تجنبت الولايات المتحدة إغلاقاً حكومياً بمصادقة مجلس الشيوخ في وقت مبكر، أمس، على مشروع قانون لتمويل الوكالات الفيدرالية حتى منتصف مارس، وذلك بعد أشهر من المفاوضات الشاقة.
وبعد مرور دقائق على حلول الموعد النهائي، منتصف ليل الجمعة/السبت، صوت مجلس الشيوخ على حزمة التمويل التي كان قد أقرها مجلس النواب قبل ذلك بساعات، لتُعلق بذلك الاستعدادات لإغلاق الحكومة وإنقاذ أكثر من 800 ألف موظف كانوا سيحرمون الأجر خلال فترة عيد الميلاد ورأس السنة.
وجاء إقرار مشروع القانون في أعقاب مفاوضات متوترة استمرت أسابيع. وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، في خطاب أمام المجلس: «إنها أنباء جيدة أن نهج التعاون بين الحزبين ساد في النهاية. إنها نتيجة جيدة لأميركا وللشعب الأميركي».
وكان إقرار حزمة التمويل شبه مضمون في مجلس الشيوخ، في ظل سيطرة الديمقراطيين عليه، لاسيما أن الحزب الديمقراطي أدى دوراً حاسماً في مساعدة الأغلبية الجمهورية على تمرير القانون في مجلس النواب في وقت سابق.
غير أن ذلك لم يحل دون ظهور مخاوف من امتداد معركة التمويل حتى الأسبوع المقبل، وسط تلكؤ أعضاء مجلس الشيوخ في كثير من الأحيان في إقرار التشريعات المعقدة.
وكان من شأن ذلك أن يؤدي إلى تعليق كل النشاطات غير الأساسية للحكومة الفيدرالية، ووضع نحو 875 ألف موظف في إجازة قسرية مؤقتة، وإجبار نحو 1.4 مليون آخرين على العمل دون أجر.
وغالباً ما تكون مهمة الكونغرس في تحديد ميزانيات الحكومة محفوفة بالمخاطر، مع انقسام المجلسين (النواب والشيوخ) بشكل متقارب بين الجمهوريين والديمقراطيين.
وفي ما يمكن اعتباره تدخل اللحظة الأخيرة، مارس الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وإيلون ماسك، الذي اختاره ليدير وزارة «الكفاءة الحكومية» المستحدثة، ضغوطاً على الجمهوريين للتراجع عن قانون تمويل كانوا قد اتفقوا عليه مع الديمقراطيين بعد مفاوضات صعبة.
وفشلت محاولتان لاحقتان للتوصل إلى تسوية، ما اضطر رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، إلى قضاء يوم الجمعة مجتمعاً مع مساعديه، لإيجاد طريقة أخرى للحفاظ على استمرار عمل الوكالات الحكومية.
وكان يمكن لفشل إقرار مشروع قانون التمويل، أن يؤدي إلى تجميد وظائف حكومية غير أساسية، بينما يواصل الموظفون في القطاعات الأساسية مثل إنفاذ القانون، العمل من دون أن يحصلوا على رواتبهم، إلا بعد استئناف العمل في الوظائف الحكومية. وكذلك كان سيُغلق العديد من المتنزهات والمعالم الأثرية والمواقع الوطنية التي من المتوقع أن يزورها ملايين الأشخاص في الأيام المقبلة.
وتجنّب المشرّعون كل هذه التعقيدات التي كان يمكن أن تصاحب موسم العطل والأعياد، من خلال تمويل الحكومة حتى 14 مارس عبر حزمة تتضمن 110 مليارات دولار، من بينها مساعدات في حالات الكوارث ودعم مالي للمزارعين.
ومشروع القانون الذي تم إقراره مشابه تقريباً لآخر واجه فشلاً ذريعاً خلال تصويت الخميس الماضي، غير أن القانون الأخير لم يتضمن تعليق الحد الأقصى لاقتراض الحكومة لمدة عامين، وهو الأمر الذي كان قد طالب به ترامب.
وأصبح نفوذ إيلون ماسك - أغنى رجل في العالم - على الجمهوريين وعلى ترامب، محور هجوم الديمقراطيين على الجمهوريين، وسط تساؤلات عن كيفية تمكّن مواطن غير منتخب من التمتع بهذا القدر من السلطة. كما برز غضب متزايد بين الجمهوريين بشأن تدخل ماسك بعدما هاجم الاتفاق على قانون التمويل الحكومي في سلسلة منشورات على منصة «إكس» التي يملكها، كان الكثير منها غير دقيق.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
0 تعليق