بعد دخول الحرب عامها الثالث.. ما مصير 7 ملايين لاجئ أوكراني؟

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الاربعاء 25 ديسمبر 2024 | 02:17 مساءً

كتب : محمد عبدالحليم:

في ظل استمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث، تتجلى مآسي اللاجئين الأوكرانيين الذين تجاوز عددهم 6.8 مليون شخص، يعيشون الآن حياة مليئة بالغموض والتحديات في بلدان المهجر، معظمهم في أوروبا.

هؤلاء اللاجئون يمثلون إحدى أبرز نتائج الصراع الذي غير وجه أوكرانيا وحطم آمال كثيرين في حياة مستقرة.

حكايات الشتات

من بين تلك القصص، تبرز حكاية "يانا فيلوس"، التي فرت من وطنها في أبريل 2022 حاملة حقيبة صغيرة وابنتها الوحيدة.

وجدت يانا نفسها في لندن بلا عائلة أو أصدقاء، ولكن مع رغبة شديدة في بناء حياة جديدة. تقول يانا: "بدأت حياتي من الصفر. لم أعد أملك شيئًا أعود إليه في أوكرانيا."

قصة يانا تجسد معاناة ملايين اللاجئين, بعد أن دمرت الحرب مجتمعها الصغير في شرق أوكرانيا، خسرت يانا كل شيء،من منزلها إلى علاقاتها الأسرية، حيث انتهى بها الحال إلى الطلاق من زوجها الذي لم يتمكن من مغادرة البلاد. اليوم، تسعى جاهدة لتأمين مستقبل مشرق لابنتها أليسا البالغة من العمر ست سنوات، على الرغم من شعورها المستمر بعدم اليقين بشأن مستقبلها في بريطانيا.

دولة تبحث عن أبنائها الضائعين

في المقابل وبحسب شبكة CNN، تحاول الحكومة الأوكرانية معالجة تبعات هذا الشتات من خلال إنشاء وزارة الوحدة الوطنية التي تهدف إلى تقديم برامج تشجيعية لتحفيز اللاجئين على العودة. ومع ذلك، يدرك المسؤولون الأوكرانيون أن الضغط على اللاجئين للعودة قد لا يكون حلاً فعالًا، خاصة مع استمرار المخاطر الأمنية والوضع الاقتصادي المتردي.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صرح في أكتوبر الماضي: "لا يمكننا إجبار الناس على العودة. رسالتي إلى الأوكرانيين في الخارج هي أن يساعدوا وطنهم من خلال العمل في الصناعات الدفاعية أو دعم الجنود أو حتى بدفع الضرائب."

التحديات الاقتصادية والهجرة المستمرة

ومع استمرار الحرب، يزداد القلق بشأن تأثير الهجرة على الاقتصاد الأوكراني. وفقًا للبروفيسورة إيلا ليبانوفسكا، مديرة معهد الديموغرافيا والدراسات الاجتماعية في أكاديمية العلوم الوطنية الأوكرانية: "كل شهر إضافي من الحرب الساخنة يؤدي إلى تكيف المزيد من الناس في الخارج وزيادة التدمير هنا، مما يعني أن عددًا أقل سيعود."

تشير التقديرات إلى أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية السكنية قد تجاوزت 250 ألف مبنى، بما في ذلك المنازل والشقق. ومع زيادة الهجمات الروسية، يزداد الوضع سوءًا، مما يدفع بعض العائلات للتفكير في المغادرة بدلًا من العودة.

اللاجئون بين الغربة والوطن

رغم الظروف الصعبة في المهجر، يجد البعض صعوبة في التخلي عن حياتهم السابقة في أوكرانيا. تقول ماريانا فورونوفش، متطوعة تعمل على مساعدة الأوكرانيين في النمسا: "80% من اللاجئين الأوكرانيين حاصلون على تعليم عالٍ، لكن معظمهم يعملون في وظائف منخفضة الأجر لا تناسب مؤهلاتهم."

ومع ذلك، لا يزال هناك من يختار العودة إلى أوكرانيا، رغم المخاطر. فيكتوريا ريبكا، أم لطفلتين، قررت العودة إلى خاركيف بعد شهرين فقط في أوروبا. تقول: "لا أستطيع ترك زوجي. مررنا بالكثير معًا، وهذا وطني."

أمل في نهاية الحرب

تظل نهاية الحرب هي الأمل الأكبر للجميع. الرئيس زيلينسكي أعرب عن أمله في إنهاء الحرب بحلول عام 2025 عبر الحلول الدبلوماسية. ومع ذلك، تستمر المعاناة اليومية، من الهجمات المتكررة إلى الانقطاع المستمر للكهرباء، لتضع المزيد من العقبات أمام اللاجئين الذين يفكرون في العودة.

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق