عبّر الباحث في الشؤون العربية، عصام سلامة، عن استيائه من تصريحات قائد ميليشيات هيئة تحرير الشام المسلحة أبو محمد الجولاني، بخصوص الجيش السوري ونيته إلغاء إلزامية التجنيد.
وقال سلامة لـ"الرئيس نيوز"، إن الجماعات المسلحة سواء كانت مرتزقة أو طائفية، فهي لا تهتم بأمر الجيوش النظامية، ولا تعرف شيء عن الوطنية، فهي أدوات في يد الدول الممولة لها، لذلك ليس غريبا أن تسمع دعوات مثل هذه في سوريا خلال الفترة المقبلة. ولن تسمع وعودا بتحرير الجولان المحتل، أو حتى العودة لحدود اتفاق فض الاشتباك ببن سوريا وإسرائيل الموقعة عام ١٩٧٤.
وأضاف: "للأسف الجيش العربي السوري دمر تماما ودمرت مقدراته على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولم نسمع أي تعليق من قبل النظام السوري الجديد، عن ذلك، فقط سمعنا وعودا بعدم جعل سوريا منصة انطلاق لأي عمليات عدائية ضد إسرائيل، وهو ما تستهدفه دولة الاحتلال".
وتابع سلامة أن جميع الجماعات المرتزقة التي ظهرت في منطقتنا العربية كانت خططها تخدم في المقام الأول إسرائيل فضلا عن كونها تعزز الهيمنة الأمريكية في المنطقة بإضعاف الأنظمة الشرعية والجيوش الوطنية، لذلك لا أتوقع أن يعمل النظام السوري الجديد على إعادة بناء الجيش أو تعزيز قدراته.
وتساءل سلامة: "لمصلحة من عدم وجود جيش وطني في سوريا؟ للأسف أصبحت سوريا منطقة تتبع النفوذ التركي، والهدف الرئيسي لأنقرة هو إضعاف سوريا ووضع اليد على منطقة ذات أهمية جيوسياسية".
وعن شكل العلاقات المصرية السورية مع النظام الجديد، قال الباحث في الشؤون العربية: "للأسف هذا سؤال صعب جدآ الإجابة عليه. لكن لك أن تتخيل أن الخلاف المصري مع قطر وتركيا خلال الفترة الماضية قبل المصالحة، كان بسبب احتضان الدولتان لعناصر إرهابية معادية لمصر، فكيف ستكون شكل العلاقة مع نظام جديد يضم بين أركانه شخصيات وعناصر معادية لمصر".
وأكد سلامة أن أسامة عشماوي كان واحدا من بين شخصيات مصرية كثيرة كانت تقود تنظيمات مسلحة في سوريا وهذه الشخصيات لا تخفي عداءها لمصر، وهذه التنظيمات أصبحت منضوية حاليا في عباءة "هيئة تحرير الشام" وقياداتها جزء من مجلس شورى الهيئة، والأجهزة المصرية على علم بهم، فكيف يمكن أن تتوقع أن يكون شكل العلاقة بين مصر وسوريا في ظل النظام الجديد بتركيبته هذه.
وأوضح سلامة: "لا شك أن العلاقة ستكون شائكة بين مصر وسوريا خلال الفترة المقبلة، وأن القاهرة ستراقب المواقف والقرارات السورية مع النظام الجديد لتحدد شكل العلاقة معه وإن كنت لا أتوقع أن تكون المؤشرات إيجابية".
ويقول مراقبون إن نية الجولاني المبيتة للجيش السوري، لا يمكن التعاطي معها إلا كونها امتداد لقرار الجنرال بريمر بحل الجيش العراقي، وكان هذا القرار لصالح تأسيس مرحلة جديدة لسيطرة المليشيات المسلحة، وانفراط عقد الجيش العراقي الوطني، وانهيار سيادة الدولة، وسواء كان قرار بريمر أو نية الجولاني المبيتة، فكلاهما يخدم إسرائيل بإضعاف الجيوش النظامية للدول التي تطوقها.
كما رجح مراقبون أن تكون نية الجولاني المبيتة لصالح استيعاب المرتزقة الذين قاتلوا معه ضد نظام بشار الأسد. فهو لن يستطيع استيعابهم إلا من خلال تلك الوسيلة.
وأعلن قائد "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، أو كما يحب أن يطلق عليه الآن أحمد الشرع، أنه لن يكون هناك تجنيد إلزامي في الجيش باستثناء بعض الاختصاصات التي ستكون إجبارية لفترة محددة.
وأضاف الشرع كما نقلت عنه جريدة الوطن السورية: "الأوليات هي بناء المنازل المهدمة، وإعادة المهجرين حتى آخر خيمة".
وزعم أنه سيتم حل جميع الفصائل ولن يكون هناك سلاح إلا بيد الدولة، وفق قوله.
0 تعليق