نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مهارات «ناعمة» تصنع تفوّق الطلاب بعد التخرج, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 02:16 صباحاً
أكّد تربويون وذوو طلبة أهمية تطوير مهارات الطلبة في مجالات التفكير النقدي، والتواصل، والعمل الجماعي، وإدارة الذات.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن اكتساب الطلبة «هذا النوع من المهارات الناعمة يمهد الطريق أمامهم للتفوق في مختلف مراحل التعليم، وتجاوزها إلى صناعة المستقبل نفسه»، لافتين إلى أن «التفوق الأكاديمي وحده لم يعد كافياً لتقييم الطالب، أو لتكوين شخصية متوازنة، ناجحة، ومهيأة للتعامل مع المحيط الاجتماعي والوظيفي، بعد التخرج».
وشرحوا أن نسبة كبيرة من خريجي الجامعات يواجهون صعوبة في الانخراط في بيئة العمل، لأنهم لم يتعلموا كيف يتعاملون مع فريق، أو كيف يديرون وقتهم أو عواطفهم.
وتفصيلاً، أطلقت وزارة التربية والتعليم عدداً من المبادرات لتطوير مهارات الطلبة في مجالات حياتية مختلفة، كجزء من رؤية تعليمية شاملة تواكب متطلبات سوق العمل والتفاعل الإيجابي مع المحيط الاجتماعي.
كما وضعت برامج متخصصة لتدريب المعلمين على دمج المهارات في الحصص الدراسية.
وأكّد تربويون أن المهارات تُشكل صميم النقاش التربوي اليوم، لأثرها البالغ في الأداء الأكاديمي، والصحة النفسية، والنجاح الوظيفي مستقبلاً، لافتين إلى ضرورة تعزيز مبادرات الوزارة، وانتقالها إلى مرحلة من الدمج ما بين البرامج الأكاديمية والمهارات الحياتية، لأهميتها في صياغة شخصية الطالب ومساعدته على تجاوز ما يواجهه من مشكلات.
ونوهوا بتضمين مادة «التربية الأخلاقية» في المناهج الدراسية، لافتين إلى أنها «أسهمت في غرس القيم الإيجابية في نفوس الطلبة».
كما نوهوا باعتماد أساليب التعلم القائم على المشاريع والأنشطة التفاعلية، إذ «تتيح للطلبة ممارسة القيادة، واتخاذ القرار، وحلّ المشكلات في بيئة تعليمية مرنة».
وقالت الخبيرة التربوية، المستشارة علياء الشامسي، إن المهارات تُشكل مجموعة القدرات والسمات الشخصية والسلوكية والاجتماعية التي تساعد الطالب على التفاعل المؤثر مع الآخرين، وإدارة حياته اليومية والمهنية بكفاءة، وهي تختلف عن المهارات العلمية كالرياضيات والفيزياء بكونها غير تقليدية، ولا تُقاس بالامتحانات، لكنها تصنع الفارق الأكبر في المستقبل.
وترى أن إدماج المهارات في التعليم ضرورة حتمية، لا رفاهية، موضحة أن الطالب الذي يمتلك مهارات التفكير النقدي والتواصل وحلّ المشكلات، أكثر قدرة على النجاح والتميز، أكاديمياً ومهنياً.
وأكدت أن المتغيرات المتوالية في قطاع التعليم تفرض وجود تلك المهارات لإعداد طالب يجيد التفاهم والتفاوض، لا الحفظ فقط.
وقالت الخبيرة التربوية، الدكتورة إيمان محمد، إن هذه المهارات لا تقل أهمية عن المواد الدراسية، بل تُكسب الطالب شخصية متوازنة ومؤهلة لمتطلبات سوق العمل المستقبلي. وأضافت أن التطبيق يتطلب دمجها في المواقف الصفية والأنشطة المدرسية اليومية، وتدريب المعلمين على تعزيزها داخل الحصص، وتفعيل الشراكة مع أولياء الأمور لترسيخها في سلوكيات الطالب، فضلاً عن أهمية المشاريع الجماعية، وحصص التربية الأخلاقية، والمسابقات الإبداعية كمسارات مثالية لغرس هذه المهارات.
وأكّد المعلم عبدالله راشد أن «المهارات الناعمة تبدأ من المرحلة الابتدائية»، مشيراً إلى أن «الصف يُشكل البيئة الأولى لغرسها وتنميتها»، داعياً إلى تبنيها في المرحلة الأولى من رحلة التعليم. فيما ترى التربوية إيمان الفخراني، أن «الفارق واضح بين الطالب الذي يتدرب على التعبير عن ذاته، وبين من يُطلب منه الحفظ فقط»، لافتة إلى أن «المهارات تخلق بيئة صفية إيجابية وتحدّ من التنمر».
وأفاد المعلم زهران عرفة بأن «ورش العمل والمسرحيات والأنشطة أدوات فعالة لتعزيز هذه المهارات لدى الطلبة في مختلف المراحل»، داعياً إلى استثمارها والاستفادة القصوى منها.
وترى ولية الأمر لثلاثة طلاب، شيماء مراد أن أبناءها يملكون المعرفة، لكنهم يفتقرون للمهارات، مشيرة إلى أن إدارة الوقت، مثلاً، تحتاج إلى اكتساب مهارات معينة.
وأكّد مهران بن علي، ولي أمر طالب، أن تنمية المهارات الحياتية مسؤولية مجتمعية لا تقتصر على الصف، بل تشمل الأسرة والبيئة المحيطة.
وقالت الطالبة الجامعية، خلود البلوشي، إنها تعلمت النجاح في الامتحانات، لكنها تفتقر إلى مهارات المقابلات وكتابة الرسائل الرسمية، مطالبة بدمج المهارات في التعليم.
وأشار الطالب محمد النقيب، إلى أن تجربة «البرلمان الطلابي» صقلت مهاراته في القيادة والتواصل، معتبراً المدرسة منصة لبناء الشخصية وتعزيز المبادرة.
في المقابل، أكّدت التربوية سمر محمد، أهمية دمج المهارات ضمن خطة تعليمية ممنهجة، وعدم حصرها في الأنشطة اللاصفية «حتى لا تعامل بوصفها جانباً أقل أهمية من جوانب العملية التربوية الأخرى».
وقال الخبير التربوي الدكتور عمرو عبدالحميد، إنه على الرغم من الاعتراف المتزايد بأهمية المهارات، فإن هناك تحديات حقيقية قد تعيق دمجها في الميدان المدرسي، أبرزها «هيمنة الثقافة الامتحانية التي تختزل تقييم الطالب في أرقام ودرجات، وتغفل الجوانب الشخصية والمهارية».
وأضاف أن «ضغط المناهج وكثافة الحصص اليومية تركا مساحة ضئيلة لتطبيق الأنشطة التفاعلية التي تُنمّي هذه المهارات».
وأشار إلى افتقار كثير من المعلمين إلى التدريب الكافي على استراتيجيات تعليم المهارات الحياتية، إلى جانب ضعف التنسيق والتكامل بين المدرسة والأسرة والمجتمع المحلي، وهو ما يُضعف فعالية أي مبادرة تربوية تتعلق بهذا الجانب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق