دلالة اللون الأخضر في علم سوريا الجديد.. تعرف علي قصته

السبورة 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

تعكس التحولات في علم سوريا عبر التاريخ التغيرات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد، بدءًا من العهد العثماني وصولًا إلى النظام الحالي. من خلال هذه التحولات، يظهر أن العلم ليس مجرد رمز، بل هو تعبير عن الهوية الوطنية والتطلعات السياسية في مختلف الفترات.

لمحة تاريخية عن العلم السوري:

العهد العثماني:

كانت سوريا جزءًا من الدولة العثمانية منذ معركة مرج دابق عام 1516، وظلت تحت السيطرة العثمانية حتى انهيار الإمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى. خلال هذه الفترة، لم يكن هناك علم محدد لسوريا بل كانت تابعة للعلم العثماني.

الانتداب الفرنسي:

في عام 1920، سيطرت فرنسا على سوريا بعد معركة ميسلون، وبدأت مرحلة الانتداب الفرنسي. في هذا السياق، شهدت سوريا أول ظهور لعلمها الوطني في عام 1932، رغم أن البلاد كانت لا تزال تحت الانتداب. هذا العلم كان يتكون من ثلاثة ألوان: الأخضر (الخلافة الراشدة)، الأبيض (الدولة الأموية)، والأسود (الدولة العباسية). أما النجوم الحمراء الثلاث فكانت تمثل المناطق الرئيسية في سوريا مثل حلب، دمشق، ودير الزور.

في عام 1936، مع ضم سنجق اللاذقية وجبل الدروز إلى سوريا، تغيرت دلالات النجوم، حيث أصبحت النجمة الأولى تمثل حلب ودمشق ودير الزور، النجمة الثانية تمثل جبل الدروز، والنجمة الثالثة تمثل سنجق اللاذقية.

بعد الاستقلال:

بعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي في عام 1946، استمر العلم السوري باستخدام نفس التصميم الذي اعتمد خلال فترة الانتداب، لكنه أصبح رمزًا للدولة السورية المستقلة.

عهد البعث:

مع وصول حزب البعث إلى السلطة في عام 1963، بدأ العلم يمر بتغييرات متتابعة حتى استقر في شكل علم الجمهورية العربية المتحدة، الذي اعتمد في عام 1963 بعد اتحاد مصر وسوريا. 

هذا العلم يتألف من ثلاثة خطوط أفقية بالألوان الأحمر في الأعلى، ثم الأبيض، ثم الأسود، وفي الوسط توجد نجمتان خضراوتان للدلالة على الوحدة العربية بين مصر وسوريا.

الاحتجاجات عام 2011 وعلم سوريا “علم الاستقلال”:

مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في عام 2011 ضد نظام بشار الأسد، استخدم المتظاهرون علم سوريا “علم الاستقلال” الذي كان قد رفع خلال فترة الانتداب الفرنسي. هذا العلم أصبح رمزًا للثوار والمطالبين بإسقاط النظام. يُظهر العلم ثلاثة ألوان: الأخضر، الأبيض، والأسود، مع ثلاث نجوم حمراء تمثل ثلاث مناطق رئيسية في سوريا.

  • اللون الأخضر يرمز إلى الخلافة الراشدة.
     
  • اللون الأبيض يرمز إلى الدولة الأموية.
     
  • اللون الأسود يرمز إلى الدولة العباسية.
     
  • النجوم الحمراء كانت تمثل في الأصل مناطق حلب ودمشق ودير الزور، ولكن مع ضم سنجق اللاذقية وجبل الدروز في عام 1936، تغيرت دلالات النجوم.

هذا العلم أصبح يستخدم بشكل واسع من قبل المتظاهرين، ثم تبنته الائتلاف الوطني السوري المعارض والجيش السوري الحر. كما استخدمته الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة.

العلم الحالي في مناطق النظام:

علم سوريا الذي يرفعه النظام السوري اليوم يتألف من ثلاثة ألوان أفقية: الأحمر في الأعلى، ثم الأبيض، ثم الأسود، مع نجمتين خضراوتين داخل المستطيل الأبيض. هذا العلم يرمز إلى الوحدة العربية والقومية العربية التي كان ينادي بها حزب البعث. النجمتان الأخضرتان في العلم تمثلان الوحدة بين سوريا ومصر خلال فترة الجمهورية العربية المتحدة (1958-1961).

دلالات العلمين:

  يعكس علم سوري أو علم الاستقلال (المعارضة) الهوية الوطنية السورية قبل فترة الهيمنة البعثية ويُعد رمزًا للثورة ضد النظام القائم. الألوان (الأخضر والأبيض والأسود) تمثل الفترات التاريخية المختلفة لسوريا، بينما النجوم الحمراء تمثل التضامن بين مناطق البلاد.

بينما علم النظام السوري  يرمز إلى الوحدة العربية من خلال الألوان التي تُمثل الدول العربية المختلفة، والنجمتان الخضراوتان تمثلان الرابط بين سوريا ومصر في فترات الوحدة السابقة.

 

التحولات في علم سوريا تمثل التغيرات في هوية الدولة السورية ومساراتها السياسية. من العلم الذي استخدمه الاستعمار الفرنسي إلى علم الاستقلال الذي يعكس الهوية السورية الأصلية، وصولًا إلى العلم الذي تبناه حزب البعث ويعبر عن الوحدة العربية، ثم العلم الذي رفعه المعارضون للنظام في 2011. العلم كان وما زال رمزًا للمواقف السياسية والطموحات الوطنية في كل مرحلة من مراحل تاريخ سوريا المعاصر.

 

 

 

 

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق