نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لا تعليم ولا صحة.. "الحرمان" يعصف بـ6 ملايين طفل سوداني, اليوم الجمعة 18 أبريل 2025 05:16 صباحاً
منذ فراره رفقة أسرته من بيته في الخرطوم عندما بدأت الحرب في السودان، ظل أحمد البالغ من العمر 8 سنوات يعيش على وجبة واحدة مع إخوته الخمس، في غرفة صغيرة مبنية من مواد محلية بإحدى قرى ولاية النيل الأبيض المتاخمة لحدود جنوب السودان، محروما مثل غيره من ملايين الأطفال من الرعاية الصحية والالتحاق بالمدرسة.
وتقول والدته لموقع "سكاي نيوز عربية": "بدأت تظهر على أحمد علامات الاكتئاب، وبات عصبيا وكثير البكاء بسبب الحياة البائسة التي يعيشها، وعدم توفر أي معينات يحتاجها الطفل من ألعاب وغذاء صحي ورعاية طبية، فضلا عن الفراغ الناجم عن عدم الالتحاق بالمدرسة".
ووفقا لمنظمة "أنقذوا الطفولة" الدولية، فإن من بين 15 مليون سوداني أجبرتهم الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023 على الفرار، هنالك 6 ملايين طفل يعيشون أوضاعا بائسة.
وفي ظل الأزمة الإنسانية الأسوأ في العالم التي يعيشها السودان حاليا، تتفاقم معاناة الأطفال بشكل مقلق، وسط تقديرات تشير إلى أن 3.7 ملايين طفل يعانون سوء التغذية، بينما حرم الملايين من التحصين والحق في التعليم.
كما يواجه الملايين خطر الموت بسبب حرمانهم من التحصين ضد أمراض الطفولة المعدية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
ويشكل أطفال السودان 42 بالمئة من إجمالي الأطفال الذين لم يتلقوا أي جرعة تحصين في منطقة شرق المتوسط، التي تضم 22 دولة.
وانخفضت نسبة التغطية بالتطعيم في البلاد من 85 بالمئة قبل الحرب إلى نحو 50 بالمئة، وفي المناطق التي يدور فيها النزاع بلغ متوسط معدلات التطعيم 30 بالمئة، وهو معدل منخفض للغاية.
ضياع واكتئاب
قال رئيس العمليات الإنسانية بمنظمة "أنقذوا الأطفال" في السودان فرانشيسكو لانينو، لوكالة الأنباء الإيطالية "أنسا"، إن الصغار يدفعون الثمن الأكبر للمعاناة الناجمة عن الحرب التي دخلت عامها الثالث من دون أن يلوح في الأفق أملا لوقفها.
وأوضح لانينو: "عيون الأطفال شهدت عنفا لا يوصف. عندما يلجأون إلى معسكراتنا تبدو عليهم عيون ضائعة وحزينة ومكتئبة".
وتزايدت خلال الفترة الأخيرة المخاوف من تداعيات كارثية للحرب على أطفال السودان.
وأدى استمرار النزاع إلى فقدان ملايين الأطفال عامين دراسيين، حيث لا تزال المدارس مغلقة في مناطق الصراع التي تشكل نحو 60 بالمئة من أنحاء السودان.
وتترتب على بقاء الأطفال خارج التعليم آثار نفسية بالغة الخطورة.
لا تمويل ولا تأشيرات
طالبت منظمة "أنقذوا الأطفال" المجتمع الدولي بالضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وتعزيز التدخل الإنساني لانقاذ حياة ملايين الأطفال، لكن الأمم المتحدة تقول إنها تواجه نقصا حادا في التمويل وعقبات "بيروقراطية" تعيق إيصال المساعدات إلى السودان.
وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك في حديث للصحفيين، الخميس: "وصول المساعدات الإنسانية يتعرض لتقويض شديد بسبب التأخير في الموافقة على تأشيرات العاملين في المجال الإنساني".
وأضاف: "تمت الموافقة على 16 بالمئة فقط من طلبات التأشيرات في مارس الماضي، مما قد يؤثر بشكل خطير على عمليات إنقاذ الأرواح إذا استمر هذا الاتجاه".
ووفقا لتقارير الأمم المتحدة فإن هنالك نقصا يقدر بنحو 90 بالمئة، في التمويل الذي تحتاجه العمليات الإنسانية في السودان، المقدر بنحو 4.2 مليار دولار.
0 تعليق