الفقيه بن صالح تودع "الكناويين"

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

احتضنت مدينة سوق السبت أولاد النمة بإقليم الفقيه بن صالح، أمس الثلاثاء، ختام فعاليات الدورة الأولى من المهرجان الدولي كَناوة للموسيقى التراثية، الذي انطلق يوم السبت الماضي بالمركب الثقافي بمدينة الفقيه بن صالح، تحت شعار “موسيقى كناوة تراث فني مغربي عالمي وإرث حضاري”، بحضور دولة السينغال كضيف شرف.

تميز المهرجان بتكريم أسماء بارزة ساهمت في الارتقاء بالمجال الفني والاجتماعي، حيث تم الاحتفاء بالفنان الكبير المعلم مصطفى باقبو، عضو مجموعة “جيل جيلالة”، الذي حملت الدورة اسمه. كما تم تكريم الفنان المعلم حسن بوصو والدكتورة رشيدة عمريوي، أخصائية أمراض الكلى، اعترافا بإسهاماتهم المتعددة.

قدّمت الدورة الأولى للمهرجان برنامجا متنوعا شمل عروضا موسيقية تراثية أحيتها فرق كناوية ووطنية، بالإضافة إلى ورشات تأطيرية تهدف إلى تعليم فنون كناوة، ومعارض مخصصة لدعم المواهب الشابة في مجال الإبداع الفني. كما ركز المهرجان على دور الموسيقى التراثية كركيزة أساسية لتعزيز السياحة المحلية، من خلال إبراز التراث الثقافي الغني لإقليم الفقيه بن صالح.

شهد حفل الاختتام حضورا جماهيريا واسعا إلى جانب السلطات المحلية ورجال الأمن، ورئيس المجلس الجماعي ومستشارين وبرلمانيين، ومهاجرين، بالإضافة إلى رؤساء عدد من المصالح وشخصيات إعلامية وثقافية وفنية وجمعوية وتربوية. وتخللت الحفل عروض مميزة من فرق فنية تقليدية كـ”كناوة” و”عيساوة” و”عبيدات الرمى”، مما أضفى أجواء احتفالية استثنائية على هذه التظاهرة.

في كلمة له، أبرز زكريا العلالي، المدير الفني للمهرجان الدولي كناوة للموسيقى التراثية، أهمية هذا الحدث في الحفاظ على التراث الثقافي المغربي وتعزيز مكانة مدينة الفقيه بن صالح كوجهة ثقافية وسياحية.

وقال العلالي: “حرصنا من خلال هذا المهرجان على إبراز تاريخنا العريق وقيمنا الأصيلة مع الاهتمام بالتنمية الكناوية التي تمثل جزءا أساسيا من اقتصادنا الوطني”.

كما أشار المتحدث إلى الاعتراف الدولي بموسيقى كناوة كتراث ثقافي عالمي غير مادي من قبل اليونسكو، مؤكدا أن الرعاية الملكية السامية تشكل دعما لتطوير هذا الفن العريق وأن جهود السلطات الإقليمية وكانت وراء ولادة هذه النسخة الأولى من هذا المهرجان.

من جهته، أشار رئيس المجلس الجماعي لسوق السبت، في تصريح لهسبريس، إلى أن هذه الأنشطة الفنية تأتي تماشيا مع القرار التاريخي للملك محمد السادس بجعل يوم 14 يناير من كل عام عطلة رسمية مؤدى عنها.

وأضاف المسؤول الجماعي عينه أن “هذه المبادرة تعكس الاهتمام الملكي السامي بالثقافة الأمازيغية باعتبارها جزءا أساسيا من الهوية المغربية”.

وأكدت هذه الاحتفالية الناجحة، التي حظيت بدعم جهة بني ملال خنيفرة وشركة التنمية الجهوية أطلس للتنمية السياحية إضافة إلى المجلسين الإقليمي والجماعي للفقيه بن صالح والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية والاجتماعية والرياضية، على أهمية استمرار هذه التظاهرات الثقافية لتعزيز الوعي بالتراث الفني المغربي ودوره في التنمية المحلية. كما شكلت مناسبة لتجديد الدعوة إلى توسيع نطاق هذه الفعاليات مستقبلا، بهدف استقطاب جمهور أوسع وتقديم مبادرات أكثر طموحا.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق