مطران الأرمن الكاثوليك بدمشق: الحرب خراب ونتمنى العيش في سلام ومحبة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعد المطران جورج أسادوريان مطران الأرمن الكاثوليك بدمشق واحدا من رجال الدين الذين أحبوا سوريا كثيرا مما جعله يقدم الكثير للشعب السوري؛ فهو من مجتمع عانى الكثير من الصعاب والحرمان فكان أبا عطوفا للفقراء والحزانى، أخًا وأبا محبًا للشباب أما اليوم وبعد الأحداث الأخيرة فى سوريا فلا شيء تغير فى حياته، فهو مثل جميع الذين سبقوه بأعمالهم الطيبة الصالحة.
 

التقت «البوابة نيوز» المطران جورج أسادوريان؛ للحديث عما تشهده سوريا حاليا؛ ولمعرفة المزيد عن الطائفة الأرمنية الكاثوليكية؛ وإلى نص الحوار. 


 ماذا عن مسيرة المطران جورج أسادوريان مطران الأرمن كاثوليك بدمشق ؟

دخلت السلك الكهنوتي فى ١٩٧٢ وأنا من مدينة بجزيرة شمال سوريا وفى عمر العاشرة ذهبت إلى الإكريليك وبقيت بها ٨ سنوات بلبنان بدير الإكريليك وانتقلت لروما وعشت بها ٦ سنوات درست اللاهوت والفلسفة ومن ١٩٨٦ إلى ٢٠١٥ وأنا رجل دين وأصبحت مطرانا لبيروت ٨ سنوات.


هل الأرمنيون متواجدون بعدد كبير فى سوريا؟

وفقًا للإحصائيات التي تصدرها منظمات الشتات الأرمنى هناك حوالى ١٥٠،٠٠٠ أرمنى فى سوريا، ويعيش معظمهم فى حلب ولكن فى الواقع قد انخفض عدد السكان الأرمن فى سوريا خلال السنوات العشرين الأخيرة، وهناك فى الوقت الحاضر ما يقرب من ٤٠ ألف لأن الكثيرين غادروا وتركوا البلد وصعب معرفة العدد. 


ما دور الأرمنيين فى المجتمع السوري؟

يعتبر الأرمن سكان مدن كونهم أصحاب حرف وشعب مجدّ وعملي؛ يتقن عمله بدقة وبخاصة فى مجال الآلات الزراعية أى أنه سيد المهن المدينية، لذا فإن الريفى يحتاج إلى الأرمنى لتصليح جراره (مثلًا) أو لشراء مصاغ لزوجته أو لابنه، أسوق هذين المثلين لأوضّح مدى حضور الأرمني، أيضًا يسعى الأرمنى لتأمين الخدمات للآخرين من أجل زيادة دخله وتحسين مستوى معيشتهِ وهناك قلة قليلة منهم يسكنون بقية المدن السورية دمشق، (الأكثر كثافة)، طرطوس، اللاذقية، درعا، إضافة إلى المدن الرئيسة فى الجزيرة السورية.


 كيف ترى تضحيات المسيحيين من أجل وطن قائم وموحد؟

 أكيد المسيحى لابد أن يضحى ومن أجل الذى يصير اليوم يطالبوننى بأن أعود إلى بيروت ولكن رفضت لأن بلدى أهم وبدأنا توفير السلع والمعونات ونحن نحاول أن نعيش وندافع عن شعبنا وإخوتنا المسيحيين سيظلوا يدافعون عن أرضهم ومتمسكين بها وبخاصة بدينهم حتى يعيشوا بكرامة.


 ترددت أقاويل أنه هناك من يفرض على المسيحيين دفع جزية؟

 لا نعرف عن هذا الخبر شيئا وهى معلومات غير مضبوطة وغير صحيحة.


كم عدد المسيحيين فى الأراضي السورية؟

 عدد المسيحيين فى سوريا كان يتعدى المليونين قبل الحرب السورية ولكن ٦٠٪ منهم تركوا الأرض وذهبوا أوروبا وبلدان أخرى وبالنسبة للأرمن فقد أعطونا جوزات سفر أرمينية وأصبح الأرمان يذهبوا لأرمينيا.


كيف ترى أوضاع المسيحيين والرهبان وأماكنكم المقدسة فى ما يحدث حاليا؟

 الحقيقة إلى الآن لم نعرف ماذا سيحدث بأهل الشام وكيف تكون علاقة الرهبان معهم أكيد هناك خوف عند المسيحيين كيف سيكون مصيرهم؛ والحقيقة نحن ننتظر كيف سيكون الوضع لأننا عملنا اجتماعات مع الذين سيحكمون واليوم عقدنا اجتماع معهم حتى نرى ماذا يقولون وماذا سنقول لهم.


ما رأيك فى حكم العلويين أو السنة؟

 الحقيقة لا نستطيع التحدث عن حكم سنة أو العلويين لأنه لا نعرف كيف سيحكمون حتى بالصورة التى رأيناها لرئيس الوزراء الجديد البارحة ولا نعرف ولكن الوضع مازال صعبا.


كيف ترى الأوضاع بالشارع السورى اليوم ؟

 نحن حقيقة نعيش حالة حرب كبرى لبنانية وسورية وفلسطينية أيضا ولكننا نقوم بحملات لتنظيف الأماكن والشوارع حتى نعطى أملا للشعب ألا تخافوا فكل شيء سيكون بخير ونتنمى أن تكون سوريا علمانية وللجميع وهى حلوة بجميع طوائفها وشعبها. 


ترددت أقاويل كثيرة حول الاعتداءات التى تمت لشخصيات بارزة فى سوريا كيف تفسر ذلك؟

 نسمع عن اغتيالات ونتمنى أن تكون غير صحيحة لكن اذا حدث فهذا معناه أننا نمر بوضع غير جيد نحن لا نريد الثأر أبدا نحن نريد أن نعمل من أجل سوريا والمستقبل أفضل.


ما الذي تتمناه لسوريا ؟

نتمنى لسوريا أن تكون علمانية ويصير أمانا واطمئنانا ولابد أن يساعدنا العالم العربى والقوى العربية تكون بجانبنا حتى تمر هذه الفترة وإن شاء الله خير ودعواتكم بأن نكون بأمان.


كيف كان المسيحيون فى ظل حكم بشار؟

 على أيام بشار الأسد كنا مرتاحين عادة الوضع جيد لأن المسيحيين مسالمون وليست لديهم أى نزعة قتالية ونحن نتمنى ونتطلع للأجمل.


ماذا عن الأزمة السورية؟

 منذ بداية الأزمة السورية عام ٢٠١١، لم أتوانى يومًا فى الدفاع عن أرض سوريا وشعبها، من خلال محاضراتي ولقاءاتي الكثيرة، لا سيما فى البرلمان الفرنسى والمسئولين فى كافة الأحزاب الفرنسية، حيث كنت الصوت الصارخ وسط صمت هذا العالم المطبق، مدافعًا عن الوجود المسيحى فى المشرق، خاصة فى سوريا والعراق.


ما رد فعلك كمطران بمناسبة مرور مائة عام على الإبادة الأرمنية؟

 فى هذا العام حيث مناسبة مرور مائة عام على الإبادة الأرمنية من قبل العثمانيين، جنّدت كل طاقاتى مدافعًا عن القضية الأرمنية، مطالبًا بالاعتراف بالإبادة الأرمنية، من خلال العديد من المقابلات التى أجرتها عبر مختلف الوسائل الإعلامية، ومداخلاتى فى البرلمان الفرنسي، وحواراتى مع الحكوميين الفرنسيين، إضافة إلى تنظيمى المظاهرات العديدة فى هذا الشأن.


تم الاجتماع مع الهيئة العامة لإدارة العمليات العسكرية وممثلين عن حكومة الإنقاذ ماذا حدث فى هذا الاجتماع؟ 

 الاجتماع تم بحضور المونسنيور جورج باهى والأب فراس لطفى فى مطرانية الأرمن الكاثوليك بدمشق وتلاه أيضًا اجتماع لأكثر من ساعتين فى فندق الفورسيزين بدمشق وتم خلاله مناقشة بعض النقاط منها. الفوضى الموجودة حاليًا ومعالجتها بالطرق المتاحة.
وفتح المحلات التجارية والغدائية والصيدليات وكل المراكز التى تخدم المواطن فى المنطقة وتنظيف وتسليم مخفر الشرطة فى باب توما الى العناصر المخولة بالحفاظ على الامن والاستقرار فى المنطقة والتشديد على الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة ووضع ارقام هاتف للتواصل بخصوص اى مخالفة والتحضير للاجتماع الذى سوف يتم مع إدارة العمليات العسكرية وممثلين عن الطوائف المسيحية ووجهاء المنطقة للوقوف على النقاط التى تهم وتثير تخوف أهالي المنطقة.


 كيف ترى سوريا فى عيون البابا فرنسيس ؟

 كنا سابقا وأتذكر ذلك كأنه بالأمس فى مؤتمر نظمه مجمعا الأساقفة والكنائس الشرقية، وشارك فيه الأساقفة الجدد الذين تم تعيينهم، وعن سؤالنا من البابا من أين نحن فاجبنا أننا أبناء سوريا فوجدنا سوريا حاضرة بقلب قداسة البابا فرنسيس، وبصلاته نعم سوريا بقلب البابا وجميع متألمى وجرحى سورية بصلاته كان البابا يصافحنا بشدة ويتأثر عندما يسمع بأننا من بلد الأحزان والحروب، سورية"، وكما شدد البابا فى كلمته لنا، بأن تكون الرحمة موضوع عملنا فى كل خدمتنا ننطلق ومعنا هذا الرجاء، بانتهاء الحروب وعودة السلام للعالم أجمع.


 نجد دائما الأرمن مجتمعين للمساعدات كيف تفسر ذلك ؟

عند أحداث مرفأ بيروت وجدت نفسي أنطف الزجاج والردم وساعدت فى تنظيف موقف السيارات الّذى تحوّل إلى ساحة لاستقبال مئات الجرحى والمصابين من الانفجار؛ وأنا منذ العام ١٩٨٦ أيّام الحرب فى لبنان كنت أخدم رعيتى وأساعد فى أقصى الظروف حتّى أننى عملت شاحنة صغيرة خصيصًا لجمع النفايات وتوزيع قوارير الغاز والماء والوجبات الساخنة على أهل بيروت جميعا دون تفرقة؛ نحن الكنيسة الأرمنية نتمتع بثقة أبنائنا الكبيرة، فلا يبخلون بدعم إخوتهم الأكثر ضعفًا من خلالنا المجازر التى اقترِفت بحقّنا وحّدتنا لم تفرقنا أبدا هكذا ربينا أنّ الأرمن اينما كانوا يجب أن يَبقوا موحّدين والدليل ما يحصل اليوم فى الحروب لا يفرقنا بل يجمعنا.


عدد كبير من الأرمن ترك سوريا سابقا هل لهم عوده اليوم؟

اشتداد المعارك فى سوريا دعا المسيحيين من أصل أرمنى إلى الشعور بخوف متزايد، ما دفعهم إلى العودة إلى أرض أجدادهم أرمينيا؛ وقد سافر حقا أكثر من ثلاثة آلاف سورى أرمنى إلى أرمينيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، منذ بدء النزاع فى سوريا فى ٢٠١١، لكن العديد من اللاجئين يعتزمون العودة إلى بلدهم سوريا فور عودة السلام إلى هذا البلد.


كيف ترى احتياجات الشعب السورى اليوم ؟

الناس تحتاج اليوم لكلّ أنواع المساعدات بالأخصّ فى عمليات ترميم البيوت الّتى تضرّرت جرّاء الانفجارات كما نرى أنّ الحاجة ستكون أكبر فى تأمين التعليم لأبناء سوريا الحبيب لكن مدارسنا تواجه الأزمة الاقتصاديّة الحالية.


 حدثنا عن الأرمن ومجيئهم لسوريا ؟

الأرمن الأصليون فى سوريا، والمعروفون باسم الأرمن القدماء، يتحدثون اللغة العربية تقليديًا ومع وصول المزيد من الأرمن فى أعقاب الإبادة الجماعية، أصبح التركيب اللغوى للأرمن السوريين أكثر تنوعًا، حيث كان من الممكن سماع اللهجة الأرمنية فى زيتون واللهجات التركية فى مرعش وعينتاب فى فناء الكنيسة فى نفس الوقت.

فى أعقاب الإبادة الجماعية للأرمن، لم يكن العديد من الأرمن الذين وصلوا إلى سوريا يتحدثون الأرمنية الغربية وكان العديد منهم يتحدثون التركية، أو يتحدثون لهجاتهم الخاصة بأرمينيا الغربية من شرق الأناضول وقد تغير هذا تدريجيًا مع ترسيخ الأرمن لتواجدهم فى جميع أنحاء سوريا (وبالتالى لبنان) تم بناء المدارس والكنائس فى مناطق الاستيطان الأرمني، وبسبب ذلك تم تعليم الأجيال الأحدث من الأرمن (أولئك الذين نشأوا بالكامل فى سوريا النسخة القياسية (الحديثة) من الأرمنية الغربية.

728
728
729
729
صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق