احتفال يبهج أطفال التوحد في تنغير

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

في مشهد أذهل الحضور وأدمع العيون، حوّل أطفال التوحد، مساء أمس الثلاثاء، المركب الثقافي بمدينة تنغير إلى مسرح للإبداع والتحدي، مقدمين عرضا فنيا مبهرا احتفالا برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975.

لم يكن الحفل، الذي نظمته جمعية تواصل لدعم وإدماج أطفال التوحد، فعالية عادية؛ بل كان ثورة حقيقية ضد الصور النمطية التي كانت لدى فئة عريضة من المجتمع حول هؤلاء الاطفال، فقد أثبت هؤلاء الأطفال ذوو الهمم أنهم قادرون على إبهار الجمهور وإدهاشه بمواهبهم الفريدة.

وسط دموع الفخر التي ترقرقت في أعين الآباء والأمهات، وتصفيق حار من الحضور، قدم الأطفال فقرات متنوعة أظهرت قدراتهم الخارقة؛ من الرقص الإبداعي إلى العزف الموسيقي المتقن، ومن التمثيل المسرحي المؤثر إلى الشعر، كان كل طفل نجما متألقا في سماء الإبداع.

وفي لفتة رائعة، قامت مريم صديقي، المنسقة التربوية لمركز التوحديين بمدينة تنغير، بتسيير الحفل بأسلوب مميز، مزجت فيه بين الحماس والعاطفة؛ وهو ما أضفى على الأمسية طابعا خاصا وحميميا.

وأكد عدد من الحاضرين أن هذا الحدث لم يكن مجرد احتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة؛ بل كان رسالة قوية موجهة إلى المجتمع مفادها أن الإعاقة ليست عائقا أمام الإبداع والتميز.

وأوضح الحاضرون أن هؤلاء الأطفال، بابتساماتهم الصادقة وعزيمتهم القوية، أثبتوا أنهم قادرون على تحطيم كل الحواجز وتحقيق المستحيل.

إدريس الغجدامي، رئيس جمعية تواصل لدعم وإدماج أطفال التوحد، عبّر عن سعادته البالغة بنجاح الحفل قائلا إن “ما شهدناه اليوم هو ثمرة جهود متواصلة وإيمان راسخ بقدرات أطفالنا”.

وأضاف الغجدامي، في تصريح خاص لهسبريس، أن هذا الحفل ليس مجرد نشاط ترفيهي؛ بل هو رسالة قوية إلى المجتمع بأن أطفال التوحد قادرون على العطاء والإبداع عندما نمنحهم الفرصة والدعم المناسبين.

واختتم رئيس جمعية تواصل لدعم وإدماج أطفال التوحد حديثه بالقول: “نحن فخورون بكل طفل شارك وبكل أسرة دعمت، وهذا النجاح يدفعنا إلى مواصلة مسيرتنا بعزيمة أكبر”، وفق تعبيره.

من جانبها، أشادت مريم صديقي، المنسقة التربوية للمركز التوحديين، بالمستوى الراقي للحفل قائلة: “لقد كان حدثا استثنائيا بكل المقاييس، رأينا اليوم كيف يمكن للفن أن يكون جسرا للتواصل وأداة قوية للدمج الاجتماعي، خاصة أن الطاقة الإيجابية التي ملأت المكان والتفاعل الرائع بين الأطفال والجمهور يؤكدان أهمية مثل هذه المبادرات في تغيير النظرة المجتمعية تجاه هؤلاء ذوي الهمم”.

وأضافت المنسقة التربوية سالفة الذكر: “نحن ملتزمون بتنظيم مثل هذه الأنشطة مستقبلا، لما لها من أثر إيجابي على الأطفال وعلى المجتمع ككل”، بتعبيرها.

في نهاية الحفل، غادر الجمهور وهو يحمل في قلوبه مشاعر مختلطة من الإعجاب والتأثر والأمل؛ فلقد كان هذا الحدث أكثر من مجرد عرض فني، كان درسا في الإنسانية والتحدي وتذكيرا بأن الإبداع لا يعرف حدودا.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق