أولى خطوات وقف النار بين روسيا وأوكرانيا تمر من البحر الأسود

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أولى خطوات وقف النار بين روسيا وأوكرانيا تمر من البحر الأسود, اليوم الأربعاء 26 مارس 2025 09:00 صباحاً

أعلنت الولايات المتحدة عن إبرام اتفاقين منفصلين مع كل من روسيا وأوكرانيا، يهدفان إلى ضمان أمن الملاحة في البحر الأسود وحظر الهجمات على منشآت الطاقة.

ورغم عدم صدور بيان مشترك عقب المحادثات، فإن هذا التطور يعكس رغبة الأطراف الدولية في التوصل إلى تسوية، ولو كانت مؤقتة، للحرب الدائرة في أوكرانيا.

تفاصيل الاتفاقات والمخاوف المطروحة

وفقًا للبيت الأبيض، يتضمن الاتفاق التزام الولايات المتحدة بتسهيل وصول الصادرات الزراعية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، مقابل التزام موسكو بضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود.

في المقابل، أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحفظاته، معتبرًا أن تسهيل الصادرات الروسية يضعف العقوبات المفروضة عليها، كما طالب بفرض عقوبات جديدة على موسكو حال خرقها لوقف إطلاق النار.

كما حذرت كييف من تحركات السفن الحربية الروسية في الجزء الشرقي من البحر الأسود، معتبرة ذلك انتهاكًا للاتفاق.

أما موسكو، فقد أكدت التزامها بضمان سلامة الملاحة، لكنها اشترطت رفع العقوبات عن سفنها، معتبرة أن أي اتفاق يجب أن يكون متوازنا ويأخذ مصالحها بعين الاعتبار.

هل يعيد الاتفاق الثقة بين الأطراف؟

يرى أستاذ العلوم السياسية نزار بوش، خلال حديثه لبرنامج التاسعة على سكاي نيوز عربية أن الاتفاق الجديد ليس إلا امتدادا لاتفاق تم التوصل إليه قبل عامين في إسطنبول بوساطة تركية، لكنه تعرض لانتهاكات متكررة من قبل الدول الغربية.

وأشار إلى أن "تمرير القمح الأوكراني إلى الأسواق العالمية، بينما لم يُسمح للمنتجات الزراعية والسماد الروسي بالوصول للأسواق، هو سبب رئيسي لفشل الاتفاق السابق".

وأكد بوش أن إعادة تفعيل هذا الاتفاق، مع إضافة شروط جديدة، قد يكون "خطوة مهمة في الطريق الصحيح نحو إنهاء الحرب"، خصوصًا إذا ما التزمت الولايات المتحدة بمساعدة روسيا في ربط مصرفها الزراعي بنظام التحويلات المالية الدولي "سويفت".

لكنه شدد على أن روسيا "حذرة للغاية" هذه المرة، مشيرا إلى أن موسكو سبق أن تعرضت لخداع عندما استخدم ممر البحر الأسود لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا بدلًا من الأغراض التجارية.

وقال بوش: "روسيا لن تقع في الفخ مرة أخرى، وستكون دقيقة جدًا في التفتيش على الشحنات، وربما يتم ذلك بالتنسيق مع أميركا".

هل يمكن للاتفاق أن ينهي الحرب؟

بحسب بوش، لا تزال المسافة بين موسكو وواشنطن بعيدة، فالثقة بين الطرفين شبه معدومة. وأوضح أن "إعادة السلك الدبلوماسي إلى مستواه الطبيعي يمكن أن يساعد في تقريب وجهات النظر، لكن حتى الآن لا توجد خطوات عملية ملموسة، وما زلنا في مرحلة التصريحات فقط".

أما بخصوص التنازلات، فقد أكد أن "روسيا لم تفعل شيئًا يتطلب تقديم تنازلات، لكنها لا تزال تتمسك بالضمانات الأمنية التي قدمتها عام 2020"، مشيرا إلى أن الغرب، وخاصة بريطانيا وبعض دول الاتحاد الأوروبي، لا ترغب في سلام يمنح روسيا أي مكسب استراتيجي.

واختتم بوش حديثه بالتأكيد على أن أي اتفاق سلام يجب أن يكون "ملزما للجميع"، ويجب أن يأخذ في الاعتبار الأمن الروسي وعدم تجزئة الأمن الأوروبي عن الأمن الروسي، وإلا فإن أي تسوية ستظل مؤقتة وقابلة للانهيار في أي لحظة.

ويبقى الاتفاق الأميركي الروسي الأوكراني حول البحر الأسود خطوة في مسار شائك، بين محاولة واشنطن تحقيق انفراجة، وحذر موسكو من أي انتهاك جديد، وتمسك كييف بموقفها تجاه العقوبات والمساعدات العسكرية. فهل تكون هذه الاتفاقات بداية لإنهاء الحرب أم مجرد هدنة قصيرة ضمن صراع أوسع؟

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق