في مشهد أثار جدلاً واسعاً بين الناشطين والمواطنين في اليمن، لا تزال سلطات محافظة تعز تحتجز مواطناً يبلغ من العمر 75 عاماً، رغم عدم وجود مسوغ قانوني لهذا الإجراء.

المواطن المسن، علي مهيوب صالح أبو عروق، المنحدر من منطقة شعب يافع في محافظة إب، اعتقل فور دخوله مدينة تعز عبر منفذ جولة قصر الشعب شرقي المدينة، وذلك أثناء مرافقته لحفيدته التي تستعد لأداء مناسك العمرة.

تفاصيل الواقعة

أفادت مصادر محلية أن المواطن أبو عروق، الذي يعاني من أمراض مزمنة مثل السكري والضغط، كان قد جاء إلى مدينة تعز برفقة حفيدته ووالدها بهدف استخراج جواز سفر للحفيدة، تمهيداً لسفرها إلى المملكة العربية السعودية لأداء العمرة.

ومع ذلك، لم تمر دقائق على دخوله المدينة حتى تم توقيفه واستجوابه، قبل أن يتم احتجازه مع سيارته من نوع "الشبح" دون تقديم أي توضيح قانوني أو مبرر واضح للاعتقال.

وقد مضى على احتجاز المواطن السبعيني ثلاثة أيام حتى الآن، دون أن يتمكن ذووه من الحصول على أي تفسير رسمي حول الأسباب التي أدت إلى هذا الإجراء التعسفي.

كما تشير المصادر إلى أن أقارب أبو عروق حاولوا التواصل مع الجهات الأمنية في تعز للسعي نحو إطلاق سراحه وإعادة سيارته، لكن كل محاولاتهم باءت بالفشل.

استغراب وانتقادات واسعة

وصف مراقبون ومتابعون للشأن المحلي الخطوة بأنها "غير مبررة"، خاصة وأن المعتقل هو رجل مسن يعاني من أمراض مزمنة، وكان قد جاء إلى المدينة لأداء مهمة إنسانية تتعلق بتسهيل سفر حفيدته لأداء مناسك العمرة.

وأكد المراقبون أن هذه التصرفات تعكس غياب الشفافية والاحترام لحقوق الإنسان، خصوصاً كبار السن الذين يستحقون الرعاية والتقدير بدلاً من الاحتجاز التعسفي.

وأعرب عدد من الناشطين عن استغرابهم الكبير من استمرار احتجاز المواطن أبو عروق وسيارته، داعين السلطات الأمنية في تعز إلى التدخل الفوري لإطلاق سراحه وضمان إعادة سيارته المحجوزة.

وأشاروا إلى أن هذه القضية ليست فقط قضية قانونية، بل هي قضية إنسانية تتطلب التعامل معها بحساسية بالغة نظراً لظروف المعتقل الصحية وسنه المتقدم.

دعوات لإعادة النظر

طالب ناشطون وحقوقيون الجهات المعنية في محافظة تعز بإعادة النظر في الإجراءات المتخذة بحق المواطن أبو عروق، مؤكدين على ضرورة احترام حقوق الإنسان وتطبيق القانون بعدل وشفافية.

كما دعوا إلى اتخاذ خطوات جادة لمنع تكرار مثل هذه الحالات التي تؤدي إلى تفاقم معاناة المواطنين وتزيد من حالة الغضب والاستياء العام.

وفي الوقت نفسه، طالبت الأسرة وأقرباء المواطن أبو عروق بتدخل شخصيات اجتماعية ومسؤولين محليين للضغط على السلطات الأمنية من أجل إنهاء هذه الأزمة وإعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي.

رسالة للمجتمع وللمسؤولين

تُعتبر واقعة اعتقال المواطن أبو عروق انعكاساً لواقع مرير يعيشه كثير من المواطنين في ظل غياب سيادة القانون وعدم احترام الحقوق الأساسية.

ومن هنا، فإن هذه الحادثة تدق ناقوس الخطر وتؤكد على ضرورة تعزيز ثقافة احترام حقوق الإنسان، خاصة كبار السن، الذين يجب أن يكونوا محل تقدير ورعاية بدلاً من أن يكونوا ضحايا لإجراءات غير مدروسة وغير مبررة.