أفادت مصادر تابعة لمليشيات الحوثي، اليوم الأحد، بتنفيذ ثلاث عمليات اشتباك مع قطع حربية أمريكية في البحر الأحمر، بينها حاملة الطائرات "يو إس إس ترومان"، خلال الـ24 ساعة الماضية، في إطار ما أسمته "تصدياً للعدوان الأمريكي على اليمن للأسبوع الثالث".

وجاء في بيان صادر عن القوات التابعة للحوثي –التي تسيطر على أجزاء من شمال اليمن– أن عمليات الاشتباك "نُفذت باستخدام صواريخ مجنحة وطائرات مسيرة وقوات بحرية"، مُضيفةً أن هذه الخطوة تأتي "استمراراً لمواجهة التصعيد الأمريكي المُناصِر للكيان الصهيوني".

وأكد البيان ربط العمليات بـ"الدعم الواجب للشعب الفلسطيني"، وفق تعبيره.

تفاصيل العمليات والخطاب السياسي

حمّل البيان الولايات المتحدة مسؤولية "تصعيد العنف في المنطقة"، ووصف وجودها العسكري في البحر الأحمر بأنه "عدوان سافر"، مع إشارته إلى أن المليشيات "لن تتراجع عن دعم المقاومة الفلسطينية حتى رفع الحصار عن غزة".

كما وجهت التحية لقائدها عبدالملك الحوثي و"صمود أنصارها" في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وربط البيان بين العمليات العسكرية والصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، معتبراً أن "مواجهة أمريكا جزء من معركة تحرير فلسطين"، في خطابٍ يكرّس سردية المليشيات القائمة على الربط بين الصراعات الإقليمية.

الردع والتهديدات المتبادلة

أكد البيان أن ما أسماه "قواتها" ستستمر في "تطوير قدراتها الهجومية لمواجهة التصعيد بالتصعيد"، مُحذّرةً من "تداعيات استمرار التواجد الأمريكي قبالة السواحل اليمنية".

واختتمت الرسالة بشعاراتٍ تُحاكي الخطاب الثوري، مثل: "عاشت اليمن حرة... والنصر للمقاومة"، مع توقيعها الرسمي بتواريخ هجرية و ميلادية.

خلفية الصراع*

تشهد مناطق سيطرة الحوثيين تصعيداً عسكرياً متكرراً في البحر الأحمر منذ سنوات، في إطار صراعها مع التحالف الدولي الذي تقوده السعودية سابقاً، والولايات المتحدة حالياً.

وتتهم واشنطن ومجموعة دول المليشيات بـ"تعريض الملاحة الدولية للخطر"، بينما ترفض الأخيرة هذه الاتهامات وتصف عملياتها بـ"الدفاع الشرعي".

يُذكر أن الحوثيين –المصنفين جماعة إرهابية من قِبل عدة دول– يتبنّون خطاباً دينياً وسياسياً متشدداً، مع تأكيد دعمهم المستمر لفصائل فلسطينية مسلحة، في إطار تحالفهم مع إيران. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تصاعد حدة التوتر الإقليمي حول غزة والضربات الأمريكية-البريطانية الأخيرة على مواقع حوثية.