شهدت سعر الذهب اليوم الأربعاء في السوق المصري نهاية التعاملات المسائية  استقرارًا ملحوظًا، بعد الارتفاع الذي سجلته في تعاملات يوم الاثنين الماضي.

 وكانت أسعار الذهب قد سجلت زيادة في السوق المحلية، مدعومةً بارتفاع أسعار الذهب على الصعيد العالمي، الذي جاء نتيجة لبيانات التضخم الأمريكية التي توافقت مع التوقعات.

 هذا الأمر عزز التوقعات بخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الاجتماع المرتقب له الأسبوع المقبل. وفيما يلي، سنستعرض تطورات أسعار الذهب في مصر، إضافة إلى تحركات السوق العالمية وتأثير البيانات الاقتصادية على هذه الأسعار.

أولًا: سعر الذهب اليوم في مصر

شهد سعر الذهب اليوم خلال الساعات الأخيرة استقرارًا بعد الارتفاع الذي تحقق يوم الاثنين، حيث ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر تداولًا في السوق المصري بمقدار 20 جنيهًا. وقد سجلت الأسعار في مختلف الأعيرة الذهبية وفقًا للآخر التحديثات التي أعلنتها الشعبة العامة للذهب على النحو التالي:

• سعر الذهب اليوم عيار 24 سجل 4331.43 جنيهًا للجرام. يعد هذا العيار الأكثر نقاءً وأعلى قيمة بين جميع الأعيرة الذهبية.
   
• سعر الذهب اليوم عيار 21 استقر عند 3790 جنيهًا للجرام، ويعد هذا العيار الأكثر تداولًا واستخدامًا في السوق المحلية نظرًا لكونه يتسم بتوازن جيد بين الجودة والسعر.
   
• سعر الذهب اليوم عيار 18 بلغ سعره نحو 3248 جنيهًا للجرام، وهو عيار يفضله البعض بسبب انخفاضه النسبي مقارنةً بالأعيرة الأعلى من حيث السعر.
   
• الجنيه الذهب: سجل الجنيه الذهب (الذي يزن 8 جرامات من عيار 21) سعرًا قدره 30320 جنيهًا.

ثانيًا: سعر الذهب اليوم العالمية

على الصعيد العالمي، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية، حيث سجل الذهب في المعاملات الفورية زيادة بنسبة 0.7% ليصل إلى 2713.29 دولارًا أمريكيًا للأوقية (الأونصة). كما سجلت العقود الآجلة للذهب الأمريكية زيادة بنسبة 1.4% لتصل إلى 2756.00 دولارًا أمريكيًا للأوقية. ومن الجدير بالذكر أن الذهب قد بلغ أعلى مستوياته التاريخية في 31 أكتوبر الماضي، عندما وصل إلى 2790.15 دولارًا للأوقية.

وقد ارتفع  سعر الذهب اليوم عالميا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، حيث تُعد هذه الزيادة نتيجة لعوامل عدة أبرزها البيانات الاقتصادية الأمريكية التي أثارت توقعات متزايدة حول إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.

ثالثًا: تأثير البيانات الاقتصادية على أسواق الذهب: أظهرت بيانات وزارة العمل الأمريكية الأخيرة أن مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) قد ارتفع بنسبة 0.3% في نوفمبر مقارنة بالشهر الذي قبله، وبنسبة 2.7% على أساس سنوي. جاء هذا الرقم أقرب إلى التوقعات، التي كانت تشير إلى زيادة بنسبة 2.6%، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في مستويات التضخم في الولايات المتحدة.

وبناءً على هذه البيانات، عززت الأسواق المالية التكهنات بشأن قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المرتقب في يومي 17 و18 من ديسمبر الجاري. وقد قفزت احتمالات خفض الفائدة إلى 96% بعد صدور هذه البيانات، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى 86% قبل إعلان نتائج بيانات التضخم. وبالنظر إلى أن الذهب يُعتبر من الأصول التي تحقق حماية ضد التضخم، فإن هذه التوقعات تجعل الذهب في وضع جيد للاستفادة من أي تيسير نقدي من البنك المركزي الأمريكي، مما يعزز من جاذبيته كملاذ آمن للمستثمرين.

رابعًا: تأثير قرار الفيدرالي على السوق المحلي: من المتوقع أن يكون لخفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي تأثيرات مباشرة على أسعار الذهب في السوق المصرية. فعلى الرغم من أن القرار الفيدرالي قد يكون له تأثير مباشر على السوق الأمريكية، إلا أن التوقعات الخاصة بأسعار الفائدة تؤثر أيضًا على الأسواق العالمية، بما في ذلك السوق المصري. حيث يرتبط السوق المصري بالتحركات العالمية في أسعار الذهب بشكل وثيق، نظرًا لكون الذهب أحد أهم الأصول التي يتعامل معها المستثمرون في مصر كملاذ آمن ضد التقلبات الاقتصادية المحلية والعالمية.

من جهة أخرى، يعاني السوق المصري من ضغوط اقتصادية تتمثل في التضخم المحلي وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، وهو ما ينعكس بشكل واضح على أسعار الذهب في مصر. وعليه، فإن استقرار أو زيادة أسعار الذهب في السوق المحلية قد يكون مؤشرًا على استمرار تذبذب الأوضاع الاقتصادية في مصر، ويزيد من إقبال الأفراد على شراء الذهب كأداة للحفاظ على القيمة الشرائية لأموالهم.