نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
وزير الدفاع السابق يؤكد جاهزية الجيش لخوض معركة برية ويكشف عن تهريب أسلحة للحوثيين عبر دولة خليجية, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 01:25 مساءً
قال الفريق محمد علي المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن ووزير الدفاع السابق، إن القوات المسلحة اليمنية "جاهزة منذ سنوات" لخوض معركة برية ضد الحوثيين، لكنّ القرار النهائي يبقى بيد القيادة السياسية.
وأضاف المقدشي، في مقابلة مع برنامج "بلا قيود" على قناة بي بي سي عربي، أن الجيش الوطني منتشر في جميع الاتجاهات، من الساحل إلى الجنوب والشرق والشمال، بما يشمل مناطق مثل مأرب، الجوف، البيضاء، والحديدة، مشيراً إلى أن القوات تنتظر فقط صدور توجيه من مجلس القيادة الرئاسي لبدء العمليات.
ونفى الفريق المقدشي وجود خلافات جوهرية بين المكونات اليمنية المؤيدة للشرعية، مؤكداً أن الجميع موحدون في مواجهة الحوثيين.
وأوضح أن الهدنة المعلنة منذ عام 2022 لم تنته رسمياً، لكن القيادة الشرعية تحتفظ بحق إنهائها في أي وقت، خاصةً مع تزايد الوعي الدولي بخطورة تهديد الحوثيين للملاحة الدولية.
وأشار إلى أن الضربات الجوية الأمريكية ألحقت أضراراً ملموسة بقدرات الحوثيين، لكن الحسم يتطلب تدخلاً برياً.
أعرب عن أسفه لسقوط مدنيين، لكنه حمّل الحوثيين مسؤولية جر البلاد إلى هذا الوضع.
واتهم المقدشي، جهات في سلطنة عُمان بتهريب أسلحة للحوثيين، مشيراً إلى وجود معلومات عن عمليات تهريب، لكنه أكد عدم وجود أدلة دامغة على تورط الحكومة العمانية بشكل مباشر.
ونفى المقدشي غياب القيادات العسكرية والسياسية عن الداخل اليمني، مؤكداً استمرار عودتهم وتواجد مقر الحكومة في عدن.
ودافع المقدشي عن أدائه خلال فترة توليه وزارة الدفاع، مؤكداً نجاحه في تجميع الجيش الوطني في ظروف صعبة، وأن التأخير في الحسم العسكري يعود إلى التدخلات الدولية واتفاق ستوكهولم.
وأكد أن الحوثيين لا يمكنهم الصمود دون الدعم الإيراني، وأنهم استولوا على غالبية أسلحة الجيش اليمني منذ الانقلاب.
وطمأن الجميع، بأن المكونات اليمنية ستتوحد بعد سقوط الحوثيين، مشيراً إلى تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق العمل العسكري بين كافة التشكيلات.
الحسم العسكري: شدد على أن الحسم في اليمن يتطلب تدخلاً برياً، وأن الدعم الجوي الأمريكي مهم، لكنه غير كافٍ.
استغلال القضية الفلسطينية: نوه إلى أن الحوثيين يستغلون القضية الفلسطينية لتحقيق مكاسب سياسية.
وفيما يلي نص الحوار وفق تفريغ "المصدر أونلاين":
المذيعة:
أهلاً بكم في بلا قيود.
ضيفنا اليوم قائد عسكري يمني. شغل عدداً من المناصب القيادية في الجيش اليمني.
شارك ضمن عمليات القوات المسلحة اليمنية في خضم حروبها ضد الحوثيين بين عامي 2008 و2013.
تولى مهمة إعادة بناء الجيش اليمني وقيادة العمليات العسكرية ضد الحوثيين عام 2015.
أسأل الفريق محمد المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن ووزير الدفاع السابق،
عن تداعيات استمرار الضربات الجوية الأمريكية في اليمن، واحتمالات بدء عملية برية، وعن مواقف الأطراف اليمنية والقوى الإقليمية من احتمالات توسع نطاق الحرب في اليمن.
الفريق محمد المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي اليمني ووزير الدفاع السابق، أهلاً بك في بلا قيود.
المقدشي:
أهلاً وسهلاً ومرحباً. أهلاً.
المذيعة:
نريد أن نبدأ بسؤال الساعة: هل تستعدون لشن هجوم بري على الحوثيين في اليمن بدعم أمريكي؟
المقدشي:
حقيقة الأمر، القوات المسلحة هي جاهزة منذ 2004 وهي تقاتل الحوثيين.
وعندما جاءت الهدنة في 2022 كان في هناك صلح.
والقوات المسلحة هي جاهزة في أي وقت، منتظرة للقرار من القيادة السياسية.
المذيعة:
وأنت مستشار للفريق الرئاسي أو المجلس الرئاسي، سياسياً هل اقتربنا من اتخاذ هذا القرار؟
المقدشي:
والله، هذا يرجع إلى القيادة السياسية. نحن قيادة عسكرية،
لكن القيادة السياسية هي التي تتخذ القرار في الوقت المناسب، والذي تراه مناسباً.
المذيعة:
يعني بالنسبة للجهوزية... تقول إنها موجودة؟
المقدشي:
موجودة الجهوزية، بصورة مستمرة. حتى جاءت وقف إطلاق النار في 2022،
والقوات جاهزة في أي وقت.
المذيعة:
طيب، في أي محاور سيكون الهجوم البري؟ يعني صف لنا تصورك له. بما أن، الجهوزية موجودة؟
المقدشي:
القوات منتشرة في كل القطاعات، في كل الاتجاهات:
في اتجاه الساحل، في اتجاه الجنوب، في اتجاه الشرق، كل الاتجاهات جاهزة.
وفي اتجاه الشمال أيضاً، وفي كل اتجاه: الجوف، مارب، الحديدة، البيضاء...
كل الاتجاهات جاهزة.
المذيعة:
ولكن، يجب حصر بعض الاتجاهات أو المحاور التي ستكون منها البداية.
الفريق المقدشي:
لا يمكن القول بدقة، فالهجوم سيكون من كل الجبهات. من يحدد ذلك هم القادة الميدانيون، وهم من يتخذون القرار في الوقت المناسب.
المذيع:
ومن سيهاجم مثلاً في الحديدة؟ أي مكوّن تحديدًا؟
الفريق المقدشي:
حقيقة الأمر أن القيادات الآن تسعى إلى توحيد المكوّنات بشكل عام، والذي إن شاء الله سيحثقق النصر.
وكما تعرفين، في الحديدة توجد قوات "حراس الجمهورية" و"المقاومة الوطنية"، بالإضافة إلى المنطقة العسكرية الخامسة من الجيش الوطني في اتجاه حرض.
المذيع:
هل تقول إن هناك الآن توحيدًا للمكونات؟ هل هذا مؤكد؟
الفريق المقدشي:
نعم، القيادة مجتمعة في هذه الفترة، وإن شاء الله تتوحد المكونات بشكل عام.
المذيع:
وما الذي يحول دون ذلك؟ لماذا لم يتوحدوا سابقًا؟
الفريق المقدشي:
المجتمع اليمني متكامل، ولا توجد خلافات جوهرية. الكل كتلة واحدة، وعدونا الوحيد هو الحوثيون، الذين هم خارج التحالف والتكتل اليمني.
المذيع:
هل هذا الكلام حقيقي؟ يعتقد كثيرون أن هناك تشرذمًا وغيابًا للانسجام بين المكونات المسلحة الشرعية، وولاءات متعددة، وتمويلًا متنوعًا من أطراف إقليمية.
الفريق المقدشي:
قد يكون هناك شيء من ذلك، لكن في النهاية القضية الوطنية تهم كل اليمنيين.
اليمنيون اليوم على قلب رجل واحد. الحوثيون الإرهابيون هم من أوصلوا البلاد إلى هذه المرحلة، أما بقية اليمنيين فهناك انسجام كامل بينهم.
المذيع:
لكن الخلاف موجود في بعض المكونات، أليس كذلك؟
الفريق المقدشي:
صحيح، قد توجد خلافات، لكن الانسجام الوطني موجود. اليمنيون جميعًا متحدون من أجل تحرير البلاد من الحوثيين، لأنهم هم من تسببوا في هذه الأزمة.
المذيع:
هل نُفهم من كلامك أنكم جاهزون في أي لحظة يُتخذ فيها القرار السياسي؟ هل الهدنة انتهت إذًا؟
الفريق المقدشي:
الهدنة لم تنتهِ بعد، لكن إذا قررت القيادة السياسية إنهاءها، فستُعتبر منتهية. حتى هذه اللحظة، الجميع لا يزال ملتزمًا بالهدنة.
المذيع:
لكن في اي لحظة يمكن أن تنتهي ؟
الفريق المقدشي:
في أي لحظة. وهذا ما ستُحدده سواء القيادة الشرعية او الحوثي.
المذيعة:
مالذي اختلف الان بحيث يتخذ قرار بعدم الالتزام بالهدنة؟
والله حقيقة الأمر أن التطورات الجديدة... وتعرفون أن هناك فهم أمريكي وفهم دولي لما يحدث في اليمن. كان سابقًا ليس هناك هذا الفهم موجود. تعرفون ما حدث من ضغوط أمريكية، لأنه كما تعرفون كانت القضية اليمنية قضية محلية وتطورت إلى قضية إقليمية بعد دخول المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، عندما حدث أن الحوثي استولى على صنعاء وذهب نحو حدود المملكة العربية السعودية بقواته وبالقوات المسلحة، فاتخذت هذه الدول القرار.
وكنا ننصح...
نقول للأصدقاء الأمريكيين والبريطانيين بصورة مستمرة: الحوثي هذا هو عدو الناس كلهم، ولكن لم يسمعوا لنا. فلذلك الآن بعدما رأوا ما يحدث من الحوثي من تهديد للملاحة الدولية، فهذا هو الجديد، وفهموا أهداف الحوثي، وأنه يعمل ضمن الآلية الإيرانية.
المذيعة:
ولكن هل تلقيتم تطمينات أنهم معنيون بالشأن الداخلي اليمني؟ لأن هناك تصريحات، مثل تصريح وزير الدفاع الأمريكي قبل أسابيع، حيث قال إن بلاده غير معنية بما يحدث في الحرب الأهلية اليمنية، وإنما فقط بوقف استهداف ممر مائي حيوي، وهو البحر الأحمر.
المقدشي:
طبعًا لدينا قيادة سياسية تتخذ القرارات. ونحن، كما تحدثت، فعلاً الناس متفقون على أن الحل يمني. وإن شاء الله اليمن يحييها الحل.
المذيع:
هل تواصلت، على حد علمك، القيادة السياسية الشرعية اليمنية مع الأمريكيين؟
المقدشي:
أكيد هناك تواصل مع الأمريكيين، ومع الأشقاء في المملكة، ومع الأشقاء في الإمارات. التواصل هو بصورة مستمر بصورة دائمة.
لكن حول موضوع المعركة وما معركة...؟ القيادة السياسية تدرس الخيارات المتاحة.
المذيع:
طيب، هناك من يتحدث، يعني مسؤولون عسكريون يمنيون لم يتم تسميتهم، ولكن نسب إليهم القول أن العملية البرية قد تبدأ ما بين منتصف أو نهاية شهر مايو/أيار. يعني يتحدثون بالتفاصيل. هل هذا الكلام صحيح؟
المقدشي:
أحيانًا يدّعي الناس أنهم على صلة بالقيادة العسكرية. القيادة العسكرية لا تتكلم عن هذا الشيء، لأن وقت العمل يجب أن يكون سرّيًا ويكون مفاجئًا. لذلك لا يمكن أن تُصرّح القيادة بهذا الأمر. هذا غير صحيح.
المذيع:
طيب، هناك مخاوف غربية تتناولها الصحافة الغربية، نقلاً عن مصادر أمريكية. مثلًا، أنه إذا حدث – وافترضنا جدلاً – سقوط الحوثي إثر هجوم بري، سيكون هناك فراغ في السلطة، ولا يُعوّل على الانسجام بين المكونات الشرعية اليمنية لملء هذا الفراغ. ما رأيك؟
المقدشي:
لا، غير صحيح. لأن كل الناس واعين في هذا المجال. وكما تلاحظوا، لم يحدث أي خلاف في الفترة الحالية في مجلس القيادة الرئاسي. وأيضًا، هناك شراكة إقليمية، سواء في المملكة العربية السعودية أو الإمارات. وطبعًا، هم داعمون لليمن. لأن يمنًا مستقرًا يعني أمنًا للجميع. وهذا ينعكس على استقرار الإقليم والملاحة الدولية وكل شيء.
المذيع:
هل صحيح أن الإمارات تحدثت مع الأمريكيين بخصوص الهجوم البري على حد علمك؟
المقدشي:
ليس لدي علم.
المذيع:
طيب، منذ 15 مارس/آذار الماضي، استأنفت أمريكا استهدافاتها وغاراتها للحوثيين، بعد أن توقفت سابقًا في فترة بايدن. هل حققت أهدافها في رأيك؟
المقدشي:
لا. بالنسبة للقوات، كانت الضربات تأديبية للحوثيين. وحققت أشياء كثيرة من حيث تدمير الأسلحة والمعدات، وقتل بعض القادة. وطبعًا تعرفون قدرة أمريكا، فهي الدولة الأولى في العالم من حيث القدرات. وقد حققت أشياء كثيرة بالنسبة لهم.
لكن طبعًا تعرفون أن إمكانيات أمريكا كبيرة جدًا.
المذيعة:
لكن رغم هذه الإمكانيات الكبيرة جدًا، لم تستطع أمريكا خلال شهر كامل القضاء على الحوثيين.
المقدشي:
لن يستطيعوا ذلك، إلا من خلال القوات البرية. فالقوات الجوية وحدها لن تؤدي نتائجها. وأنتم تعرفون، في الحرب العالمية الثانية، عندما قصف الألمان لندن، فإن القوات البرية هي التي حققت النصر في النهاية.
المذيع:
يعني تعتبر أن الهجوم البري وحده هو القادر على طرد الحوثيين؟
المقدشي:
أكيد، إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق سلام. لأن المملكة العربية السعودية كانت قد طرحت خيار السلام، بأن يسير الجميع في مسار سلمي. ولكننا لا نعوّل على الحوثيين أن يدخلوا في سلام نهائي، من خلال تجاربنا السابقة، لأنه دائمًا ينقض عهوده.
المذيع:
هل الضربات الأمريكية تمهيد لهجومكم البري؟
المقدشي:
لا، حتى الآن ليست تمهيدًا. التمهيد يكون على الخطوط وعلى الجبهات، وعلى ذلك. الضربات تكون في مراكز القيادة، مراكز التسليح، مراكز التصنيع.
المذيع:
إذن، أي غطاء جوي سيُطلب من الأمريكيين في حال اتُخذ القرار بشأن هجوم بري؟
المقدشي:
أكيد سيكون هناك تنسيق بين القيادة الشرعية والأمريكيين.
المذيع:
ولكن عسكريًا، ما المطلوب في هذه الحالة؟ في أي مجال؟
المقدشي:
دعم قيادة الجيش الوطني لتحقيق الانتصارات وتحقيق الانسجام وتوحيد مكوناته أيضًا.
المذيع:
أقصد، ما المطلوب من الغطاء الجوي؟ يعني من وجهة نظر فنية عسكرية لكي يغطيكم وأنتم تشنّون هجومًا بريًا؟
المقدشي:
طبعًا القيادة الميدانية هي الموجودة في هذه الحالة. تعطي الأهداف وتحدد الإحداثيات، وترسل طلباتها إلى القوات الجوية وإلى الشركاء، وهم من ينفذون الاستهداف حسب طلب الميدان.
المذيع:
سيد مقدشي، أنت كنت وزيرًا للدفاع كما ذكرنا في المقدمة، وفي السيرة الذاتية التي أرسلتها بنفسك لنا. كانت من أول مهامك إعادة تجميع الجيش الوطني. لماذا لم يتحقق هذا الهدف في فترتك؟
المقدشي:
تم تجميع الجيش الوطني. في هذا الوقت هناك جيش وطني، وهناك مكونات أخرى. الجيش الوطني توحد، والآن جاء المجلس الرئاسي وبدأ بتوحيد المكونات في كيان واحد.
المذيع:
كيف يمكن أن يكون هناك جيش وطني ومكونات أخرى في دولة ذات سيادة؟ يفترض أن الجيش يكون بحوزته السلاح، وأن الكل ينضوي تحت لوائه.
المقدشي:
ما حدث في اليمن هو أن الحوثي استولى على معظم سلاح الدولة وسلاح الجيش اليمني. الجيش اليمني له تاريخ قديم جدًا، من عهد الأتراك إلى عهد الاستعمار البريطاني، إلى عهد الإمام، إلى دولة الجنوب ودولة الشمال، وبعدها الوحدة. معظم هذا الجيش سقط في أيدي الحوثيين، والسلاح الذي بأيدي الحوثيين كبير جدًا.
المذيع:
هذا عن الحوثي. أنا لا أتحدث عن سلاح الحوثي، بل عن السلاح في أطراف تعتبر نفسها جميعًا مؤيدة للشرعية.
المقدشي:
نعم، لكن عندما حدثت المقاومة، حدثت بعدة تشكيلات. بدأت بالمقاومات قبل أن يُشكّل الجيش الوطني. بدأت المقاومة من 2014، وعندما شُكّل الجيش الوطني وكنت أنا رئيس الأركان، بدأنا بجمع معظم المكونات، وهناك مكونات إن شاء الله ستلتحق. لكن في النهاية، الهدف هو القضاء على الحوثي.
المذيع:
ما الذي يحول دون تجميعها؟ هل هناك قوى إقليمية تتدخل؟
المقدشي:
لا، ليست قوى إقليمية. بل هناك مساعٍ لمساعدة توحيد اليمن، وأمنه واستقراره، وتوحيد قواته.
المذيع:
يعني لا تلوم أحدًا؟ من تلوم اذا؟
المقدشي:
الآن مجلس الرئاسة اجتمع على أساس ذلك، وبدأوا بتشكيل غرفة عمليات مشتركة لكل القوى. وبالنسبة للناس، كلهم متفقون عندما يلتقون، ليس هناك خلاف بينهم. بل عندما يسقط الحوثي، فالمكونات كلها ستبقى معًا.
المذيع:
سؤال وردنا من التواصل الاجتماعي: هل صحيح أن حزب الإصلاح هو المتسبب في تأخير التحرير حتى الآن في اليمن؟
المقدشي:
ليس حزب الإصلاح ولا غيره. حزب الإصلاح وحزب المؤتمر هذه قوى قوية جدًا. وخلافهم في السابق، الخلاف السياسي، هو ما مكّن الحوثيين.
المذيع:
إذن، ما هو سبب تأخير التحرير؟
المقدشي:
تأخير القرار السياسي. في عام 2022، وقعت هدنة، وتوقف الناس. وقبل ذلك، كان هناك تدخل دولي. تذكرون أن الجيش الوطني وصل إلى مشارف صنعاء، وإلى الحديدة، ثم توقفت العمليات في الحديدة نتيجة اتفاق استوكهولم، وتوقفت الأمور كلها.
المذيع:
هل صحيح أن سلطنة عمان فعلاً تهرب السلاح للحوثيين؟
المقدشي:
حسب المعلومات، نعم، هناك تهريبات للحوثيين، لكن ليست هناك أدلة. ولكن هناك مساعدات عمانية.
المذيع:
ما شكل هذه المساعدة؟
المقدشي:
مقربون من الحوثيين متواجدون في عمان، ومتواجدون في أماكن كثيرة، وهناك معلومات عن تهريب. لكن هل الحكومة العمانية مشتركة في ذلك؟الله أعلم.
المذيع:
وتقول إنه لا توجد أدلة؟
المقدشي:
مسكنا أشياء في المنافذ الجمركية. لكن تعرفون أنها وصلت إلى منطقة مفتوحة. وقد يكون برضا الحكومة العمانية، أو قد يكون بدون رضاها.
المذيع:
الملاحة في البحر الأحمر سيد مقدشي، من المسؤول عن تأمينها؟
المقدشي:
مسؤول اليمن، مسؤول عنها. وتعرفون أنه في السابق، الجمهورية اليمنية كانت حريصة جدًا على تأمين الملاحة، وكانت شريكة للدول الإقليمية والدولية في تأمين ومحاربة القرصنة. كانت الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، وإيطاليا، عدة دول شريكة في محاربة القرصنة في الماضي، وكانت اليمن رأس الحربة. وتم دعم خفر السواحل والبحرية، وما زالت تقوم بالمهام نفسها البحرية وخفر السواحل، وهي تابعة للجيش الوطني.
المذيع:
والآن، الأمريكيون يأخذون على عاتقهم هذا بالغارات على الحوثيين، ولكن يسقط فيها مدنيون. ما تعليقك على سقوط هؤلاء المدنيين القتلى؟
المقدشي:
والله، حقيقة الأمر أن الأمريكيين عندهم حقوق الإنسان، ولذلك دائمًا الحروب يكون فيها خسائر مدنية. والحوثي هو الذي يستدعي القوى الإقليمية والدولية بسيطرته.
المذيع:
ولكن هؤلاء مواطنون يمنيون، يفترض أنهم تحت رعايتكم، حتى في أماكن سيطرة الحوثي، أليس كذلك؟
المقدشي:
نعم، طبعًا، الحروب أيًا كانت، سواء قمنا بها نحن أو قامت بها أمريكا، تكون فيها خسائر مدنية، سواء من أي جهة. وكما تعرف، الحوثي هو الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة. الحوثي خلّى الشعب اليمني يصل إلى نسبة جوع كبيرة اقتصاديًا.
المذيع:
ولكن، هل تندد إذن بهذه الغارات لإسقاطها مدنيين وقتلهم؟
المقدشي:
أقول لك، اليمنيون حالتهم صعبة جدًا. اليمنيون الآن ليسوا مثل الأشقاء الآخرين. اليمنيون نزحوا من مكان إلى مكان، الذين نزحوا من صنعاء ومحافظات تحت سيطرة الحوثي إلى مأرب حوالي ثلاثة آلاف، وإلى عدن وإلى الساحل.
المذيع:
يعني من بقوا يمكن قتلهم؟
المقدشي:
لا، لا، لا.
انا أقول لك ايش المشكلة. لكن بالنسبة للسوريين والعراقيين وغيرهم خرجوا حتى شعروا الناس بهم في اوروبا وغيرها.
المذيع:
يعني تلوم عليهم أنهم لم ينزحوا؟
المقدشي:
لا، لا، لا.
افهمي كلامي أنا
أقول لك إن الناس اليمنيين لم يشعر العالم بمعاناتهم. لم يشعر العالم بمعاناة اليمنيين. أقول لك، نحن نندد بقتل أي مواطن يمني. لا يُسمح بقتل أي مواطن يمني.
المذيع:
يعني هل تندد بالغارات الأمريكية التي تسقط مدنيين قتلى أم لا؟
المقدشي:
اذا كانت قتلت مدنيين، فهي خطأ. لكن إذا كانت تستهدف مراكز القوى الحوثية، فهذا شيء آخر.
المذيع:
طيب، أريد أن أتحول إلى أسئلة كثيرة، بالمئات، بدون مبالغة، وردت على وسائل التواصل الاجتماعي.
هذا سؤال عن وجودكم الدائم كنخبة سياسية وعسكرية وأمنية يمنية في الخارج.
والعديد من الأسئلة مثل:
ألا تخجل هذه النخبة من هذا الأمر؟
لماذا القيادة السياسية والعسكرية ظلت في الداخل وفرضت نفسها؟
لماذا كل هذا الرضوخ من القيادات اليمنية للخارج؟
كيف يمكن محاسبتكم وأنتم بعيدون عن الرقابة المباشرة للمواطنين؟
كيف تصلون إلى المعلومات الحقيقية من داخل البلاد وأنتم في الخارج؟
وكيف يمكن التعبير للمواطنين عن آرائهم ومشاكلهم وأنتم في الخارج؟
المقدشي:
حقيقة الأمر، أنا لم أخرج إلا بعد تغييري من وزارة الدفاع، وكنت موجودًا دائمًا وبصورة مستمرة. أنا أتكلم عن نفسي، كنت موجودًا، ولم اكن اغادر في السنة الا مرة أو مرتين.
بالنسبة لقيادة الشرعية، عادها رجعت الان، تعرفون أن الرياض أصبحت مصدر القرار، وكل الناس يأتون إلى الرياض. فدائمًا الناس يسيرون ويرجعون، وكثير من القيادات موجودون.وكل واحد يسأل عن نفسه.
المذيعة:
ولكن في فترة ما كانت عدن العاصمة الجديدة انتقلت إليها الحكومة الشرعية. لماذا لم يصمد هذا الوضع؟
المقدشي:
ما زالت العاصمة المؤقة رئاسة الوزراء هناك وكل الناس هناك. لكن بعض أعضاء مجلس الرئاسة بحكم مهامهم، ومعظم مجلس الرئاسة في أماكنهم. عادة رئيس مجلس القيادة الرئاسي أحيانًا يضطر للسفر إلى الخارج بحكم التواصل مع العالم ومع الإقليم.
المذيع:
ولكن مقره في الرياض؟
المقدشي:
ليس مقره دائمًا، مقره في عدن.
المذيع:
هل يوجد في عدن؟
المقدشي:
لا.
المذيع:
يعني كم نسبة الوقت من السنة الذي يمضيه فعليًا في اليمن؟
المقدشي:
نسبة كبيرة جدًا.
المذيع:
سؤال آخر أيضًا: عندما كنت تشغل منصب وزير الدفاع، أو حتى الآن كمستشار للمجلس الرئاسي، لم يتم تقديم الدعم المالي والعسكري لمحور تعز. وقلت عنه في تصريح أن تعز "قطاع منفصل". ماذا يعني هذا الكلام؟
المقدشي:
نعم، تعز كانت في حينها قطاعًا منفصلًا. كانت محاصرة (من الحوثيين) من كل الاتجاهات، وهذا في العلم العسكري يُعتبر قطاعًا منفصلًا فعلاً. لم نكن نستطيع دعمه إلا بقدر الإمكانيات، لكن عندما فُتحت تعز، دعمناها بكل شيء. وأنا شخصيًا ذهبت إلى تعز، ودعمنا المستشفى العسكري، ودعمنا محور تعز. ومحور تعز يعرف هذا جيدًا. أنتم تأخذونه الآن من بعض الإعلاميين أو المغرضين، لكن اسألوا الجيش.
المذيع:
هذه أسئلة من مواطنين يمنيين على المواقع.
المقدشي:
مواطنون يمنيون، كلهم مغتربون، ليسوا موجودين. لكن في الواقع يعرفون كيف كان الجيش ومكانه. صحيح أن هناك شح في الإمكانيات، لأن الحوثي يستولي على إمكانيات اليمن، وأوقف تصدير النفط وأوقف كل شيء.
المذيع:
ولكنهم يقولون إنهم لم يتسلموا رواتب منذ شهور.
المقدشي:
لا تُدفع لهم رواتب. قد استطاعت اليمن إعطاؤهم رواتب من فترة إلى أخرى، وهذا على عاتق القيادة السياسية والحكومة.
المذيع:
سؤال آخر: ماذا ينتظر الجيش اليمني؟ لماذا لا يبدأ معركة التحرير في ظل وهم وتشتت الميليشيا؟
هل هناك وقت أفضل من هذا لبدء المعركة؟ أليست هذه أفضل فرصة لمهاجمة الحوثيين بريًا؟
المقدشي:
هذا القيادة السياسية هي من تقرر ذلك في مجلس الدفاع الوطني. رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء مجلس الرئاسة هم من يقررون في الوقت المناسب. الناس جاهزون في أي وقت.
المذيع:
ولكن هل في نظركم متأخرون أو متقاعسون؟
المقدشي:
لا، ليسوا متقاعسين. أعتقد أنهم يتشاورون مع الإقليم داخليًا ودوليًا.
المذيع:
في حال اتخاذ القرار، هل ستدعمه السعودية؟
المقدشي:
هذا شأن السعودية. السعودية قد دعمت كثيرًا، منذ عشر سنوات مدتنا بالدعم.
المذيع:
هناك تحليلات تقول إن السعوديين يتحفظون على المشاركة في أي هجوم بري بأي شكل، خوفًا من هجمات الحوثيين على أراضيها.
المقدشي:
هذا شأن المملكة. المملكة شأنها، لكنها لن تتخلى عن اليمن مطلقًا، لأنه عمقنا تاريخي نحن والمملكة.
نحن والمملكة حالنا واحد، ونحن على حدود ألف وخمسمائة متر، وهي من ترى القرار بشان ذلك، لأن المملكة أصبحت الآن دولة محورية في العالم، وليس في الإقليم فقط.
المذيع:
تقول المملكة إنها لن تتخلى عنّا.
هل يمكن أن يتخلى الأمريكيون عنكم في منتصف الطريق، في ظل هذا التقارب الحالي الأمريكي الإيراني؟
المقدشي:
والله، اليمن بايقاتل الحوثي والحوثي لن يستمر، سواء بنا أو بالإقليم أو بغيرنا، سواء بأمريكا أو بالسعودية، لأن الحوثي هو من جَوّع الشعب، وأهان الشعب اليمني، وأوصلنا إلى هذه المرحلة. هو يستغل قضية فلسطين، ونحن كلنا مع فلسطين. وكانت اليمن هي المبادرة، استقبلت منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب وفي الشمال قبل الوحدة، واستقبلت ياسر عرفات.
المذيع:
طيب، هذا خارج موضوعنا. أنا أقول: أمريكا وإيران تتفاوضان. هل يمكن أن يتخلى الأمريكيون عنكم في منتصف الطريق، ويوقفوا هجماتهم على الحوثي؟
المقدشي:
إذا تخلّت إيران عن الحوثي؟
يخلوها شأن يمني ونحسمها. لكن مشكلتنا هو الدعم الإيراني.
المذيع:
سيد مقدشي، أنا استمعت لمقابلات لكم منذ ثماني أو تسع سنوات، وفي كل مقابلة تقول: "سنحسمها"، و"الفترة المقبلة ستشهد أخبارًا إيجابية وانتصارات وإنجازات عسكرية". أين تذهب كل هذه الوعود؟
المقدشي:
حققنا انتصارات كبيرة، وحققنا تقدّمات، وحررنا عدة محافظات، ما زال أكثر من سبعين في المئة من اليمن محررًا. ولكن الحوثي متمركز في مناطق جبلية صعبة. وكما تحدثنا، التدخل الدولي هو الذي أوقف التحرير. كما تعلمون، الحديدة كانت ساقطة ميدانيًا، ودخلوا في تفاهمات استوكهولم، فُرضت على القيادة وعلى الحكومة، وأُوقفت الحرب.
وعندما أُوقفت الحرب، كانت معركة الحديدة قد انتهت، بحجة الحالة الإنسانية للمدنيين.
المذيع:
طيب، الموقف الذي انتهجه الحوثيون منذ بداية الحرب في غزة، وهو إسناد هذه الحرب ومهاجمة إسرائيل، هل يمكن القول إنه كشف الغطاء عن الحكومة الشرعية في اليمن، باعتبارها لم تتخذ موقفًا مناصرًا للقضية الفلسطينية، وباتت أخلاقيًا وسياسيًا في موقف أضعف من الحوثيين؟
المقدشي:
لا، من قال هذا؟ الحكومة الشرعية عبر تاريخها، وشعبية الحوثي لم تتعاظم بعد هذا الموقف. أقول لك شيئًا واحدًا: القضية الفلسطينية هي قضية محورية لليمنيين والعرب بشكل عام.
ولكن أسألك: هل الحوثي أثّر على إسرائيل؟ أم لا؟ هل هناك شيء فعلي في صالح غزة نتيجة ذلك؟
بالنسبة لليمنيين، الحكومة الشرعية دائمًا تندد، وقد أصدرت بيانات تندد بما يحدث في فلسطين. أيضًا، في عام 1982، استُقبلت منظمة التحرير في عدن وفي صنعاء قبل الوحدة، وكان ياسر عرفات. ودائمًا اليمنيون متعلقون بالقضية الفلسطينية، ويحبون الفلسطينيين كثيرًا.
المذيع:
الفريق محمد المقدشي، المستشار العسكري لمجلس القيادة الرئاسي في اليمن ووزير الدفاع السابق، شكرًا لوجودك معنا في "بلا قيود" على بي بي سي نيوز عربي.
0 تعليق