عيد الفطر.. طقوس وأنماط استهلاكية مختلفة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عيد الفطر.. طقوس وأنماط استهلاكية مختلفة, اليوم الاثنين 31 مارس 2025 07:08 صباحاً

تحمل مواسم الأعياد معها أنشطة اقتصادية استثنائية، إذ تتحول الأسواق إلى مراكز نشاط مكثف تعكس تغيّرات جوهرية في أنماط الاستهلاك والإنفاق.

وفي عيد الفطر بشكل خاص تتصاعد معدلات الطلب على السلع والخدمات بوتيرة سريعة، مدفوعةً بالرغبة في الاحتفال من خلال طقوس خاصة معتادة في الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، مما يخلق موجة من الانتعاش المؤقت في قطاعات مختلفة، بدءًا من تجارة التجزئة، وصولًا إلى الخدمات الترفيهية والسياحية.

ويعكس هذا الزخم الاقتصادي، وإن كان موسمياً، مدى الترابط بين العوامل الثقافية والسلوك الاستهلاكي، ويؤكد دور المناسبات الدينية والوطنية في تحريك عجلة الاقتصاد المحلي والإقليمي.

بينما لا يخلو هذا الارتفاع المفاجئ في الإنفاق من تحديات اقتصادية؛ أبرزها الضغط على الميزانيات الأسرية، والتأثيرات التضخمية الناتجة عن زيادة الطلب.

وفي ظل ارتفاع تكاليف المعيشة وضعف القوة الشرائية في العديد من الدول، يجد المستهلكون أنفسهم أمام معادلة صعبة بين تلبية متطلبات العيد والحفاظ على الاستقرار المالي.

علاوة على أن الشركات التي تستفيد من هذا الانتعاش تواجه تحديًا آخر يتمثل في إدارة دورة الطلب المتذبذبة، إذ غالباً ما يعقب فترة العيد حالة من الركود.

علاقة وثيقة

من جانبه، يقول مدير مركز رؤية للدراسات والبحوث الاستراتيجية ، بلال شعيب، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن:

  • ثمة علاقة وثيقة بين الاستهلاك والإنفاق، وتتجلى هذه العلاقة بشكل واضح خلال المواسم والأعياد، مثل شهر رمضان المبارك والأعياد المختلفة.
  • في هذه الفترات، تشهد الأسواق حالة من الازدحام والطلب المرتفع، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في معدلات الإنفاق والاستهلاك.
  • إذا كان الإنفاق الاستهلاكي في الظروف العادية يمثل نحو 50 بالمئة من دخل الفرد، فإن هذه النسبة ترتفع خلال المواسم لتصل إلى ما بين 80 إلى 90 بالمئة، بل وقد يلجأ البعض إلى الاقتراض لتغطية احتياجاتهم الموسمية.
  • يتركز هذا الإنفاق في مجالات متعددة، منها شراء السلع الغذائية والملابس والأحذية، وأشكال الترفيه المختلفة.. إلخ.

ويؤكد شعيب أن هذا النشاط الموسمي ينعكس إيجاباً على بعض القطاعات الصناعية، مثل الملابس الجاهزة، والأحذية، والمأكولات والمشروبات والحلويات، إذ تشهد هذه القطاعات نوعاً من الانتعاش المؤقت. غير أن هذا الانتعاش غالباً ما يكون محدوداً بفترة الموسم فقط، إذ يعقبه تراجع في الطلب بعد انتهاء الموسم، نتيجة للتشبع وزيادة الإنفاق في الفترة السابقة.

ويشير إلى أنه  على الرغم من هذا الانتعاش المؤقت، تبقى التحديات الاقتصادية قائمة، وعلى رأسها التضخم وضعف القوة الشرائية الذي تعاني منه كثير من المجتمعات، وهي عوامل تحد من قدرة هذه القطاعات على تحقيق مكاسب كبيرة ومستدامة حتى في أوقات الذروة الموسمية.

وبالنظر إلى هذه المعطيات، يصبح من الضروري تقييم الأثر الاقتصادي لمواسم الأعياد ليس فقط من منظور العائدات قصيرة الأجل، ولكن أيضاً من حيث تداعياتها على أنماط الاستهلاك طويلة الأجل؛ فبينما توفر هذه الفترات فرصًا لتنشيط الأسواق، تظل الحاجة ملحة لتوجيه السياسات الاقتصادية نحو تعزيز الاستدامة المالية للأفراد والشركات على حد سواء، لضمان أن يظل أثر العيد اقتصاديًا إيجابيًا يمتد إلى ما بعد انتهاء مظاهر الاحتفال.

تأثير التضخم

وعادة ما تؤثر معدلات التضخم -التي تظل في نطاقات مرتفعة بعيدة عن مستهدفات البنوك المركزية نسبياً- على أنماط الاستهلاك، ففي الولايات المتحدة الأميركية على سبيل المثال، يقول 2 من كل 5 أميركيين إن التضخم يغير عادات التسوق الخاصة بهم في العطلات، بحسب تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، نقلاً عن استطلاع سابق لشركة Bankrate.

استعرض التقرير عدداً من النصائح من أجل توفير المال للعطلات، من بينها إنشاء صندوق توفير خاص للتسوق في العطلات (خطوة مسبقة قبل العطلات، يتم خلالها ادخار المال من أجل الإنفاق في موسم العطلات). كما نصح بتجميع المكافآت (المرتبطة ببرامج مكافآت التسوق) لكسب أكبر قدر ممكن من المال، من خلال زيادة الخصومات والنقاط والاسترداد النقدي. علاوة على التخطيط المسبق للمشتريات، وبما يُساعد على تقدير المبلغ الذي سيتم إنفاقه فعلياً خلال العطلات.

خمسة عوامل أساسية

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي، ياسين أحمد، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن هناك خمسة عوامل تسهم في زيادة معدلات الانفاق  في مواسم الأعياد والمناسبات المختلفة، مثل عيد الفطر وعيد الأضحى في العالم العربي، تكون لها تأثيرات واضحة على معدلات الإنفاق والاستهلاك في اغلب القطاعات.

أولاً- زيادة الإنفاق الاستهلاكي

  • في فترة الأعياد، يتزايد الإنفاق بشكل ملحوظ على السلع والخدمات.. ويخصص الأفراد جزءاً كبيراً من ميزانيتهم الشخصية للشراء من الملابس والهدايا والأطعمة وحلويات العيد (كما هو الحال في عيد الفطر بالنسبة للعديد من الدولاً
  • التجارة التقليدية والتجزئة، مثل الأسواق والمحلات التجارية، تشهد إقبالاً كبيرًا في هذا الوقت، حيث يزداد الطلب على سلع معينة مثل الملابس الجديدة، الأجهزة الإلكترونية، والأطعمة.

ثانياً- زيادة الطلب على الطعام والشراب

  • يتميز موسم الأعياد بارتفاع في الاستهلاك الغذائي، سواء من خلال إعداد الوجبات العائلية أو من خلال شراء الأطعمة الجاهزة والحلويات.
  • ومن ثم يشهد قطاع المطاعم والمقاهي زيادة كبيرة في حركة الأعمال نتيجة لاحتفالات العيد والاجتماعات العائلية.

ثالثاً- ارتفاع الطلب على القطاعات الموسمية

  • تشهد بعض القطاعات زيادة كبيرة في الطلب خلال الأعياد، مثل قطاع الحرف اليدوية (كالتحف والهدايا)، الألعاب، والمستلزمات الموسمية مثل زينة العيد.
  • إضافة إلي أن بعض الشركات تتجه لتقديم منتجات خاصة بعيد معين (مثل حلويات العيد في رمضان).

رابعاً- تحفيز قطاع السياحة والسفر

  • في العديد من الدول يشهد قطاع السياحة نمواً ملحوظاً بسبب السفر الداخلي أو الدولي خلال مواسم الأعياد. حيث يسافر العديد من الأفراد لزيارة عائلاتهم أو للترفيه خلال العطلات.
  • شركات الطيران والفنادق ووكالات السفر تشهد زيادة في الحجوزات والمبيعات خلال هذه الفترة.

خامساً- ارتفاع نسبة العمل الموسمي

  • مع زيادة الطلب على بعض المنتجات والخدمات، تظهر الحاجة إلى العمالة الموسمية في بعض القطاعات مثل التجارة والضيافة.
  • تقوم الشركات بتوظيف عدد أكبر من الموظفين المؤقتين للتعامل مع الطلب الزائد خلال فترات العيد.

أخبار ذات صلة

0 تعليق