"رحيل هادئ"، هو آخر ما تمناه الفنان نبيل الحلفاوي، "داعيًا- قبل الوفاة- ألا يعاني آلامًا طويلة، أو يمر بعذاب مع المرض".
رحل عن عالمنا، الفنان نبيل الحلفاوي أو كما يلقبه البعض بـ "القبطان" بعد صراع طويل مع المرض، عُرف بموهبته الاستثنائية المتميزة وأدواره العالقة في أذهان الجمهور حتى الآن مثل "رفاعي" في مسلسل "زيزينيا" و"القبطان محمود" في فيلم "الطريق إلى إيلات"، و "نديم" في مسلسل "رأفت الهجان"، هذه الأعمال جعلته أحد أبرز أعمدة الفن المصري على مدار عقود، وكان يتمتع بشخصية مثقفة، وله مكانة خاصة لدى الجمهور المصري والعربي، وتفاعله على السوشيال ميديا تحديدًا منصة "إكس" وأدواره الوطنية والإنسانية محفورة في ذاكرة محبيه في مصر والوطن العربي.
على منصة "إكس"
نجح الفنان الراحل نبيل الحلفاوي في تواجده الدائم على منصة "إكس" وكسب جميع الفئات العمرية ووصل عدد متابعيه إلى 6 ملايين و600 ألف شخص وكتب على خانة التعريف في صفحته كشف سر تفاعله على السوشيال ميديا قائلًا: "هارب إلى هنا من الضغوط والمعاناة.. فلا يزعجك ما قد تراه انشغالا بما لا يستحق".
غير الفنان نبيل الحلفاوي وجهة نظره تجاه السوشيال ميديا، قائلًا: "العدد الكبير من المتابعين 50% فعلا اللى بيخشوا يتفاعلوا، في حسابات بتدخل ومبتكملش أو يقروا ميتفاعلوش مش شرط إن العدد الكبير دا يتابعني علشان كلامي مهم، في عدد بيتابعني علشان شخصية معروفة لديه، إحنا بالنسبة للناس زي قرايبنا كده لما يفتحوا حساب نتابعهم، بمجرد ما حد معروف يفتح حساب عدد كبير جدًا يتابعه وفي جزء منهم مش جاي لفصاحة وحلاوة كلامي جايين لمجرد إنهم عارفني".
قصيدة نعي
كثير من الفنانين كانت لهم وصية أوصى بها حيث كانت أول وأغرب وصية لنجم الكوميديا نجيب الريحاني الذي أوصى أقاربه وأصدقاءه قبل 15 يومًا من وفاته بأن يضعوا في قبره صورة له بشخصية "كشكش بيه" الشهيرة، حيث أوضح بأنه لم يذق طعم النجاح إلا بعد أدائه هذه الشخصية.
اتبع هذا النهج وكتب الفنان نبيل الحلفاوي وصيته عام 2002، حيث كتب قصيدة مؤثرة باللهجة العامية في عام 1987، مع الإعلامي محمود سعد، حيث ذكر عددا كبيرا من أسماء أصدقائه وأغلبهم من الوسط الفني.
وجاءت كلمات القصيدة كالتالي:ـ
“في نعي ما تكتبوش أسامي القرايب، في نعي لازم تكتب أسامي الصحاب وصيغة الكلام، بدون النظام وحسب الميزان، مش حسب المحبة حتبقى كده صديق كل من السعدني والصحن ولينين، فرغلي والدكتور أمين، سامى ومرعي وأحمد ياسين يحيى وحمدى وعبدالله غيث، سامح وشامخ وعلوه وأديب، سيدهم وكيمو وسناء والطاهر بهاء أحمد وحودة وعماد، محمد ودوحة ورياض، أشرف وشاكر وطلعت، عزت ومدحت وبهجت حسين وسمره وجلجل غنيم، شريف وعادل وعز وكريم، هشام وخضر وجمال أحمد كمال، منه حمايا ومنه صديق، محمد وفيق وعبده كمان، قبل ما أناسبه بزمان أسامة عكاشة ومحسن وحفظ، هادى وصبحي ولطفي وشعب، روقه ورستم وزيزو ودفر عوض وزيكا ونور الشريف، عمر وأردش وهاني مطاوع، حجازي اللي سابنا ف عز الشباب سيد خميس وسيد حجاب، حتى ابنى وأبويا وخالى وأخويا، يجوا في نعي ضمن الصحاب ولأجل المناسبة ولأجل العادات، ماقلتش في نعي صحابي البنات".
وصايا فنية
وأوصت الفنانة الراحلة سناء جميل بأن توضع متعلقاتها من أشرطة أفلامها ومسرحياتها ومسلسلاتها وملابسها في مكتبة الإسكندرية وهو ما نفذه بالفعل زوجها الكاتب الكبير الراحل لويس جريس، أما وصية العندليب عبد الحليم حافظ فقد كانت أن يظل باب منزله مفتوحًا دائمًا لاستقبال محبيه، وأوصى أيضًا علي الاهتمام بإرثه ومنزله.
0 تعليق