وول ستريت تستعد لـ"اثنين أسود".. وإدارة ترامب متمسكة بالرسوم

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وول ستريت تستعد لـ"اثنين أسود".. وإدارة ترامب متمسكة بالرسوم, اليوم الاثنين 7 أبريل 2025 12:26 مساءً

تشهد وول ستريت حالة تأهب قصوى لجلسة تداول يُرتقب أن تكون من بين الأكثر سخونة هذا العام، في ظل تمسّك الإدارة الأميركية بفرض رسوم جمركية صارمة على شركائها التجاريين، رغم التراجعات الحادة التي تكبّدتها الأسواق العالمية خلال الأيام الماضية.

وفي وقت كانت تتطلع فيه الأسواق إلى مؤشرات تهدئة من البيت الأبيض، جاء موقف الرئيس دونالد ترامب ليؤكد استمرار التصعيد، ما فاقم منسوب القلق ودفع العقود الآجلة للأسهم الأميركية إلى هبوط جماعي حاد منذ الساعات الأولى لتداولات الاثنين.

تراجعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في وقت مبكر من الاثنين مع بقاء البيت الأبيض على موقفه الصارم حيال الرسوم الجمركية، ورغم انخفاضات حادة تاريخية لسوق الأسهم استمرت يومين في أعقاب فرض ترامب معدلات تعرفة جمركية مرتفعة بشكل صادم على معظم شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين.

  • انخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 1,558 نقطة، أو 4.03 بالمئة، مما يشير إلى جلسة صعبة أخرى مقبلة اليوم الاثنين.
  • تراجعت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 4.53 بالمئة. وتراجعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 100 بنسبة 4.86 بالمئة، حيث واصل المستثمرون التخلص من أسهم التكنولوجيا الرابحة سابقًا لجمع السيولة.

يأتي هذا في أعقاب التراجع الحاد الذي شهدته السوق في نهاية الأسبوع الماضي، حيث سجل مؤشر داو جونز خسائر متتالية بأكثر من 1500 نقطة للمرة الأولى على الإطلاق، بما في ذلك خسارة 2231 نقطة يوم الجمعة. وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 6 بالمئة يوم الجمعة، مسجلاً أسوأ أداء له منذ تفشي وباء كورونا في مارس 2020. وخسر المؤشر القياسي 10 بالمئة في يومين، مما دفعه إلى أكثر من 17 بالمئة أقل من رقمه القياسي المسجل في فبراير، وفق تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية.

كما دخل مؤشر ناسداك المركب في سوق هبوطية يوم الجمعة - حيث انخفض بنسبة 22 بالمئة عن مستواه القياسي،  بعد الخسائر يومي الخميس والجمعة بنحو 6 بالمئة لكل منهما.

فيما لم يتلق المستثمرون خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخبار التي كانوا يتمنونها بأن إدارة ترامب تجري مفاوضات ناجحة مع الدول لخفض الأسعار، أو على الأقل، تفكر في تأجيل مجموعة الرسوم الجمركية المتبادلة التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 9 أبريل. فيما دخلت الرسوم الجمركية الأحادية الجانب الأولية البالغة 10 بالمئة حيز التنفيذ يوم السبت. وبدلاً من ذلك، قلل الرئيس ترامب ومستشاروه الرئيسيون من أهمية عمليات البيع.

تصريحات ترامب

وقال الرئيس دونالد ترامب مساء الأحد إنه لا يتعمد هندسة عمليات البيع الجارية في سوق الأسهم، لكنه لم يقل الكثير لمحاولة منعها.

وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية ليلة الأحد عندما سئل عن الأسواق: "لا أريد أن ينخفض ​​أي شيء، ولكن في بعض الأحيان يتعين عليك تناول الدواء لإصلاح شيء ما". واستشهد ترامب بالعجز التجاري مع الصين كمبرر للمضي قدما في خطته بشأن التعريفات الجمركية على الرغم من الألم الأخير في الأسواق.

وقال: "علينا حل عجزنا التجاري مع الصين.. لدينا عجز تجاري بقيمة تريليون دولار مع بكين، ونخسر مئات المليارات سنويًا معها. وما لم نحل هذه المشكلة، فلن أبرم أي اتفاق..  أنا مستعد للتعامل مع الصين، لكن يتعين عليهم حل مشكلة الفائض لديهم".

وأضاف أنه تحدث مع زعماء أوروبيين وآسيويين خلال عطلة نهاية الأسبوع بشأن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارته، والتي من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ في الأسبوع المقبل.

وتتناقض إلى حد ما تصريحات ترامب تصريحات وزير التجارة هوارد لوتنيك، الذي صرّح بأن الإدارة ستبقى ثابتة على خططها لفرض رسوم جمركية متبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين، حتى في ظل موجة بيع مكثفة في أسواق الأسهم العالمية. كما صرح مدير المجلس الاقتصادي الوطني بالبيت الأبيض، كيفن هاسيت، بأن انخفاض سوق الأسهم ليس جزءًا من استراتيجية متعمدة.

تأثير موقف ترامب

يقول خبير أسواق المال، محمد سعيد، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن استمرار التراجعات في الأسواق العالمية لم يعد مجرد توقعات، بل هو انعكاس مباشر لما تشهده تداولات العقود الآجلة في الأسواق الأميركية اليوم، التي بدأت تداولاتها مساء أمس، وبعد ذلك نظيرتها في الأسواق الأوروبية، والأسواق الآسيوية التي تسجل جميعها تراجعات حادة.

ويشير إلى أن:

  • تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة لم تحمل أي مؤشرات إيجابية للأسواق، بل على العكس، أكدت تمسكه بمواقفه المتشددة فيما يتعلق بالرسوم الجمركية، وهو ما يزيد من ضغوط الهبوط على الأسواق العالمية.
  • الأسواق تحاول في الوقت الحالي التماسك، مع بعض التفسيرات الإيجابية من جانب البعض لتصريحات ترامب التي ألمح فيها إلى وجود مساحة لعقد صفقات وربما التراجع عن مستويات التعريفات المرتفعة، ما قد يفسر الارتدادات الإيجابية المحدودة المأمولة وتقليص الخسائر لاحقاً.

ويتوقع سعيد المزيد من التصريحات من جانب ترامب خلال الساعات المقبلة (التي سيسعى من خلالها لطمأنة السوق) خاصة في ظل الاحتجاجات المتصاعدة في الشارع الأميركي والضغوط الناجمة عن تراجع الأسواق، رغم محاولاته التقليل من أثر هذه الانخفاضات بالقول إنها بمثابة "دواء للتعافي من المرض"، مشدداً على أن الضغوط الاقتصادية والشعبية قد تدفعه قريباً إلى إطلاق رسائل تهدف إلى طمأنة الأسواق.

إصرار على الرسوم

وقال وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، يوم الأحد إن إدارة ترامب ستظل ثابتة في فرض الرسوم الجمركية المتبادلة على شركاء الولايات المتحدة التجاريين الرئيسيين حتى في مواجهة عمليات بيع في سوق الأسهم العالمية .

وأفاد لوتنيك في تصريحات نقلها "سي إن بي إس" إلى أن : "الرسوم الجمركية قادمة.. لقد أعلنها (ترامب) ولم يكن يمزح". وأضاف أن البيت الأبيض لا يفكر في تمديد الموعد النهائي للبدء.

وشدد على أنه  "لا مجال للتأجيل.. ستبقى هذه الإجراءات ساريةً لأيامٍ وأسابيع بالتأكيد. على الرئيس إعادة ضبط التجارة العالمية. لدى الجميع فائضٌ تجاري، ونحن لدينا عجزٌ تجاري".

بدوره، صرح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت بأن أكثر من 50 دولة بدأت مفاوضات مع الولايات المتحدة منذ إعلان الأربعاء الماضي، وذلك في تصريحات نقلتها قناة "إن بي سي نيوز" الأحد.

كما سعى المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض كيفن هاسيت إلى تهدئة المخاوف من أن تكون الرسوم الجمركية جزءا من استراتيجية للضغط على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لخفض أسعار الفائدة، قائلا إنه لن يكون هناك "إكراه سياسي" على البنك المركزي.

نزيف حاد

يقول رئيس قسم الأسواق العالمية في شركة Cedra Markets، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية":

  • "تشهد الأسواق المالية نزيفاً حاداً؛ في ظل تمسك الرئيس الأميركي بالرسوم الجمركية التي فرضها يوم الأربعاء، مؤكداً أنه لا نية للتراجع عنها أو تعديلها".
  • "هذا الإصرار على الرسوم يضيف مزيداً من الضبابية والتخبط إلى المشهد الاقتصادي العالمي".
  • تصريحات ترامب الأخيرة تُشير إلى نهج متشدد لا رجعة فيه، ما ينذر بإجراءات مضادة، مثلما قامت الصين بفرض رسوم مُقابلة، وربما نشهد ردود فعل مماثلة من أوروبا.

ويتابع: إن هذا النزيف الحاصل في الأسواق، إن استمر خلال هذا الأسبوع، سيزيد من حالة الغموض؛ فحتى الآن، لا أحد يستطيع الجزم باتجاهات الأسواق، وسط ارتباك كبير في آليات احتساب الرسوم الجمركية ودورها الوقائي، سواء وفقاً لصندوق النقد الدولي أو البنك الدولي أو سائر الهيئات الاقتصادية.

ويؤكد  أن هذه الرسوم ستنعكس سلباً على مختلف القطاعات والاقتصادات، وقد تؤدي إلى اضطراب سلاسل التوريد العالمية. "وقد سمعنا تحذيرات من رئيس الوزراء البريطاني بأن هذه السياسات قد تغير وجه التجارة العالمية".

ويختتم يرق تصريحاته بالتأكيد على "أن الأسواق تعيش وضعاً من الصعب جداً التنبؤ فيه بحركتها، فهي قد تتأثر بأي تصريح سياسي.. كما أن مشاعر الخوف والهلع والضبابية تهيمن على المشهد، ولا أحد يعرف إلى أين نتجه".

توقعات غير مؤكدة

بحسب المدير التنفيذي لمركز كوروم للدراسات الاستراتيجية، طارق الرفاعي، فإن:

  • فرض الرئيس دونالد ترامب مؤخراً رسوماً جمركية شاملة أدى إلى زعزعة استقرار الأسواق المالية بشكل كبير، مما أدى إلى انخفاض حاد في أسعار الأسهم.
  • تشمل هذه الرسوم، التي أُطلق عليها اسم "يوم التحرير"، ضريبة أساسية بنسبة 10 بالمئة على جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين، مع فرض معدلات أعلى على دول محددة.
  • لقد أدى رد الصين الفوري بفرض رسوم جمركية بنسبة 34 بالمئة على الواردات الأميركية إلى تفاقم المخاوف من حرب تجارية شاملة.
  • كان رد فعل سوق الأسهم حاداً (في اليومين الأخيرين من الأسبوع الماضي مع خسارة أكثر من 5.4 تريليونات دولار).
  • لا تزال توقعات الأسهم على المدى القريب غير مؤكدة.

ويضيف: "تشير الأنماط التاريخية إلى أنه بعد دخول منطقة السوق الهابطة، قد تشهد مؤشرات مثل ناسداك انتعاشات أولية، لكنها قد تواجه تقلبات طويلة الأمد". وينصح المستثمرون بتوخي الحذر، وإعطاء الأولوية لإدارة المخاطر، والتركيز على أهداف الاستثمار طويلة الأجل بدلاً من محاولة توقيت السوق خلال هذه الفترات المضطربة.

ويختتم حديثه قائلاً: أدت الرسوم الجمركية الأخيرة إلى انخفاضات كبيرة في السوق وتفاقم حالة عدم اليقين الاقتصادي. وبينما قد تجد بعض القطاعات فرصًا استثمارية في ظل هذه التقلبات، فإن الشعور العام يشير إلى ضرورة اتباع نهج حذر مع تطور الوضع.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق