الخطوة السعودية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين التفاؤل والحذر

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الخطوة السعودية تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية بين التفاؤل والحذر, اليوم الاثنين 21 أبريل 2025 09:11 مساءً

تعتبر الخطوة السعودية الأخيرة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية خطوة كبيرة جداً بكل المقاييس. وقد تلقاها الشارع العربي والإسلامي بكثير من التفاؤل والأمل. تعكس هذه الخطوة حكمة وحنكة القيادة السعودية الحالية، التي يبدو أنها أعادت حساباتها تجاه تحالفات المنطقة، متجاوزة الاعتماد الكلي على أمريكا والغرب الذي مارسته أكثر الإدارات السعودية في العقود الماضية، وهذا امر تحمد عليه الادارة السعوديةالجديدة، وكأنها تتخذ مسار مشابه لمسار الملك الشهيد فيصل بن عبدالعزيز.

ومع ذلك، فنحن أمام احتمالين:

الاحتمال الأول: يمكن أن تكون السعودية قد اقتنعت بأن التعاون مع الجمهورية الإسلامية الايرانية أفضل من مواجهتها، وان التكامل العربي الإسلامي في المنطقة لا يقل أهمية عن التكامل الدولي ان لم يكن هو الأهم.

كما من الملاحظ ان السعودية شعرت بأن الخطر والجنون الأمريكي ليس ببعيد عنها بعد تصريحات كثيرة مثيرة للاهتمام من الجانب الأمريكي المستفز، فالإدارة الأمريكية لم يعد التنبؤ بتصرفاتها أمرا ممكنا.

بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ ان هناك تزايد في الدور التركي السني في المنطقة خصوصا بعد سقوط سوريا بيد أردوغان، مما يشكل تهديداً استراتيجياً على السعودية أكثر من خطر إيران الشيعية، حيث ان النفوذ التركي يعد نفوذاً سنياً له شرعية تاريخية في المنطقة العربية وسهل التغلغل داخل المجتمع الخليجي والعربي عبر جماعة الإخوان المسلمين، مما قد يفقد السعودية دورها القيادي للسنة في العالم.

الاحتمال الثاني: وهو الاحتمال الأخطر، حيث قد تكون السعودية قد حصلت على معلومات سرية مؤكدة تفيد بوجود ضربة أمريكية إسرائيلية كبيرة ضد الجمهورية الإسلامية. وبالتالي، قد يكون هذا التحرك هو محاولة منها للنأي بنفسها عن الجنون والحمق الأمريكي الاسرائيلي، وهو تصرف حكيم بدون شك في ظل التوترات الحالية.

لا يمكن إغفال هذا الاحتمال، حيث نقلت القناة العبرية 14 عن مسؤول أمني إسرائيلي أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتعامل الحاسم مع الملف الإيراني، مؤكدًا أن صبر “إسرائيل” سيؤتي ثماره. وقد جاء ذلك بعد تسريبات من صحيفة “نيويورك تايمز” حول نية “إسرائيل” مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، قبل أن توقف إدارة ترامب تلك الخطط.

كما أشار المسؤول إلى أن ترامب طمأن نتنياهو بأن الانتظار سيكون في صالح “إسرائيل”، ونصح القيادة بعدم التسرع، مؤكداً أن النهاية ستكون إما عبر تفجير المنشآت من الداخل بموافقة طهران بعد مفاوضات دبلوماسية، أو عبر هجمات جوية إسرائيلية وأمريكية.

وأضافت القناة أن سلاح الجو الإسرائيلي يواصل استعداداته، ويملك الآن قدرات متقدمة بفضل تزويده من الولايات المتحدة بقنابل ثقيلة قادرة على استهداف المنشآت النووية الإيرانية.

كذلك يجب علينا عدم استبعاد سيناريو اغتيال ترامب بسبب محاولته عقد اتفاقية مع إيران على حساب المصالح الإسرائيلية، كما حدث مع الرئيس الأمريكي جون كيندي، مما يدفع بإتجاه قصف “إسرائيل” لإيران مباشرة بمشاركة ودعم إدارة أمريكية جديدة.

في النهاية، نقول إن محور المقاومة اليوم يخوض مرحلة مفصلية حاسمة، وعلى الجميع أن يكون مستعداً للتضحية من أجل بقاء هذا المحور الذي إذا إنهار لا سمح الله سنسمع جميعا إعلان “إسرائيل” الكبرى من الفرات إلى النيل.

لا يشك عاقل ومنصف بعد كل ما حصل امام اعيننا ان الجمهوریة الاسلامیة ومحور المقاومة اثبتوا صدق مواقفهم مع قضية فلسطين والقضايا العربية والإسلامية، وان مواقفهم نابعة من مبادئ صادقة ومخلصه لا تتغير ولا تتبدل بتغير المصالح، فعلينا جميعا التحلي بالصبر والتضحية والفداء وما النصر إلا صبر ساعة بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى.

* د. معن بن علي الدويش الجربا / باحث في الشأن العربي والإسلامي

المصدر: بريد الموقع

أخبار ذات صلة

0 تعليق