نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المطران ابراهيم: زحلة لا تحتمل مزيدا من الانقسامات بل تحتاج إلى مجلس بلدي موحد, اليوم الأحد 20 أبريل 2025 05:36 مساءً
اشار راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم الى انه "أكرر وأشدد أن القيامة هذا العام تعني لنا في زحلة أن تصبح الانتخابات البلدية أكثر من مجرد استحقاق ديموقراطي؛ إنها فرصة لترسيخ قيم الشراكة والتلاقي، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية الضيّقة. من هنا، تبرز أهمية التوافق كخيار وطني وإنمائي يُجسّد روح المسؤولية ويُحصّن النسيج الاجتماعي في هذه المدينة التاريخية. زحلة، بعراقتها وتنوّعها، لا تحتمل مزيدًا من الانقسامات أو التجاذبات السياسية، بل تحتاج إلى مجلس بلدي موحّد، نابع من إرادة جامعة، قادر على النهوض بالتحديات الإنمائية والاقتصادية، وعلى وضع خطة مستدامة تخدم جميع أبناء المدينة، دون استثناء أو تمييز. التوافق لا يعني التنازل عن المبادئ، بل هو تعبير ناضج عن وعي جماعي يسعى إلى الحفاظ على السلم الأهلي، ويعكس روح التآلف التي ميّزت زحلة في المحطات المفصلية من تاريخها. إنه السبيل الأنجع لتفادي صراعات عبثية، ولضمان استمرارية العمل البلدي بكفاءة وشفافية، في خدمة الإنسان الزحلاوي أولًا وأخيرًا. الانتخابات مهمة، لكن الأهم هو ما بعد الانتخابات. هل سنتعاون أم سنسير نحو الانحلال؟".
وشدد خلال رتبة الهجمة وقداس عيد الفصح في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، على ان "القيامة ليست ترفًا روحيًا، بل ضرورة حياتية. نحن بحاجة إلى القيامة، لأننا في لبنان – وفي هذا الشرق الجريح – نعيش موتًا يوميًا: موت الاقتصاد، موت السياسة، موت العدالة، موت الأمل في قلوب الشباب الذين يُهاجرون باحثين عن وطن لا يموت. ولكن! كما قام المسيح، يمكن لوطننا أن يقوم، إذا قمنا نحن من موت اللامبالاة، إذا أزحنا الحجر عن قلوبنا، وخرجنا من قبور الأنانية، ونادينا بعضنا البعض كما نادى الملاك النسوة: "اذهبن وقلن لإخوته!" القيامة تبدأ عندما أؤمن أنني مرسل، أن لي رسالة في هذا العالم. القيامة تبدأ من البيت. من الأب الذي يختار أن يكون رجلاً حسب قلب الله، لا حسب أهوائه. من الأم التي تربي أولادها على الرجاء لا على الخوف. من الشاب الذي لا يبيع نفسه لأوهام الخارج، بل يستثمر قلبه هنا. من الكاهن الذي لا يهرب إلى فوق المذبح ليتفادى الناس، بل يتقدّم مذبح الحياة ليحمل وجعهم أمام الله. القيامة تبدأ من الجرأة على المغفرة. من الشجاعة على القول: "أنا آسف". من القدرة على المصالحة، ليس فقط مع الآخر، بل مع نفسي أيضًا، مع ضعفي، مع تاريخي".
وأردف: "في فجر القيامة، لا نحتفل بانتصار يسوع فقط، بل بدعوتنا نحن أن نقوم معه. من لا يؤمن بالقيامة اليوم، هو من لا يسمح لها أن تدخل حياته. من لا يريد أن ينهض من أحقاده، من خموله، من صمته عن الظلم، كيف له أن يصرخ: "المسيح قام!"؟ إن القيامة ليست صرخة من الماضي، بل نداء من الله لكل واحد منا: "قم أنت أيضًا! أخرج من ظلالك، وامشِ معي نحو النور! القيامة هي رسالةٌ عملية لك اليوم: إن كنت مكسورًا... لا تيأس، لأن القائم يضمّد جراحك. إن كنت خاطئًا... لا تهرب، لأن القائم ينتظرك كما انتظر بطرس ليعيده إلى قلبه. إن كنت متعبًا... انهض، فالحجر قد دُحرج، والمسيح حيّ". أضاف: "في هذا العيد، لا نكتفِ بالتهنئة، بل نمنح أحدنا الآخر نورًا من نور القبر الفارغ، ونقول لكل من حولنا، في البيت، في الشارع، في الكنيسة، في السوبرماركت، في الدائرة الرسمية، في المستشفى: هناك رجاء، لأن القبر صار طريقًا... والموت صار ممرًا... والمسيح قام!".
وختم ابراهيم: "أيها القائم من الموت، يا من دحرجت الحجر عن قبرك، دحرج الحجر عن قلوبنا، عن وطننا، عن كنيستك، وأقمنا معك، لنعيش لا لأنفسنا، بل لك، أنت الذي قمت من بين الأموات، وتهب الحياة لكل من يؤمن بك، لك المجد إلى الأبد. آمين. المسيح قام! حقًا قام!".
وبعد القداس استقبل المطران ابراهيم المهنئين في صالون المطرانية.
0 تعليق