الثلاثاء 14 يناير 2025 | 02:55 مساءً
أسعار الدولار
في ظل الارتفاع الكبير للدولار الأمريكي، تشهد العملات الأوروبية تراجعًا ملحوظًا، مما يخلق تحديات وفرصًا مختلفة لدول القارة العجوز.
فبينما تصل العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، تبرز عملات أخرى كفائز محتمل في هذا المشهد الاقتصادي المتقلب، بحسب تحليل لشبكة CNBC الأمريكية.
صعود الدولار الأمريكي
وصل الدولار الأمريكي إلى أعلى مستوياته منذ أكثر من عامين، مدعومًا بتقارير اقتصادية قوية من الولايات المتحدة، بما في ذلك تقرير الوظائف الذي فاق التوقعات الأسبوع الماضي.
وبحلول صباح الثلاثاء، كان مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس أداء العملة الخضراء مقابل سلة من العملات المنافسة، قد تراجع بنسبة 0.3% ليصل إلى 109.59 نقطة، بعد أن لامس مستوى 110 نقطة يوم الاثنين، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2022.
اليورو والجنيه الاسترليني تحت الضغط
في المقابل، واجهت العملات الأوروبية الرئيسية تراجعًا حادًا.
وانخفض اليورو بنسبة 0.4% ليصل إلى 1.0199 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ أغسطس 2022.
أما الجنيه الاسترليني، الذي كان يعاني بالفعل من ضغوط بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض الحكومي والمخاوف بشأن الاقتصاد البريطاني، فقد انخفض بنسبة 0.8% ليصل إلى 1.2125 دولار، وهو أدنى مستوى منذ أوائل عام 2023.
توقعات الخبراء
يتوقع المحللون أن تستمر العملات الأوروبية في مواجهة ضغوط كبيرة خلال العام المقبل، خاصة مع تولي دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية مرة أخرى واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي.
يقول بارتوش ساويكي، المحلل في "كونوتوكسيا"، إنه يتوقع أن يظل الدولار قويًا على المدى القصير، مع احتمال تراجعه على المدى الطويل بسبب توقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي.
المتضررون الكبار
من بين العملات الأوروبية، يُعتبر اليورو والجنيه الإسترليني الأكثر عرضة للتراجع. يقول جورج سارافيلوس، رئيس أبحاث العملات في "دويتشه بنك"، إنه يتوقع أن يتراوح سعر اليورو بين 0.95 و1.05 دولار هذا العام، مع وجود مخاطر مرتبطة بفرض رسوم جمركية جديدة من قبل إدارة ترامب. أما الجنيه الإسترليني، فيواجه ضغوطًا إضافية بسبب ارتفاع أسعار الطاقة وضعف تدفقات الاستثمار الأجنبي.
الفائز المحتمل: الفرنك السويسري
في المقابل، يبدو أن الفرنك السويسري في وضع أفضل.
ويقول سارافيلوس إنه متفائل بشأن الفرنك، متوقعًا أن يستفيد من تباطؤ وتيرة التيسير النقدي من قبل البنك الوطني السويسري مقارنة بالبنوك المركزية الأخرى.
كما أن الإدارة الأمريكية الجديدة قد تكون أقل تسامحًا مع تدخلات البنوك المركزية في أسواق العملات، مما قد يسمح للفرنك بالتفوق.
تداعيات على الاقتصادات الأوروبية
يقول أليكس كينغ، مؤسس منصة "جيل المال" للتمويل الشخصي، إن ارتفاع قيمة الدولار قد يكون له تداعيات كبيرة على اقتصادات أوروبية مثل المملكة المتحدة وألمانيا.
ففي المملكة المتحدة، يمكن أن يؤدي ارتفاع تكاليف واردات الطاقة إلى زيادة التضخم، مما يضع البنك المركزي البريطاني في موقف صعب.
أما في ألمانيا، فقد تواجه قطاعات التصنيع، التي تعاني بالفعل من ارتفاع تكاليف الطاقة، مزيدًا من الصعوبات.
النرويج.. الفائز غير المتوقع
من بين الدول الأوروبية، قد تكون النرويج هي المستفيد الأكبر من ارتفاع الدولار. فبصفتها مصدرًا رئيسيًا للنفط، ستستفيد النرويج من ارتفاع أسعار النفط المقومة بالدولار.
بالإضافة إلى ذلك، فإن صندوق الثروة السيادي النرويجي، الذي يمتلك أصولًا كبيرة مقومة بالدولار، سيشهد ارتفاعًا في قيمته.
0 تعليق