كشفت دراسة حديثة أجراها علماء من السويد ونُشرت في ديسمبر من هذا العام في مجلة "JAMA Network Open" التابعة للرابطة الطبية الأميركية، عن احتمالية وجود ارتباط بين استئصال اللوزتين (tonsillectomy) وإزالة اللحمية (adenoidectomy) وزيادة خطر الإصابة باضطرابات نفسية، خاصة القلق، في مراحل لاحقة من الحياة. وأشار الباحثون إلى أن الانتشار الواسع لهذه العمليات الجراحية يستدعي فهماً أعمق لمضاعفاتها العضوية والنفسية. وتشير التقديرات إلى أن نحو 13 ألف عملية استئصال للوزتين تُجرى سنوياً في السويد.
تلعب اللوزتان دوراً مهماً في تعزيز المناعة، حيث تساهمان في إنتاج الأجسام المضادة التي تحارب الميكروبات المختلفة، مما يوفر حماية ضد البكتيريا والفيروسات التي يتم استنشاقها عبر الجهاز التنفسي. وعند إجراء الاستئصال، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية بسبب ضعف المناعة، بالإضافة إلى مشاكل أخرى مثل التهاب البلعوم المتكرر، وهو من المضاعفات الشائعة لاستئصال اللوزتين.
وقد ربطت بعض الدراسات بين استئصال اللوزتين وزيادة احتمالية الإصابة بالتهاب القولون العصبي، فضلاً عن زيادة خطر حدوث جلطات قلبية. في هذه الدراسة، سعى الباحثون لفهم العلاقة بين استئصال اللوزتين والمشاكل النفسية.
أكد الباحثون أن عملية الاستئصال تعتبر ضرورية في بعض الحالات، خصوصاً لعلاج التهاب اللوزتين المتكرر أو الخُرّاج حول اللوزتين (peritonsillar abscess). وبالنسبة للبالغين، يتم اللجوء إلى الاستئصال غالباً لعلاج اضطرابات التنفس الناتجة عن انسداد الجهاز التنفسي العلوي أثناء النوم بسبب كبر حجم اللحمية. ومع ذلك، حذر العلماء من أن الجراحة قد لا تكون الخيار العلاجي الأول للأطفال الذين لا يعانون من تكرار الالتهاب بشكل شديد، حيث قد تفوق أضرار إزالتها الفوائد في مثل هذه الحالات.
0 تعليق