دولة موحدة أم مجموعة دويلات متناحرة.. سوريا إلى أين؟ (خاص)

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الثلاثاء 14 يناير 2025 | 02:57 مساءً

صورة توضيحية.. علم سوريا الجديد

صورة توضيحية.. علم سوريا الجديد

كتب : كتب- محمد عبدالحليم:

مع دخول الأزمة السورية عامها الرابع عشر، واستيلاء هيئة تحرير الشام برئاسة أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) على الحكم في دمشق، تتصاعد التساؤلات حول مستقبل هذا البلد الذي كان يومًا رمزًا للتعددية والوحدة.

انتشار الجماعات المسلحة والميليشيات

مع انتشار الجماعات المسلحة والميليشيات، وتحول بعضها من قائمة الإرهاب إلى الاعتراف الدولي، يُثار التساؤل: هل ستصبح سوريا دولة يحكمها قادة ميليشيات؟

المشهد السوري الحالي لا يوحي بانفراج قريب، إذ لا تزال الطائفية تغذي الصراعات، والحديث عن وقف هذا النزيف أصبح أشبه بأمنية بعيدة المنال.

في الوقت الذي كان فيه السوريون يحلمون بدولة آمنة ومستقرة، وجدوا أنفسهم محاصرين في مرحلة تسيطر عليها ميليشيات مسلحة وجماعات متطرفة، كما أن تأجيل الانتخابات المتكرر يعكس تعقيد المشهد.

اليوم، يُطرح السؤال الأهم: هل يمكن أن تصبح سوريا آمنة لأبنائها مجددًا؟ أم أن مستقبلها سيظل غامضًا؟

دولة منفجرة من الداخل

أكد الدكتور رفعت سيد أحمد، مدير مركز يافا للبحوث والدراسات، أن سوريا في المستقبل القريب لن تتحول إلى دولة ديمقراطية أو فيدرالية كما يروج البعض، بل ستصبح "دولة منفجرة من الداخل" بسبب التنازع بين الجماعات المسلحة والأقاليم المختلفة، مشيرًا إلى أن سوريا الموحدة التي كانت معروفة سابقًا لم تعد موجودة، بل باتت ممزقة بين عدة كيانات متصارعة.

وأوضح سيد أحمد، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الساحة السورية اليوم تضم أقاليم كردية تسيطر عليها "قسد"، وأقاليم درزية وعلوية، بالإضافة إلى نحو 150 جماعة متشددة، أبرزها "داعش" و"جبهة النصرة"، تضم في مجموعها نحو 24 ألف مسلح، محذرًا من أن هذه الجماعات ستقود حروبًا طائفية ومذهبية داخلية، ولن توجه سلاحها ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل، لكونها "تعمل كعملاء بالوكالة لصالح أطراف دولية، خاصة عبر تركيا".

وأضاف أن هذه الجماعات المسلحة تفتقر إلى أي خبرة في الحكم الديمقراطي أو حتى إدارة الدول، مما يجعلها تميل دائمًا إلى تصفية خصومها عبر الحروب المستمرة، مؤكدًا أن تصاعد نفوذ هذه الجماعات سيؤدي إلى تمزيق سوريا أكثر فأكثر، في ظل غياب أي قوة موحدة تضمن الاستقرار.

واختتم سيد أحمد تصريحاته بتحذير من خطورة هذه الجماعات المسلحة، ليس فقط على سوريا، ولكن على الأمن الإقليمي بأكمله. وقال: "الخلايا النائمة لهذه الجماعات قد تستيقظ في العديد من البلدان مثل الأردن ومصر، ما يهدد الاستقرار الإقليمي ويجعل من سوريا نقطة انطلاق للفوضى والحروب المستمرة".

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق