نارفا الإستونية: نقطة اشتعال محتملة على حدود روسيا

بلدنا اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

الاربعاء 25 ديسمبر 2024 | 03:57 مساءً

نارفا الإستونية: نقطة اشتعال محتملة على حدود روسيا

نارفا الإستونية: نقطة اشتعال محتملة على حدود روسيا

كتب : محمود أمين فرحان

مدينة نارفا، الواقعة على الحدود بين إستونيا وروسيا، تقع في قلب التوترات المتصاعدة مع موسكو، حيث تواجه سلسلة من التهديدات المستمرة، من تشويش أنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية إلى محاولات لانتزاع عوامات تحديد الحدود، بالإضافة إلى حملات دعاية ووجود طائرات مسيرة ومنطاد مميز برمز "Z" الذي يرمز للقوات المسلحة الروسية, وفقًا لما ورد في (بوليتيكو  ) 

يقول إيغرت بيلتشف، المدير العام للشرطة وحرس الحدود الإستوني: "نحن لا نرغب في بدء حرب عالمية ثالثة، لكننا نرى محاولات مستمرة لاستفزازنا للقيام بشيء قد يؤدي إلى تصعيد كبير".

نارفا، المدينة الثالثة في إستونيا من حيث الحجم، تقترب من مدينة سانت بطرسبرغ الروسية أكثر من تالين، عاصمتها. ويتحدث 96% من سكانها البالغ عددهم نحو 56,000 شخص اللغة الروسية، وثلثهم يحملون جوازات سفر روسية.

تعد المدينة بمثابة "نهاية العالم الحر" بالنسبة لبيلتشف، الذي يشير إلى أن حلفاء إستونيا في حلف الناتو ليسوا مستعدين لما قد يحدث هناك. ورغم نشر حوالي 900 جندي بريطاني في إستونيا كجزء من قوة متعددة الجنسيات في قاعدة توبا الجوية، إلا أن هناك قلقاً من أن هذه القوة قد لا تكون كافية لصد أي هجوم روسي محتمل.

تشير التقديرات إلى أن الجيش الإستوني، الذي يضم 7,700 جندي نشط، قد يرتفع إلى 43,000 في حالة الحرب, ومع ذلك يبقى السؤال قائماً حول قدرة الحلف على التصدي للهجوم في حال حدوثه. في الآونة الأخيرة، قام وفد بلجيكي بزيارة إستونيا للتركيز على كيفية إخلاء رعاياها، في حين تم إغفال النقاش حول كيفية إرسال القوات بسرعة للدفاع عن دول البلطيق.

يُظهر هذا الوضع أن الوعي بالحالة الأمنية في إستونيا ليس كما يجب، وفقاً لبيلتشف، الذي أضاف: "لم يكن هناك الوعي الكافي في 2008 [عندما غزت روسيا جورجيا]، ولا في 2014 [عندما ضمت روسيا القرم]، ولا الآن".

إستونيا، التي استعادت استقلالها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في 1991، أصبحت الآن تنفق 3.4% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع، وتخطط لزيادة هذا الرقم إلى 3.7% في العام المقبل، وهو ما يتفوق على معظم الدول الأوروبية الكبرى.

لكن القلق في تالين يكمن في ما سيحدث بعد انتهاء الحرب في أوكرانيا، وإذا ما استغلت روسيا فترة توقف في القتال لمهاجمة دولة ضعيفة في حلف الناتو.

لحماية حدودها، تسعى إستونيا إلى تعزيز أنظمة المراقبة على حدودها التي تمتد لمسافة 338 كيلومترًا مع روسيا.

ويُعتبر أمن الحدود أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة لإستونيا، حيث يقول وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور: "عندما يحدث الغزو، سيكون الوقت قد فات".

صلاح جميل

الكاتب

صلاح جميل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق