صور الذكاء الاصطناعي.. خطر اجتماعي بنكهة رقمية

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صور الذكاء الاصطناعي.. خطر اجتماعي بنكهة رقمية, اليوم الأربعاء 9 أبريل 2025 12:23 صباحاً

شاع على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، استخدام تقنية تحويل الصور بأسلوب فني مستوحى من استوديو الرسوم المتحركة الياباني «غيبلي»، وتميز هذا النوع من البرامج، بقدرته على متابعة أوامر مفصلة، بفضل تدريبه على مجموعة واسعة من أنماط الصور.

وأثار الإقبال على هذه التقنية تساؤلات حول تأثيرها في الخصوصية والصحة النفسية والمجتمع.

وأكد رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، أهمية حماية البيانات الشخصية في ظل تسارع التطورات التقنية.

من جانبه، أشار خبير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات، المهندس أحمد الزرعوني، إلى أن الاستخدام غير الأخلاقي للصور، أو التعامل مع تطبيقات غير رسمية، قد يؤدي إلى اختراق الحسابات وتسريب البيانات، داعياً إلى الحذر من تسليم الصور الشخصية لجهات مجهولة، فيما شدد باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات، الدكتور عبيد صالح المختن، على أن المخاطر الأمنية ليست جديدة، وتتطلب وعياً رقمياً دائماً يتجاوز التطبيقات الفردية إلى موجات الإنترنت ككل.

ورأى المستشار والموجه الاجتماعي، الدكتور أحمد البركاني، أن هذه الظاهرة مدفوعة بـ«الفضول الاجتماعي»، متوقعاً تراجعها بمرور الوقت، لكنه حذّر من أنها قد تُحدث تشوها في معايير الجمال. وحذّرت الأخصائية النفسية، مرام المسلم، من التأثير النفسي لهذه التطبيقات، في تقدير الذات والهوية، خاصة لدى المراهقين.

واعتبر الفنان التشكيلي، جلال لقمان، أن تحويل الصور عبر هذه التقنيات لا يخدم الفن الحقيقي، بل يهدد مستقبل الفن.

وتفصيلاً، أكد رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، أهمية حماية خصوصية البيانات في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشيراً إلى أن هذه المسألة محط اهتمام منذ أكثر من عقد من الزمن، حتى قبل الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة فعالة، ونعمة تسهل للأفراد الكثير من متطلبات الحياة اليومية، مشدداً على ضرورة الوعي بكيفية استخدامها وتعاملها مع البيانات الشخصية، لتجنب أي مخاطر محتملة.

وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الأفراد، بل يشمل المؤسسات الرسمية، حيث يتعين عليها التزام معايير الأمن السيبراني، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية خصوصية البيانات.

وأكد خبير في استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، المهندس أحمد الزرعوني، أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، باعتبارها أداة مبتكرة تفتح آفاقاً واسعة جديدة في مجالات متعددة، موضحاً أن تطبيقات مثل «شات جي بي تي» تمثل جزءاً أساسياً من التحولات التكنولوجية الحديثة، وأن القدرة على تحويل الصور بأسلوب استوديو «غيبلي»، وإنشاء صور متحركة باستخدام الأوامر المختلفة دليل على تطور الذكاء الاصطناعي.

وأشار إلى أن استخدام هذه التقنيات يحمل جوانب إيجابية وسلبية: «فعلى الرغم من أن إنشاء الصور والأفكار الجديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي أمر رائع، إلا أن الاستخدامات غير اللائقة، مثل تحميل أو إنشاء صور غير أخلاقية أو ذات محتوى غير مناسب، قد تعرض المستخدمين لمخاطر مثل اختراق الحسابات الشخصية وتسريب البيانات».

وحذر من التعامل مع التطبيقات غير الرسمية أو التي تقدم مزايا مشابهة لتلك التي توفرها تطبيقات معروفة، من دون رسوم، مؤكداً أن «هذه التطبيقات قد تستغل بيانات المستخدم وتعرضه لخطر تسليمها إلى جهات مجهولة، ما يزيد من خطر التعرض للاختراقات والتهديدات الأمنية».

وفي ما يخص تخزين البيانات والصور، أكد ضرورة التزام المستخدمين بالمنصات الرسمية فقط، موضحاً أن بعض النسخ المدفوعة من «شات جي بي تي»، مثل حسابات «التيمز» و«البرو»، تتيح مستوى عالياً من الأمان وحماية البيانات الشخصية، مشيراً إلى أن النسخة المدفوعة «بلس» تتضمن خاصية عدم مشاركة الحوارات والبيانات مع البرنامج لأغراض تحسين الإجابات.

وقال باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات، الدكتور عبيد صالح المختن، إن ما شهدناه خلال الفترة الماضية من تعديلات الصور باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي جعلت العالم أكثر اهتماماً واستكشافاً لهذا المجال الجديد، وأن الذكاء الاصطناعي والمحركات الذكية أصبحت تضيف بعداً جديداً وجزءاً أساسياً من الحياة اليومية.

وأضاف: «المخاطر الأمنية ليست جديدة، وهي موجودة مع بداية ظهور الإنترنت، وعلينا أن نكون واعين دائماً، ليس فقط من تطبيق بعينه، بل من كل موجة قادمة من الإنترنت، وكل موضة جديدة تظهر على الشاشة، عموماً، وليس فقط لأن الذكاء الاصطناعي يطلب التعديل على الصور، فهو قادر على إنشاء صور ووجوه غير موجودة من خلال الخوارزميات المتطورة، دون الحاجة للحصول على إذن من المستخدم، ويمكنه أن يولد ملايين من الصور بلمسة زر واحدة»، داعياً إلى تقليل المخاوف بشأن المخاطر الأمنية لتلك الصور من أشخاص غير مختصين.

وأكد أن «هناك مخاطر يجب أن نكون حذرين منها، ولكنها ليست بالخطورة التي قد يتصورها بعضهم، فقد أصبح من الضروري اليوم التكيف مع تطورات الذكاء الاصطناعي وتجربته بثقة دون الخوف من تأثيراته، ونحث جميع فئات المجتمع على الانخراط في هذا المجال واكتشاف إمكاناته، حيث إن دولة الإمارات تتبنى توجهاً وطنياً قوياً نحو استخدامه وتوظيفه في جميع القطاعات».

وقال إن «اقتصاد المعرفة لا يسعى لتخويف الأفراد، بل لتعليمهم كيفية التعامل مع هذه التقنيات بحذر وتوجيههم نحو اكتساب المهارات اللازمة للاستفادة منها بشكل آمن وفعّال».

وأكد أن «تلك التطبيقات مكنت الجميع من الوصول إلى مستشارين أذكياء يقدمون الإرشاد والنصائح في مختلف المجالات، الأمر الذي يتطلب التعمق في فهم تلك التقنيات الجديدة، ليس فقط من حيث اكتشاف تقنياته وأسباب تطوره، بل أيضاً لتعزيز الجهود نحو إنشاء محركات بحث وطنية عربية توفر حلولاً آمنة وفعالة في هذا المجال».

من جانبه، قال المستشار والموجه الاجتماعي، الدكتور أحمد البركاني، إن انتشار ظاهرة «صور الأنمي» عبر برامج الذكاء الاصطناعي أصبح «ترند» شائعاً، وهو مثل كل «ترند» جديد يظهر ثم يتراجع تدريجياً.

وأوضح أن هذه الظاهرة، على الرغم من انتشارها بشكل كبير خلال فترة قصيرة، لا تشكل تهديداً اجتماعياً كبيراً، حيث إنها ظاهرة مؤقتة، وتنتهي دون تأثير طويل المدى على ثقافة المجتمع، مشيراً إلى أن استخدام الصور المعدلة بشكل مبالغ فيه، قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية في معايير الجمال المجتمعية الواقعية، خاصة إذا أصبح هذا النوع من الصور هو المعيار السائد.

وأكد أن الأفراد الواعين في المجتمع يقومون بنشر الصور المعدلة بجانب الصور الحقيقية كنوع من التوعية لضمان ألا تطغى الصور الكرتونية أو المعدلة على التصورات الواقعية للجمال المجتمعي.

من جانبه، أكد الفنان التشكيلي، (أول فنان رقمي ومتعدد الوسائط في الدولة)، جلال لقمان، أن ظاهرة الإقبال على تحويل الصور بأسلوب فني مستوحى من استوديو الرسوم المتحركة الياباني «غيبلي» ليست مقبولة، ولا تسهم في نشر الثقافة أو الفن الياباني.

وحذر من الإقبال على استخدام هذه الأساليب الفنية المتنوعة، مشدداً على أن التمادي في نشرها يهدد مستقبل الفن، ويُسيء إلى الإبداع الحقيقي.

وأكد ضرورة أن يستغل الفنانون هذه الفرص لتطوير أسلوبهم وأعمالهم الفنية، وبالتالي تعزيز رسالتهم الإبداعية.

بدورها، قالت الأخصائية النفسية، مرام المسلم، إن استخدام الفلاتر التي تعيد رسم ملامح الجسم بطريقة مثالية، مثل نمط «غيبلي»، يؤثر بشكل كبير في صورة الفرد الذاتية الطبيعية، وهي جزء أساسي من تقدير الذات، حيث أظهرت دراسات نفسية أنه عندما يتعرض الأفراد بشكل مستمر لنسخ محسنة من ملامحهم أو صورهم، فإن ذلك يؤدي إلى مقارنة غير صحية بين الصورة الواقعية والتعديلات الرقمية، ما ينتج عنه انخفاض في الرضا عن الشكل الطبيعي للفرد، وتكوين توقعات غير منطقية بشأن مظهره.

وأضافت أن الاستخدام المتكرر لمثل هذه التطبيقات يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية، مثل اضطراب تشوه الجسم (PDT)، حيث يتراجع تقدير الشخص لصورته الذاتية، ما يزيد من شعوره بانخفاض الثقة بالنفس والقلق الاجتماعي، ويؤدي إلى تجنب الاختلاط بالآخرين، بسبب عدم الرضا عن الشكل والمظهر الحقيقي.

وأشارت إلى أن فئة المراهقين هم الأكثر تأثراً بهذه التحولات في الصور، حيث إن هذه المرحلة العمرية تشهد تطوراً في الشخصية والنمو العقلي، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بتلك التقنيات دون إدراك كامل لآثارها النفسية، كما أن الصور المحسّنة التي تتميز بملامح معينة، مثل الطول المثالي والشعر والملامح الجمالية، تخلق لدى المراهقين رغبة في تقليد هذه المعايير، ما يؤدي إلى مقارنة اجتماعية سلبية تؤثر بشكل كبير في تقديرهم ذاتهم، لافتة إلى أن هناك دراسات عدة أظهرت أن نحو 59% من المراهقين يشعرون بأن صورهم الطبيعية غير مناسبة، خاصة بعد استخدام الفلاتر والتعديلات على صورهم الحقيقية، ما يعني عدم تقبلهم أشكالهم الطبيعية والواقعية.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق