خيوط معقدة ترسم مصير الأسد.. لماذا تتمسك به روسيا؟

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خيوط معقدة ترسم مصير الأسد.. لماذا تتمسك به روسيا؟, اليوم الثلاثاء 8 أبريل 2025 04:42 صباحاً

وسط تعقيدات المشهد السوري وتشابك خطوط التوازنات الإقليمية والدولية، تطفو مجددا على السطح قضية وجود الرئيس السوري السابق بشار الأسد في روسيا، كلاجئ "إنساني" وفق الرواية الرسمية للكرملين.

وبينما تؤكد موسكو رفضها المطلق لتسليمه، تطرح مصادر مطلعة شروطا صارمة تحكم بقاء الأسد على أراضيها، مما يفتح الباب أمام قراءة أوسع لأبعاد هذا الحضور وأهدافه الحقيقية.

فهل ما زالت روسيا متمسكة بالأسد كحليف لا يُمس، أم أنها تدير بذكاء ورقة ضغط دبلوماسية تحفظ مصالحها في لحظة إعادة تشكيل التوازن السوري؟

رفض روسي و"حماية مشروطة"

الرسالة الروسية واضحة، كما ينقلها الدبلوماسي الروسي السابق والأكاديمي فيتشيسلاف ماتوزوف، الذي شدد خلال حديثه لبرنامج "غرفة الأخبار" على "سكاي نيوز عربية"، على أن موسكو لن تقدم على تسليم الأسد لأي جهة كانت، معتبرا أن الأمر "خط أحمر يتعارض مع قيم السياسة الروسية وتحالفاتها طويلة الأمد".

وقال ماتوزوف: "روسيا لا تسلم من احتمى بها، خاصة إن كان حليفا تاريخيا في معركة وجودية كالتي خاضها الأسد ضد الإرهاب. تسليم بشار الأسد سيكون بمثابة انتحار دبلوماسي لروسيا. لن يحدث تحت أي ظرف".

لكن ماتوزوف يربط هذه الحماية بضوابط دقيقة، فالأسد لاجئ لأسباب إنسانية لا سياسية، وبالتالي فهو محكوم بالصمت السياسي الكامل وعدم الظهور الإعلامي، أو الانخراط بأي نشاط دولي أو سوري في الداخل أو الخارج.

وبمعنى آخر، فالحماية قائمة لكنها مقيدة، لضمان عدم إحراج موسكو أو إثارة حفيظة شركائها الدوليين، وعلى رأسهم إسرائيل وتركيا.

موازنة دقيقة

وتعبر قراءة ماتوزوف عن رؤية التيار القومي داخل النخبة الروسية، الذي يرى في الحفاظ على الأسد جزءا من الحفاظ على "شرف التحالفات"، خاصة بعد الدعم العسكري والسياسي الذي قدمته موسكو للنظام السوري منذ 2015، وتثبيت قواعدها في طرطوس وحميميم.

إلا أن مراقبين يرون في هذا الموقف نوعا من "الدفاع الدبلوماسي المؤقت"، وليس استراتيجية ثابتة، خصوصا في ظل المتغيرات الدولية.

ويرى مدير مركز "تقدم" للحوار عبد الله غضوي، أن الموقف الروسي تجاه الأسد "محكوم بحسابات أكثر براغماتية مما يروج له".

وقال: "روسيا تستثمر في ورقة الأسد، لكنها لا تفكر بها على المدى الطويل. هو بالنسبة لها ورقة تفاوض، لا أكثر. في لحظة التقاء المصالح قد تتخلى موسكو عنه بنفس الطريقة التي تخلت بها عن حلفاء سابقين".

الغضوي يصف بقاء الأسد في روسيا بـ"العبء الدبلوماسي"، معتبرا أن موسكو تحتضن شخصية مطلوبة دوليا ومتهمة بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق السوريين، وهو ما يضعها في موقع الدفاع المستمر، ويعيق طموحاتها لإعادة التموضع كلاعب سلام في الملف السوري.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق