الحوثي يتوسّل المفاوضات... هل اقتربت نهايته؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الحوثي يتوسّل المفاوضات... هل اقتربت نهايته؟, اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 09:05 مساءً

أكد الصحفي والباحث السياسي خالد سلمان أن جماعة الحوثيين ترفض التصريحات الرسمية من على المنابر إجراء أي حوار أو مشاركة مع القوى التي تصفها بـ"الداخلية"، في وقت تعمل من خلف الكواليس وبشكل سري على كسر جدار العزلة الدولية والإقليمية التي أحاطت بها خلال السنوات الماضية.

جاء ذلك في منشور طويل نشره "سلمان" عبر حسابه الرسمي على منصة إكس (تويتر)، حيث استعرض فيه التحولات السياسية الأخيرة التي طرأت على المشهد اليمني، خاصةً بعد فتح قناة اتصال غير مباشرة بين السعودية وإيران بوساطة عُمانية، وما قد يترتب عليها من تداعيات على مستقبل المفاوضات في اليمن.

الحوثي: رفض رسمي للحوار... ومحاولات خلف الأستار لكسر العزلة

وقال سلمان إن الجماعة الحوثية تؤكد دوماً من فوق المنابر رفضها اللقاء أو المشاركة في أي حوارات تضم أطرافاً تصنفها بأنها "من صنع خارجي"، وكأنها تدعي أنها قوة وطنية خالصة، وليس مجرد أداة تنفيذية لمشروع إيراني توسعوي.
وأضاف: "الجماعة التي ترفع شعار الوحدة الوطنية، ترفض الحوار من على المنابر، لكنها من خلف الحُجب والأستار تحاول – حد التوسل – كسر جدار العزلة الذي أحاط بها منذ تدهور الوضع الإقليمي لإيران، وخاصةً بعد إعادة فتح قنوات الاتصال بين الرياض وطهران، ومن ثم بين الأطراف اليمنية عبر الوساطة العُمانية".

جماعة غير وطنية.. سياساتها تُنسج من خارج صنعاء

وتابع سلمان قائلاً: "لم تكن هذه الجماعة، منذ انقلابها على الدولة عام 2014، لسان حال المصالح الوطنية، بل بدأت كمشروع غير وطني واستمرت في توجيه سياساتها من خارج صنعاء، تنفذ إملاءات ليست يمنية".
وأشار إلى أن محاولات الانفتاح التي تبديها الجماعة اليوم لا تعكس تغيراً حقيقياً في موقفها، بل هي امتداد لموقف إيراني عام يتماشى مع مساعي طهران لتصحيح علاقاتها مع دول الخليج، ومحاولة إعادة هندسة أولوياتها الخارجية، بتأجيل مشروعها التوسعي في المنطقة، والسعي لشراء الوقت العسكري والاستراتيجي، قبل أن تعاود زعزعة الاستقرار في الجوار الإقليمي.

الحوثي جزء من باكيج المفاوضات الإيرانية

وأوضح أن "فتح صفحة جديدة مع إيران لا يعني فقط الحديث عن النووي أو الصواريخ الباليستية، بل يتضمن أيضاً التعامل مع أدواتها الإقليمية، وفي مقدمتها جماعة الحوثي، التي تحاول اليوم تقديم نفسها تحت غطاء وهمي من الوطنية، بينما هي في الحقيقة مجرد أداة تنفيذية لسياسات طهران".

وأكد أن تصريحات الجماعة حول رفض مد اليد للقوى التي تتهمها بالعمالة، ما هي إلا "فقاعة دعائية"، تهدف إلى تسويق نفسها داخلياً على أنها قوة ذات قرار مستقل، وهي حيلة لم تعد تنطلي على المجتمع اليمني، الذي يعرف جيداً من ينفذ أوامر من، ومن يتبع من القوى الإقليمية.

تغيرات إقليمية ترسم معادلة جديدة في اليمن

ولفت سلمان إلى أن التحوّل في السياسة الإيرانية نحو لغة التصالح والمفاوضات، انعكس بشكل مباشر على خطاب الجماعة الحوثية، التي بدأت فجأة برفع شعار "الوداعة"، والبحث عن المشاركة في طاولة المفاوضات، رغم أنها كانت ترفضها سابقاً بشدة.

وقال: "إذا هدأت إيران وسكبت لغة تصالحية، فإن الحوثي يرفع مظلة الوداعة، ويطرق كل الأبواب بحثاً عن قبوله كطرف فاعل في الحل السياسي، رغم أنه ليس شريكاً في بناء الدولة، بل هو صانع الموت ومصدر الفوضى فيها".

هزيمة إيران العسكرية تتحول إلى معادلة سياسية جديدة

واختتم الصحفي خالد سلمان منشوره بالقول: "إن الهزيمة العسكرية التي منيت بها إيران في الإقليم، بدأت تترجم إلى معادلة سياسية جديدة، تتشكل ملامحها الآن، وتتمثل في انكفاء السياسة الإيرانية على الداخل الإيراني المتدهور، وسحب يدها – عبر أدواتها مثل الحوثي – من الممرات المائية ومن تهديد المصالح الدولية".

وأكد أن "جهود الدول الكبرى والإقليمية تتجه الآن نحو صياغة اتفاق سياسي تكون فيه إيران بلا أطماع، بلا نفوذ، وبلا أدوات، وهو ما يعني نهاية دور الجماعات التابعة لها، وعلى رأسها مليشيا الحوثي في اليمن".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق