وثّق تقرير حقوقي حديث صادر عن مجموعة الحماية العالمية اليوم الثلاثاء، مقتل وإصابة ما لا يقل عن 1201 مدني في اليمن خلال العام المنصرم 2024، وذلك نتيجة استمرار الصراع المسلح الذي تشهده البلاد منذ سنوات.

وأوضحت المجموعة في تقريرها المفصل أن الضحايا المدنيين سقطوا جراء سلسلة من الهجمات المتفرقة التي طالت مختلف أنحاء البلاد.

وشملت هذه الهجمات القصف الجوي والمدفعي الذي لا يزال يهدد التجمعات السكنية، بالإضافة إلى هجمات الطائرات المُسيّرة التي باتت تشكل خطرًا متزايدًا على المدنيين. كما أشار التقرير إلى أن عمليات القنص والألغام الأرضية والأسلحة الخفيفة تسببت أيضًا في سقوط عدد كبير من الضحايا.

وكشف التقرير الحقوقي أن محافظات الحديدة وتعز وصعدة سجلت أعلى معدلات الضحايا المدنيين خلال الفترة المذكورة، مما يسلط الضوء على استمرار حدة الصراع وتأثيره المدمر على هذه المناطق بشكل خاص.

وعلى الرغم من هذه الأرقام المأساوية، لفت التقرير إلى نقطة إيجابية نسبياً، حيث ذكر أن إجمالي عدد الضحايا المدنيين البالغ 1201 يمثل انخفاضًا بنسبة 25% مقارنة بالعام الماضي 2023. وأكدت مجموعة الحماية العالمية أن هذا الرقم هو الأدنى الذي يتم تسجيله منذ بدء مشروع مراقبة الأثر المدني (CIMP) في رصد وتوثيق حالات الضحايا المدنيين في اليمن.

وفي تفصيل لأعداد الضحايا، أفاد التقرير بمقتل وإصابة 205 أطفال خلال عام 2024، حيث بلغ عدد القتلى من الأطفال 44 طفلاً بينما أُصيب 161 آخرون. كما وثّق التقرير سقوط 61 امرأة بين قتيلة وجريحة، حيث قُتلت 21 امرأة وأُصيبت 40 أخرى.

إلى جانب الضحايا اليمنيين، سلط التقرير الضوء على معاناة المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون عبور الحدود اليمنية السعودية، حيث وثّق إصابة نحو 40 مهاجرًا نتيجة أعمال عنف متفرقة على الحدود.

يأتي هذا التقرير ليجدد الدعوات إلى ضرورة إنهاء الصراع في اليمن وحماية المدنيين من تبعاته الوخيمة. ويشدد على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل يضمن الأمن والاستقرار لجميع اليمنيين وينهي دائرة العنف والمعاناة الإنسانية المستمرة.