مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعة

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في عالم يمتلئ بالصخب والمظاهر الخادعة، تظل النية الصادقة هي النور الخفي الذي يهدي الأرواح ويجمع القلوب.. سلامة النية ليست مجرد فضيلة، بل هي جوهر الإنسانية الذي يمنحنا القدرة على رؤية الجمال في الآخرين، والتواصل معهم بمحبة خالصة! التواضع مع كل من حولنا، مهما بلغنا من شأن أو مكانة، هو ما يجعلنا عظماء بحق، ويُضفي على حياتنا معنى أعمق وقيمة أبقى، فالحياة لا تُقاس بما نملكه، بل بما نقدمه للقلوب التي نعبرها، وكيف نترك فيها أثرًا من نور لا يزول.

تأخذنا الحياة في سباق مستمر، حيث يندفع الكثيرون خلف النجاح والمجد، غير مدركين أن القلب النقي والنية الصادقة هما الزاد الحقيقي الذي يظل خالدًا في ذاكرة الناس.. هنا، تتجلى لنا قصص تحمل في طياتها الدروس، مثل علاقة اللاعب محمود كهربا بشخصية رائعة ونفيسة مثل "أمح الدولي"، أحد أصحاب الهمم.

شاهدت فيديو يجمع كهربا وأمح، حيث ذهب الأول له بغرفته في المستشفى التي يعالج فيها ومعه "تورتة" وعدد من الأصدقاء للاحتفال بعيد ميلاد "أمح".. الحقيقة رأيت في هذه العلاقة البسيطة والملهمة معاني الإنسانية الخالصة، كهربا - برغم شهرته وبريق الأضواء من حوله - يحتضن "أمح" بحبٍ عفوي وروح نقية، لا فرق بين لاعب مشهور ورجل بسيط يحمل قلبًا كبيرًا! 

من وجهة نظري، هذا التواضع يجسد رسالة أعمق من مجرد لقاء عابر أن العظمة الحقيقية تكمن في القدرة على التواصل مع القلوب بصدق وشفافية، بعيدًا عن مظاهر الحياة المادية.

عندما يظهر محمود كهربا إلى جانب "أمح الدولي"، تشعر وكأن العالم قد تلاشى، وحل مكانه فضاء نقي يفيض بالمحبة والود.. في هذه اللحظات، يتحدث الصمت، وتبوح النظرات بكل ما يعجز اللسان عن قوله.. ترى كهربا يضحك مع "أمح"، يمازحه بحب، ويحمله كأنه جزء من روحه.. هنا، يظهر المعدن الحقيقي للإنسان، معدنه الذي لا تصقله الشهرة ولا يفسده المال.

سلامة النية هي المفتاح الذي يفتح أبواب القلوب

"أمح" من جانبه ليس مجرد متلقٍ لهذه المشاعر؛ بل هو نبع من العطاء، يرد الحب بحب أكبر، ويجعل كل من حوله يشعر بقيمته، كما لو كان يحمل رسالة ربانية ليذكرنا بأن القلوب الطيبة كنز لا يُقدر بثمن.. وكهربا، برغم ما قد يواجهه كلاعب من تحديات وضغوط، لم يغفل عن أهمية أن يكون قدوة حقيقية في هذا الموقف! فإذا لم تحمل في داخلك تواضعًا وحبًا للآخرين، فإن نجاحك ناقص.

في النهاية، كل يوم نعيشه في عالم يضج بالأنانية والمظاهر، نحن بحاجة لأن نتعلم من هذه العلاقة! فلنسعَ جميعًا إلى سلامة النية، ولنجعل قلوبنا مساحة مفتوحة للجميع.. وأنت، عزيزي القارئ، لا تنتظر أن تصبح نجمًا أو مشهورًا لتُظهر طيبتك.. كن بسيطًا وصادقًا في نواياك مع من حولك، وستجد أن العالم يبادلك حبًا بحب، وعطفًا بعطف.. سلامة النية هي المفتاح الذي يفتح أبواب القلوب، قلوب بلا أقنعة!

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق