن «مثل هذه الزيارات تبعث الفخر في نفوسنا في الميدان، فجنودنا هم خط الدفاع الأول، ودعمهم يعد دعماً للوطن بأسره».

وأكد أن «مشاركة سموه لنا لحظات الإفطار تعكس قيم الإمارات التي تتمثل في التقدير والعرفان لكل من يبذل الغالي والنفيس من أجلها».

وأضاف: «عندما نرى قادتنا يجسدون مفهوم القيادة الميدانية، ندرك سر قوة الإمارات وتماسكها، فزيارة سموه ليست مجرد لقاء رمزي، بل تعبير حقيقي عن نهج التلاحم بين أبناء الوطن في كل الظروف».

وأوضح: «رمضان شهر الصبر والتضحية، ولقاء سموه أضفى على صيامنا شعوراً بالفخر والعزيمة، وكانت كلماته بمثابة وسام شرف يزيدنا إصراراً على أداء واجبنا بأقصى درجات الإخلاص».

استقبال الشهر الفضيل

وقال جنود حرس الحدود إن لهذا الشهر طابعاً خاصاً في نفوسهم، وأكد ضابط الصف جمعة الدهماني: «نستقبل شهر رمضان بروح معنوية عالية، ممزوجة بالفخر بأداء واجبنا، ونحرص على تعزيز أجواء الأخوة والتكاتف بين الزملاء، مع تنظيم أوقات الإفطار والسحور بما يراعي متطلبات العمل».

وأضاف: «يختلف الشهر الفضيل في طبيعة الأجواء والانشغال المستمر بالمهمة، حيث يحل الإفطار أثناء الخدمة أحياناً، لكن التضامن بين الزملاء يعزز الشعور العائلي، ما يعوض البعد عن الأسرة».

وأوضح: «يزيدنا الجو الروحاني للشهر الفضيل عزيمة وصبراً، ويغرس فينا الإحساس بمسؤولية أكبر، كما أن رمضان يمنحنا فرصة للتقرب من الله بالدعاء والعمل الصالح، ما ينعكس إيجاباً على أدائنا وانضباطنا».

أصعب لحظات الصيام

وأكد ضابط الصف خالد الصريدي أن «أصعب لحظات الصيام في الميدان تكون تحت أشعة الظهيرة، حيث يضاعف الجهد ونقص السوائل من التحدي، لكن العزيمة والإيمان بالواجب والحرص على أدائه كاملاً تجعلنا أكثر تحمّلاً»، موضحاً أنهم يستعدون لمهامهم بالحرص على تناول وجبات سحور متوازنة، والحفاظ على الترطيب، وإدارة الجهد بذكاء لضمان الأداء الأمثل طوال اليوم.

وأكد أنهم يتعاملون مع الظروف الجوية القاسية أثناء الخدمة خلال الصيام باتباع أساليب التكيف، مثل ارتداء ملابس مناسبة، والاستفادة من جودة الطقس قدر الإمكان، وتبادل المهام بين الزملاء لتخفيف الإرهاق.

الإفطار في مواقع الخدمة

وقال ضابط الصف سالم الكندي، إن «الإفطار في مواقع الخدمة يكون بسيطاً وسريعاً، حيث يبدأ بالتمر والماء، ثم الوجبات الأساسية وفق المتاح».

وأضاف: «نفتقد أحياناً دفء العائلة والمائدة الرمضانية التقليدية، إلا أن ما يعوضنا هو الأجواء الجماعية التي تجمعنا، والحرص على روح الفريق خلال الإفطار، ونتبادل الدعاء».

وأوضح: «لضمان استمرارية العمل، نعتمد على نظام التناوب، حيث يفطر بعضنا، بينما يستمر الآخرون في أداء المهام، ثم يتم التبديل بانسيابية، أما عن مستوى الطعام، فنفضل الحساء والتمر على الإفطار، بينما نحرص في السحور على تناول أطعمة تمدنا بالطاقة والترطيب لمواجهة ساعات العمل الطويلة».

عبادات وروحانيات

وقال ضابط الصف محمد اليماحي: «نحرص على التوفيق بين أداء المهام العسكرية والالتزام بالعبادات من خلال استغلال أوقات الراحة للصلاة وقراءة القرآن، مع الحفاظ على تركيزنا في أداء الواجب. وعلى الرغم من طبيعة العمل، نحاول أداء صلاة التراويح متى ما سنحت الفرصة، سواء بشكل فردي أو جماعي، ما يعزز الأجواء الروحانية في الميدان».

وأضاف: «روح الجماعة تتجلى في دعم بعضنا بعضاً، سواء بتذكير الزملاء بأوقات الصلاة، أو تبادل الأدعية، إلى جانب مشاركة الإفطار والسحور بروح الأخوة، ما يجعل رمضان تجربة إيمانية مميزة رغم ظروف العمل».

الليل في الحدود

مع انطلاق مدفع الإفطار، اجتمع الجنود حول «مائدة الوطن» التي تضم التمر والماء والحساء، وسط شعور عميق بالامتنان. وكان واضحاً أنهم وجدوا في زملائهم عائلة ثانية يجمعها حب الوطن وروح الفريق.

وبعد الإفطار، لم يكن هناك وقت طويل للراحة، فبعضهم عاد إلى مواقعه، وآخرون انشغلوا بمهام المراقبة والتأمين.


رسائل من أبطال الحدود

قال أبطال حرس الحدود البواسل في رسالة إلى الأهل والأحباب: «رغم البعد نشعر بدفء دعائكم ومحبتكم، فأنتم معنا في كل لحظة، نفتقد لحظاتكم الجميلة في رمضان، لكننا نؤمن بأن واجبنا الوطني أمانة في أعناقنا، ونبذل قصارى جهدنا لنؤديه بإخلاص، فدعواتكم ودعمكم هما زادنا في هذا الشهر الفضيل».

وقالوا في رسالتهم لأبناء الوطن: «الأمن والاستقرار ثمرة تضحيات لا تحصى، والتفاني في حمايته واجب مقدس، والتضحية ليست مجرد غياب عن العائلة، بل شرف نحمله بكل فخر، ليبقى وطننا آمناً مزدهراً.. رمضان يعلمنا الصبر والعطاء، وهما جوهر رسالتنا في خدمة الوطن».


تعزيز القِيَم النبيلة

غادرت «الإمارات اليوم» المكان بشعور بالفخر والاعتزاز، بعد رؤية أن رمضان في نظر أبطال حرس الحدود البواسل، ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، بل فرصة لتعزيز القيم النبيلة، كالصبر، والانضباط، والإخلاص في العمل، فهؤلاء الجنود يشكلون نموذجاً حياً للالتزام، إذ لا يتوقفون عن أداء واجبهم، حتى في أكثر الأوقات صعوبة.

ربما يتغير شكل رمضان بالنسبة لهم، بعيداً عن العائلة والأجواء التقليدية، لكن روح الشهر تبقى حاضرة في قلوبهم، تمنحهم القوة واليقين بأنهم في المكان الصحيح، يؤدون رسالة عظيمة للوطن وأبنائه.

لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط

 

 

A post shared by الإمارات اليوم (@emaratalyoum)

" target="_blank">لمشاهدة الفيديو، يرجى الضغط على هذا الرابط

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق