مختصون: الضغط الأكاديمي يهدد الصحة النفسية للطلبة

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مختصون: الضغط الأكاديمي يهدد الصحة النفسية للطلبة, اليوم الثلاثاء 1 أبريل 2025 09:24 مساءً

حذر أطباء مختصون من التأثيرات النفسية التي يواجهها الطلبة في التعليم المدرسي والجامعي، نتيجة الضغوط الأكاديمية التي تشمل التنافس العالي لتحقيق أعلى الدرجات، والتوفيق بين الدراسة والحياة الشخصية، وفرض مسار تعليمي على الطالب يتعارض مع ميوله العلمية، ما يؤدي إلى نتائج نفسية سلبية تؤثر في الصحة العامة للطلبة وأدائهم الدراسي، ويتطلب وضع المدارس والجامعات في حسبانها توفير المساعدة المناسبة لطلابها، لكي يحافظوا على صحتهم النفسية، من خلال التوعية ونشر الثقافة اللازمة للتعامل مع الصحة العقلية والاهتمام بها.

وتفصيلاً، أكد أطباء متخصصون وجود علاقة وثيقة بين الضغوط الأكاديمية، والصحة النفسية، حيث يتعرض الطلبة الذين يواجهون مشكلات في التحصيل الأكاديمي، لخطر الإصابة بأمراض نفسية تختلف أعراضها وشدتها وفقاً للتحديات التي يواجهها الطالب، مشددين على أهمية استغلال عطلة الربيع في الاسترخاء والابتعاد عن الضغط الروتيني للدراسة، وتحقيق الراحة الذهنية والجسدية والنفسية للطالب.

وأجمع الأطباء على أن عدم الاستقرار العائلي، والذي يشمل عدم الاتفاق بين الوالدين، وكثرة المشاحنات واضطرابات الحالة المنزلية والانفصال والطلاق وقسوة الوالدين أو تدليلهم وتذبذب المعاملة، أو فرض نمط تعليمي معين على الطالب، يسبب اختلالاً في التوازن الانفعالي للطالب، ما يؤثر في حالته الدراسية، مشددين على أن الأسرة تلعب دوراً رئيساً في تخفيف الضغوط الأكاديمية على الطالب أو زيادتها.

اكتشاف المرض

وأكدت استشارية طب الأسرة في مدينة برجيل الطبية، الدكتورة هالة عبدالكريم، أن صعوبة المرض النفسي تكمن في تأخر التشخيص، وتردد الأشخاص في مشاركة الأعراض مع المختصين، على عكس الأمراض العضوية التي يمكن اكتشافها، بالاعتماد على وجود ألم في أحد أعضاء الجسم، أو خلل ما في الوظائف الحيوية، إلا أن هناك مؤشرات يمكن من خلالها ملاحظة اضطرابات تهدد الصحة النفسية للشخص، منها التغيرات في الشهية، ومشكلات الأرق، والعزلة الاجتماعية وقلة الإقبال على التواصل مع الناس أو في الأنشطة المعتادة ممارستها، والسلبية والشعور بعدم المبالاة، والإفراط في التدخين وتعاطي الخمور والمخدرات، والشعور بالارتباك، أو النسيان، أو الغضب، أو القلق بشكل غير عادي، والتقلبات المزاجية الحادة، إضافة إلى التفكير المُلحّ في إيذاء النفس أو الآخرين.

القلق

وقال الدكتور محمود نجم، استشاري الطب النفسي في مدينة برجيل الطبية: «الضغوط الأكاديمية هي جزء لا يتجزأ من المسيرة التعليمية، لكن تزايد تأثيراتها النفسية، ووصولها إلى درجات سلبية، يجب أن يتم رصدها في حينها ومواجهتها، فالدراسات تشير إلى أن العديد من الطلبة يعانون مستويات مرتفعة من القلق والاكتئاب نتيجة الضغط الأكاديمي، حيث يتسبب التنافس الشديد، والرغبة في تحقيق التميز، في شعور الطلاب بالتوتر المستمر».

وأكد أن من أعراض القلق والاكتئاب الأساسية، الأرق، وفقدان الشهية، وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، فضلاً عن معاناة الشخص صعوبة التركيز، وفقدان الدافع، ما يؤدي إلى تراجع أدائه في الامتحانات والواجبات الدراسية، وهذا التراجع يؤثر سلباً في الحالة النفسية للشخص، فيزيد من الشعور بالإحباط، ويعزز تنامي درجات القلق والاكتئاب إلى مراحل أعلى.

وأضاف نجم: «من الضروري أن تقدم المؤسسات التعليمية الدعم النفسي اللازم للطلبة، لمساعدتهم على التعامل مع الضغوط الأكاديمية، ويمكن أن يشمل ذلك توفير استشارات نفسية داخل الحرم المدرسي والجامعي، وتنظيم ورش عمل حول إدارة الضغوط والتوتر، وتشجيع الطلاب على ممارسة الرياضة والأنشطة الترفيهية كجزء من حياتهم اليومية».

الدعم النفسي

فيما أشار استشاري الطب النفسي في مستشفى الريم، الدكتور مدحت الصباحي، إلى أن الضغوط الأكاديمية يمكن أن تؤثر بشكل سلبي في الطلبة في حال استمرارها فترة طويلة، حيث تؤدي إلى ظهور بعض الاضطرابات النفسية، مثل اضطراب عدم التكيّف، ويأتي في صورة أعراض اكتئابية، أو أعراض القلق العام، وتتضمن هذه الأعراض الحزن والضيق وفقدان التركيز، والوحدة والانزواء، والتوتر والقلق، واضطراباً في النوم، وعدم الثقة بالنفس، واضطراباً في الشهية، والتشاؤم، وذلك نتيجة التعرض للضغوط النفسية لفترة طويلة تصل إلى ثلاثة أشهر.

وقال: «الوقاية من الضغوط الأكاديمية تتطلب مراعاة الميول العلمية والقدرات العقلية عند اختيار المواد الدراسية والتخصص الأكاديمي، وتنظيم وإدارة الوقت لإتمام المهام والمتطلبات، حتى لا تتراكم الأمور ويحدث ضغط نفسي، ومزاولة الرياضة والحفاظ على نظام غذائي صحي بشكل منتظم، والتدريب على الدراسة بنظام محدد حتى لا يقع الطالب تحت ضغط نفسي، وفي حال وجود أي مشكلة في التركيز والانتباه، يجب مراجعة الطبيب النفسي لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني اضطراب فرط الحركة، أو تشتت الانتباه، حتى لا يكون الأمر عبئاً عليه في الدراسة»، لافتاً إلى أن عيادات الطب النفسي باتت تستقبل مراجعين من فئة الطلبة، لمناقشة وعلاج أعراض القلق والاكتئاب وغيرها من الأعراض التي تصيب بعض الطلبة.

الضغوط العائلية

وأوضح استشاري الطب النفسي، الدكتور نوفل إياد، أن العام الدراسي محسوب عالمياً، ويتم منح استراحة للطلبة كل أسابيع عدة، لتخفيف الضغط الأكاديمي، فيما يعرف بعطلات الشتاء، والربيع والصيف، إلا أن الضغوط الأكاديمية تنشأ في الأساس من العائلة وضغطها على الابن، لرغبتها في دفعه للتحصيل بشكل أكبر، ليكون الأفضل دائماً، أو فرض تخصص دراسي بعينه على الطالب، ما يعرضه لضغوط داخلية، كما أن الضغوط تنشأ أيضاً من بيئة الدراسة، ومدى قبول الطالب لها وتأقلمه معها.

وقال: «الصحة النفسية للطالب تتأثر بمجموعة من العوامل المحيطة، منها تفكك الأسرة، وتعرض الطالب للإساءة والتنمر بين رفاقه، لذا الكثير من الضغوط الأكاديمية يتسبب فيها الأهل الذين لا يتقبلون المستوى الأكاديمي لأبنائهم، ويتهمونهم دائماً بالتقصير، ويخططون لهم مستقبلهم من دون النظر إلى رغباتهم وميولهم التعليمية، لذلك نحو 10% من مراجعي العيادات النفسية يكونون من الطلبة، وفي كثير من الحالات تكون المشكلة في الأب والأم».

التعاون المشترك

وتابع الدكتور نوفل إياد: «تتطلب الوقاية من التأثيرات النفسية السلبية للضغوط الأكاديمية تعاوناً بين الطلبة والمؤسسات التعليمية والأسرة، بحيث يقوم الطلبة بتعلم تقنيات إدارة الوقت وتنظيم أولوياتهم للحد من الضغوط. في المقابل، يمكن للمؤسسات التعليمية تقديم بيئة تعليمية داعمة، تشجع على الاسترخاء وتوفير الموارد اللازمة لدعم الصحة النفسية، فيما يستلزم أن تمارس الأسرة دورها في تقديم الدعم الإيجابي للطالب، والكف عن اتهامه بالتقصير».

سياسة الصحة النفسية

في المقابل، كشفت دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي عن تطبيقها هذا العام سياسة جديدة خاصة بالصحة النفسية للطلبة، على أن يبدأ الامتثال للسياسة في جميع المدارس مع بداية العام الدراسي المقبل 2025-2026، وذلك لضمان تقديم الأولوية للصحة النفسية، وإدراجها في جميع جوانب البيئة اﻟﻤدرسية، وتشجيع اﻟﻤدارس على اعتماد نهج شامل لتعزيز الصحة النفسية، من خلال حملات التوعية والمبادرات الموجهة للشركاء المعنيين، إضافة إلى دعم عملية الكشف المبكر والتدخل من خلال إنشاء أنظمة وبروتوكولات لتحديد ومعالجة مخاوف الصحة النفسية بشكل مبكر.

وأكدت الدائرة أن المدارس باتت ملزمة بتوفير خدمات الأخصائيين العلاجيين داخلها، أو من خارجها، للطلبة الذين قد يحتاجون إلى دعم إضافي أو استشارة، ومسارات الإحالة الخاصة بتوفير الإجراءات التي يمكن من خلالها للأفراد إحالة أنفسهم أو غيرهم لخدمات الدعم النفسي التي تقدمها المدرسة، وتوفير الدعم بنهج خطوة بخطوة، ليتمكن الطلبة من إدارة وتخفيف الضغط خلال اﻟﻤراحل الحرجة طوال العام الدراسي.

الإرشاد وجودة الحياة

من جانبها، تقدم جامعة الإمارات مجموعة من الخدمات الإرشادية المتخصصة، التي تمكن الطلاب من تحقيق قدر أكبر من التوازن النفسي والاجتماعي والأكاديمي، لمساعدتهم على مواجهة الصعوبات والتحديات وفهم أنفسهم، وبناء علاقات صحية مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، وتشمل الخدمات، العلاج الفردي، والعلاج الجماعي، والتقييمات النفسية، وتقديم الاستشارات المتخصصة، إضافة إلى توفير الموارد والتعليم المستمر، مثل ورش العمل والبرامج التدريبية لمجتمع جامعة الإمارات العربية المتحدة.

«ميسر الصحة النفسية»

بينما يقدم مركز الإرشاد الطلابي (SCC) بجامعة زايد، الدعم النفسي والمساعدة للطلاب المسجلين بالجامعة لتعزيز الصحة النفسية الإيجابية والرفاهية، كما نفذت الجامعة مبادرة تُعدّ الأولى من نوعها «ميسر الصحة النفسية» لتدريب عدد من الأساتذة والموظفين، وجعلهم مؤهلين لمعرفة واكتشاف المشكلات النفسية التي يمر بها الطلبة، بهدف تعليم أفراد من خارج قطاع الصحة النفسية مبادئ الدعم النفسي، ويضم التدريب برنامجاً مكثفاً يتطرق فيه إلى أكثر المشكلات النفسية انتشاراً، وكيفية التعرف إليها، وطرق المساعدة والاستشارة، وإحالة الحالات التي تتطلب تدخلاً أعمق إلى مختصين في المجال.

سفراء الصحة

فيما يوفر برنامج سفراء الصحة والسلامة، بجامعة أبوظبي، تقديم المشورة للطلبة والهيئات التدريسية والإدارية بشأن القضايا المتعلقة بالصحة، مثل الحفاظ على نمط حياة صحي، والصحة العقلية، والوقاية من الأمراض المزمنة، وممارسات النظافة الآمنة، بجانب تطوير وتنفيذ وتقييم برامج الصحة والسلامة في الحرم الجامعي، من خلال تخطيط وعقد فعاليات التثقيف الصحي.

جدير بالذكر، أنه وفقاً للرابطة الأميركية للصحة النفسية، فإن 87% من طلاب الجامعات في الولايات المتحدة اختاروا التعليم سبباً رئيساً للضغط النفسي، ناتجاً عن تراكم متطلبات المواد الدراسية، والدراسة المستمرة، وتنظيم الوقت، والمنافسة في الصفوف، فضلاً عن الأعباء المالية وضغوط الأهل، والحاجة إلى التكيّف مع بيئات جديدة رغم صعوبة ذلك.


السلام النفسي

أكدت استشارية طب الأسرة في مدينة برجيل الطبية، الدكتورة هالة عبدالكريم، أهمية تبني أساليب حياة صحية، مثل ممارسة الهوايات، وتجنب العادات الضارة، والتواصل الاجتماعي، والتحدث بصراحة مع شخص موثوق به. كما شددت على ضرورة مشاركة المشاعر والتجارب مع الأشخاص المقربين، سواء كان ذلك وجهاً لوجه أو عبر الهاتف أو من خلال تطبيقات التواصل الاجتماعي.

وقالت: «في حال الشعور بصعوبة في التعامل مع الضغوط النفسية، فمن المهم اللجوء إلى طبيب الأسرة كخطوة أولى للحصول على التوجيه المناسب، حيث يمكنه تقييم الحالة وتقديم الإرشادات اللازمة، بما في ذلك توجيه المريض إلى مختص نفسي عند الحاجة»، لافتة إلى أن استشارة الطبيب ليست دليلاً على الضعف، بل هي خطوة إيجابية نحو العناية بالصحة النفسية، كما أنها تمنح الشخص الشعور بأنه ليس وحيداً، فضلاً عن دور المختص في تقديم الدعم اللازم لمن يمرون بظروف صعبة».

. 10 % من مراجعي العيادات النفسية طلبة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق