أكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في اليمن، الرئيس مهدي المشاط، خلال اجتماعه بمجلس الدفاع الوطني، أن العمل هو سيد الموقف للمرحلة القادمة، مشدداً على أن العدوان على البلاد فشل منذ يومه الأول.

وأعلن عن قائمة يمنية ستُعلن لاحقاً، تشمل استهداف شركات الأسلحة الأمريكية باعتبارها شريكة في الإجرام بحق أهلنا في غزة، مع احتمال استثناء الشركات المناهضة لسياسات ترامب. وقال: “لدينا تنسيق مع جهات خارج شركات الأسلحة، ومركز عملياتنا في تواصل دائم”.

وأضاف: “كذلك، هناك قائمة تشمل شركات النفط الأمريكية التي ستخضع لعقوبات، وسيدرك المواطن الأمريكي أن ترامب جلب لهم الخزي والخسارة. فليقولوا له: لا. وإلا فليتحملوا التبعات”.

ولفت المشاط إلى أن المعلومات المتوفرة لدى اليمن تؤكد أن حاملة الطائرات “ترومان” انسحبت في الأيام الأولى من العدوان بعد أن فقدت قيادتها وسيطرتها، وأكد أن قدوم حاملة طائرات جديدة لا يعدو كونه محاولة للانسحاب من الهزيمة والفشل اللذين وقعا منذ البداية.

وشدد المشاط على الثبات في الموقف الذي أعلنه قائد حركة أنصار الله، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في دعم المجاهدين في غزة، معتبراً أن هذا الموقف مبدئي وأخلاقي وإسلامي وإنساني، قائلاً: “لن نتراجع عنه حتى يتوقف العدوان ويرفع الحصار عن غزة”.

وأعرب عن أسفه إزاء التخاذل العربي غير المسبوق حيال العدوان على غزة، والذي وصل حد التواطؤ من قبل بعض الأنظمة العربية. وقال إن اليمن، في مواجهة هذا التخاذل وفي ظل الوضع المأساوي في غزة، “لا يبالي بأي صعوبات أو معوقات أو تحديات نواجهها نتيجة ثمن موقفنا المشرف والأخلاقي والإنساني. لا نبالي أبداً، لأن الإجرام الفظيع والجرائم المرتكبة والحصار اللا إنساني واللا أخلاقي والتخاذل العربي يفرض علينا اتخاذ موقف، مهما كانت النتائج”.

وفي سياق حديثه، بارك المشاط نجاح الدبلوماسية الإيرانية في حلحلة مشاكلها مع خصومها، قائلاً: “دعمناها وشجعناها وباركنا لها في نجاحها مع السعودية، وها هي الآن تنجح في رفع العقوبات عنها بفضل دبلوماسيتها وحرصها، ونحن نبارك لها هذا الإنجاز ونشيد به”.

ووجّه رسالة إلى ترامب قائلاً: “أنت أمام شعب الإيمان والحكمة، وقد شاهد العالم مثالين: رجل وامرأة، تحت القصف، ومع ذلك كانت المرأة تواصل شراء (الكوت) لابنها دون أن تهتز، وكأنها جبل من جبال اليمن”.

وتابع: “أما الرجل، فقصته قصة أخرى، إنه أيقونة لملايين اليمنيين، صورة التقطتها الكاميرات، لكنها تمثل الملايين من الجبال الصامدة التي لا تبالي بصواريخك ولا بقنابلك ولا بقاذفاتك الاستراتيجية، يا ترامب”.

وأكد أن العدوان الذي يشنه ترامب على اليمن يمثل تحدياً وانتهاكاً لكل المواثيق والقوانين الدولية، وأنه سيُحاسب على كل ما ارتكبه بحق المدنيين والمرافق المدنية، سواء بقي في منصبه أو غادره، وقال: “سيُحاسب حساباً عسيراً، فهو أمام شعب الإيمان والحكمة”.

وأضاف: “ربما ظن ترامب أنه آتٍ في نزهة، لكنه وقع في مستنقع استراتيجي لن يخرج منه. قلتها سابقاً: فترتك الرئاسية ليست كافية لتحقيق طموحاتك، وقد فشلت خطتك، حتى الاقتصادية، حتى لدى مستثمريك في أمريكا”.

وشدد المشاط على أن اليمن لا يشكل خطراً إلا على الإسرائيلي والأمريكي بسبب دعمهما للعدوان على اليمن، قائلاً: “من يعتدي على بلدنا ويدعم الإجرام الإسرائيلي، نحن نشكل خطراً عليه. أما غير ذلك، فلا نكترث أبداً بمشاركته للأمريكي أو بدعمه لإسرائيل”.

وأشار إلى أن الوضع مطمئن في مختلف الجوانب، بعد الاستماع إلى الإخوة في الجانب العسكري والأمني والاقتصادي، مضيفاً: “كل السيناريوهات جاهزة، ولكل سيناريو إمكانياته، ونحن جميعاً على أتم الاستعداد للدفاع عن بلدنا، والرد على أي معتدٍ. سنرصد الأحداث ونقيّمها أولاً بأول لنكون جاهزين على كل المستويات”.

وشكر المشاط الأجهزة الأمنية على يقظتها العالية ورصدها لكل من يتورط في هذه المعركة، مؤكداً: “سنتعامل بصرامة، فهذه المعركة لا عنوان لها، لا مسلم يقتل مسلماً، ولا شرعية ولا غيرها. الآن يهودي ومسلم. ومن يقف في هذه المعركة، ترصده أجهزة الأمن وسنتعامل معه بحزم”.

وأضاف: “أحذر، وأنصح، وأشكر. أجهزتنا الأمنية مطلعة على العديد من المحاولات. أشكر الشرفاء الرافضين لبيع مواقفهم مقابل الدولار أو الريال أو الدرهم، هؤلاء يدوسون بأقدامهم على الإغراءات، وأتقدم بالشكر لهم، وهم يعرفون أنفسهم”.

وأكد أن “أجهزة الأمن ستكون صارمة، وأدعو الإخوة في القضاء إلى قضاء عادل وسريع بحق كل من يتورط في هذه المعركة”.

كما أعلن أن “القوات المسلحة ترصد التحركات وتستعد لكل السيناريوهات المحتملة. لدينا كل مقومات القوة بعد الله: قوة القيادة، وقوة الشعب، وعدالة القضية. وسنواصل دعمنا لغزة مهما كانت التحديات، والنصر حليفنا بإذن الله، وستفشل مؤامرات الأعداء كما فشلت سابقاً”.

وشدد على أن اليمن أثبت فشل ترامب منذ اليوم الأول، قائلاً: “لم يحقق شيئاً سوى قتل المدنيين، وكل ما حققه هو تراجع سمعة أمريكا بسبب تهور هذا المعتوه. لولا أنه معتوه، لما أحرق حاملة طائرات كان يهدد بها الدول العظمى. اليوم، كل أوراقه سقطت: الحاملة، القاذفة، وحتى المنظومة الكهرومغناطيسية”.

وأضاف: “على المستوى العسكري، لم نتضرر حتى بنسبة 1% مما فعله الأمريكي. فقط لأعطيكم رقماً، وإلا لقلت: لا شيء. كل المجازر استهدفت مدنيين وأعياناً مدنية، أما العسكري، فليكن بنسبة 1% حتى أكون صادقاً”.

وتابع: “تجاوزنا المنظومة التي كان يهدد بها روسيا والصين في عشرة أيام. أليست هذه حماقة أن تحرقها في اليمن؟ القاذفة التي كانت ترهب العالم، لم تؤثر شيئاً. لقد رأيتم المرأة والرجل والطفل على الهواء مباشرة أثناء القصف، لم يتأثروا، وقد احترقت الورقة”.

وفيما يتعلق بالعقوبات، التي وصفها بـ”السخيفة”، أعلن المشاط أن اليمن لديه الإجراءات اللازمة لمواجهتها، داعياً الشعب إلى الاطمئنان، قائلاً: “لدينا إجراءات لوقف هذه العقوبات المتهورة وغير القانونية وغير العادلة”.

المصدر: موقع المنار