قبل عدة أشهر تكلمت في مقال عن أحد المشروعات الوطنية التي تعمل في صمت وكان اسم ذلك المشروع هو، مركز ناصر للتأهيل والتدريب المهني، وبعد فترة أصدر حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أمراً ملكياً بتعديل مسمى المركز ليصبح «مركز ناصر العلمي والتقني» ليأخذ هذا المركز حقه من التوسع في دعم أبناء البحرين وتقديم كوادر بحرينية تتمتع باحترافية في العمل التقني والعلمي بعد أن رفد المركز سوق العمل البحريني بأعداد كبيرة برزت أسماؤها في العديد من القطاعات الصناعية والاقتصادية بشكل عام.
ولأن صاحب الفكرة والمبادرة من الأساس والداعم لها هو سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، فقد كانت انطلاقة المركز وتطوره تعتمد على ثقل الشخصية صاحبة الدعم اللامحدود لتدريب كوادرنا الوطنية، ثم صدر بعد فترة ليست بالبعيدة عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مرسوم بإعادة تشكيل مجلس إدارة بابكو إنرجيز برئاسة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى.
وها نحن نرى ونلمس الواقع الذي تحدثت عنه بشأن سموه في تولي المشروعات الوطنية الكبيرة، حيث يظهر ذلك بوضوح في الإعلان الأخير عن افتتاح مشروع تحديث مصفاة بابكو للتكرير، كأكبر مشروع استراتيجي في تاريخ مملكة البحرين وفي قطاع الطاقة، بقيادة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة الذي أعلن في كلمته بهذه المناسبة بحضور جلالة الملك المعظم عن مستقبل بابكو تحت قيادته. فقد ذكر سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة في كلمته أن هذا المشروع يُعد أضخم مشروع رأسمالي يتم تنفيذه في تاريخ مملكة البحرين، وسيعزّز، بمشيئة الله تعالى، المستقبل المشرق للوطن ولقطاع النفط والغاز والطاقة، بما يضمّه من 15 محطة فرعية و21 وحدة معالجة جديدة، ليتم تكرير كميات تصل إلى 400 ألف برميل في اليوم الواحد، مما سيضاعف أرباح الشركة نتيجة لزيادة السعة الإنتاجية وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة.
ومن هنا نستطيع أن ندرك حجم المسؤولية الكبيرة التي يحملها سموه بتكليف من جلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، وهي مسؤولية إدارية في مضمونها ووطنية في روحها، حيث حرص سموه على أن يكون هذا المشروع بأيادٍ وطنية خالصة وبأكثر من 500 مهندس بحريني، من الجنسين، يقومون بمتابعة تشغيل وحدات المشروع وإدارته.اليوم يؤكد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة أنه صاحب رؤية وطنية متشعبة، لا تقتصر على جناح واحد فقط، ولكنه أبدع في القطاع الرياضي حتى بات نموذجاً يحتذي به من شباب الوطن، ثم تولى مسؤولية الأعمال الإنسانية فكان سفيراً فوق العادة يحمل هدايا البحرين لكل ضعفاء العالم، ولم يتوقف عند ذلك الأمر، بل واصل النظر في شؤون شباب الوطن وعكف على تدريبهم، وها هو اليوم يقف على منصّة إدارة أكبر مشروع وطني باقتدار مشهود له، ولذلك لا يسعنا إلا أن نرفع إلى مقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، أسمى آيات العرفان والشكر والثناء على رؤيته المستنيرة والثاقبة في قدرات سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله على دعمه ومساندته لكل ما هو في صالح الوطن والمواطن، وأدام الله على هذا الوطن قيادته الرشيدة والحكيمة.
* قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية
0 تعليق