نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المفاوضات النووية.. إيران تغازل "الحليفين الاستراتيجيين", اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025 12:25 مساءً
وسط ديناميكيات متشابكة، تتحرك إيران بخطى محسوبة بين عواصم الحلفاء الاستراتيجيين، روسيا والصين، في وقت تشتد فيه المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة.
الجولة الثالثة من هذه المحادثات غير المباشرة تخاض على وقع توترات إقليمية ودولية، تبدأ من طهران ولا تنتهي عند تل أبيب، حيث تتجلى مخاوف من محاولات إسرائيلية لإفشال أي تقارب أميركي إيراني.
زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بكين، بعد مشاورات مماثلة أجراها في موسكو، لم تأت من فراغ، بل تمثل بحسب المحلل السياسي محمد صالح صدقيان جزءا من "تحرك دبلوماسي إيراني ذكي في مرحلة حساسة جدا"، في وقت أشار فيه إلى أن "الإيرانيين يعملون على عدة جبهات من أجل التوصل إلى اتفاق، ولمنع التأثيرات الخارجية على مسار المفاوضات".
شراكات أم أوراق تفاوض؟
يشير صدقيان خلال حديثه إلى غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، إلى أن تحركات إيران لا تعكس مجرد استعراض دبلوماسي، بل تأتي في إطار "علاقات جيدة خصوصا مع روسيا والصين، على خلفية البرنامج النووي".
ويضيف: "الصين تقف مع إيران. لديها اتفاقية تعاون بقيمة 250 مليار دولار وتمتد على 25 عاما"، مشددا على أن بكين تنظر إلى إيران كلاعب محوري في مشروع "طريق الحرير الجديد"، وكذلك في تأمين مصالحها الجيوسياسية أمام خصومها وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
لكن رغم هذا التماهي الظاهر، لا يرى صدقيان أن ما يجمع طهران بكل من موسكو وبكين يرتقي إلى مستوى التحالف الاستراتيجي.
ويقول في هذا الصدد: "الحديث عن تحالف استراتيجي فيه شيء من المبالغة. هناك مصالح مشتركة سياسية واقتصادية وأمنية، لكن الطرفين لا يفتقدان إلى براغماتية التوظيف التكتيكي لهذه العلاقة".
وفيما تطرح فكرة ترحيل اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب لتخزينه في روسيا، كخيار مطروح في المفاوضات، يقول صدقيان إن هذه المسألة "ستكون على طاولة اجتماع الخبراء يوم الأربعاء، وتحديدا مصير الـ275 كيلوغراما المخصبة بنسبة 60 بالمئة".
إسرائيل.. المعارض غير الصامت
تحذر رندا سليم كبيرة الباحثين في معهد السياسة الخارجية في جامعة جورج هوبكنز، من الدور الإسرائيلي الذي وصفته بأنه "محاولة جدية من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لوضع العصي في عجلة المفاوضات".
وفي تصريح لافت، أشارت سليم إلى أن "رون ديرمر، مستشار نتنياهو، تواجد في روما خلال جولة المحادثات، وعقد اجتماعات متوازية مع مسؤولين أميركيين".
ورأت أن تل أبيب لا تسعى فقط لإفشال الاتفاق، بل "تعمل على خلق بيئة ضغط تمنع واشنطن من تقديم أي تنازلات"، لكنها ربطت القدرة الإسرائيلية على "التقويض" بإرادة واشنطن، وقالت: "نجاح هذه المفاوضات سيتوقف على إرادة الرئيس الأميركي، وترامب تحديدا لديه قدرة على التأثير على نتنياهو، بل وقدرة على تسويق أي اتفاق معقول داخل الحزب الجمهوري والكونغرس".
تضارب الأجندات
تكشف تصريحات سليم عن تباين عميق بين الموقفين الأميركي والإسرائيلي، خاصة أن "الحد الأقصى" الإسرائيلي في المفاوضات، بحسب قولها، هو "تدمير كامل للبرنامج النووي الإيراني"، بينما تقول إن ترامب أعلن أن هدفه الأساسي هو "منع إيران من امتلاك القنبلة النووية، لا أكثر".
وتتابع سليم: "نتنياهو قد لا يلجأ لضربة عسكرية معلنة، لكنني أتوقع عمليات أمنية غير معلنة لإرباك الاتفاق. ومع ذلك، فإن أي عمل عسكري إسرائيلي كبير بعد توقيع اتفاق أميركي إيراني قد يعتبر صفعة شخصية لترامب نفسه".
وفي السياق ذاته، ترى الباحثة أن الداخل الأميركي، رغم دعمه التاريخي لإسرائيل، لن يعارض أي اتفاق جديد إذا جاء من قبل ترامب، وتوضح: "حتى الجمهوريون الذين عارضوا بايدن، لا يعارضون اليوم سياسات ترامب تجاه إيران، وهو ما يمنحه هامش مناورة كبير في المفاوضات".
0 تعليق