المقاومة تحبط "خطة الجنرالات" الإسرائيلية لتقسيم غزة بعد عام من الحرب

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

مع اقتراب التوصل لإتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى المحتجزين

الثلاثاء 14 يناير 2025 | 10:15 مساءً

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو

رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو

كتب : مصطفى تغيان

قلبت المقاومة الفلسطينية بعملياتها النوعية الأخيرة شمال قطاع غزة وتحكمها في مجريات الأحداث الطاولة على نتنياهو الذى سعى للذهاب إلى مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مملياً شروطه مستنداً بذلك إلى إنجاز عسكري على الأرض، وفق ما يسمونه "خطة الجنرالات". ونقلت رسائل للداخل الإسرائيلي مفادها أنه لن يكون هناك تحرير للأسرى الإسرائيليين دون الخضوع لشروط المقاومة.

استنزاف المقاومة

منذ اليوم الأول خطط رئيس وزراء إسرائيل بينيامين نتينياهو لاستنزاف المقاومة من جهة، وإيجاد مشهد ميداني يُمكّنهم من الذهاب إلى المفاوضات مستندين إلى إنجازات عسكرية على الأرض، من جهة, إلا أن هذه الإستراتيجية تهاوت أمام صمود المقاومة وتنوع تكتيكاتها، والتي تمكنت من تعطيل مشروع الاحتلال وتحويله إلى استنزاف طويل الأمد. من خلال الكمائن النوعية والهجمات خلف خطوط الاحتلال.

ويرى مراقبون أن صمود المقاومة أدى لإحداث حالة من الفوضى داخل صفوف جيش الاحتلال الذي يعتمد على تفوقه الجوي والاستخباراتي، لكنه وجد نفسه غارقًا في حرب شوارع تستنزف جنوده وتعيد رسم قواعد الاشتباك، وأصبحت المقاومة ليس فقط لاعبا دفاعيا بل أصبحت لاعبا مبادرا يعيد توجيه مسار الحرب المفروضة عليه.

تدمير ما يقارب 40 دبابة ميركافا و27 جرافة وأكثر من 21 ناقلة جند

وقد أفادت وكالات الأنباء أن المقاومة الفلسطينية تمكنت من تدمير ما يقارب 40 دبابة ميركافا و27 جرافة وأكثر من 21 ناقلة جند منذ بدء العمليات العسكرية شمال القطاع. وبسبب الخسائر الفادحة، انسحب لواء "كفير" التابع لجيش الاحتلال من شمالي القطاع بعد شهرين من القتال في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، حيث تكبد خلال هذه الفترة 13 قتيلا.

مفاوضات تحت النار

تمكنت المقاومة الفلسطينية من الصمود مع تجاوز الحرب على غزة مدة العام ويرى مراقبون أنها نجحت في قلب مجريات الأحداث ميدانيًا بغزة، وداخل أروقة التفاوض، حسب وصفهم, حيث أثبتت أنها قادرة على التفاوض تحت النار، لدعم موقف المفاوض الفلسطيني، للتشبث بالمطالب العادلة لإنهاء الحرب.

تكتيكات جنود للمقاومة تدهش جنود الإحتلال

ووفقاً لتقرير نشرته "القناة 13" الإسرائيلية - عن شهادات الجنود من بيت حانون شمال غزة أوضحوا فيه أنهم كانوا يقاتلون في "بيئة مراقبة بالكاميرات" من قبل مسلحي المقاومة الذين زرعوا عبوات ناسفة في كل زقاق وكانوا يفعّلونها من داخل الأنفاق التي كانت فعالة بكامل طاقتها.

وأفاد الجنود وفقاً للتقرير, أنه لم يكن بإمكانهم رؤية مقاتلي المقاومة بالعين المجردة لمدة أسبوع ونصف، حيث لا يوجد أي تحديد مباشر للمسلحين، ومع ذلك  فقد زرع المقاومون بيت حانون بالكامل بكمية هائلة من العبوات الناسفة ومخلفات قنابل سلاح الجو الإسرائيلية، رغم أن كل كل زقاق وكل تقاطع مليئ بأحدث الكاميرات الحرارية التي تغطي 360 درجة.

وأوضح جنود الإحتلال خلال التقرير أن المقاومين كانوا يختارون الأهداف بدقة، ويرصدون الحركة عبر الكاميرات، فإذا كان هناك طائرة مسيرة لا يفعّلون العبوات، أما إذا كان هناك قوة عسكرية يتم تفعيلها. وبمجرد الإعلان عن وصول فرق الإنقاذ، يخرجون لإطلاق النار على هذه القوات.

حزب اليمين الإسرائيلي المتطرف يتغذى على الحرب

ومن جهة أخرى يرى مراقبون أن إتمام صفقة تبادل الأسرى لا يعني قبول نتنياهو بوقف الحرب, فبرغم أن جيشه فقد ما يزيد على 800 قتيل وتسريبات تتحدث عن 20 ألف جريح منذ بداية الحرب، إلا أن ائتلافه من حزب اليمين المتطرف يتغذى على الحرب, فهي بمثابة وقود لاستمراره متصدراً المشهد في كيان يعاني أزمة وجود وتعريف وهوية، ولا أحد يملك فيها إجابات عن المستقبل سوى الصهيونية الدينية.

نتائج عكسية

ورغم وجود الاحتلال الميداني لجيش الإحتلال الإسرائيلي على مدار 24 ساعة، في معظم قطاع غزة وخاصة شمال القطاع, إلا أن معدل العمليات العسكرية للمقاومة ارتفع بشكل مفاجئ خاصةً عندما بدأت إسرائيل تنفيذ خطة الجنرالات من خلال اجتياح الشمال، في إشارة إلى أن بقاء إسرائيل بهذه المناطق سيكبدها خسائر، وبالتالي فإن المقاومة الفلسطينية بددت حلم الاستيطان، وبددت حلم استمرار الاحتلال، وبددت أيضا أحلام إسرائيل بإمكانية القضاء على المقاومة.

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق