أكد اللواء وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بأكاديمية ناصر العسكرية، أن المشهد العسكري داخل سوريا يكشف عن حالة من التداخل والتعقيد غير المسبوق، مع تواجد قوى إقليمية ودولية تسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب استقرار البلاد.
وقال اللواء ربيع خلال ندوة "مستقبل سوريا إلى أين؟" التي نظمتها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة الكاتب الصحفي حسين الزناتي، إن قراءة الخريطة العسكرية لسوريا تظهر تباين السيطرة على الأرض: "شرق نهر الفرات تحت سيطرة الأكراد، مع وجود ست قواعد أمريكية في المنطقة، وهو ما يعكس دعمًا واضحًا لهم من الولايات المتحدة، مؤكداً أن 90% من الاقتصاد السوري، بما في ذلك الموارد الحيوية، يخضع لسيطرة القوات الأمريكية".
وأضاف أن الغرب من نهر الفرات يشهد تواجدًا لتنظيم داعش، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني، بينما تُظهر التحركات العسكرية الأمريكية حشدًا متزايدًا للقوات، يُدار بشكل كبير لدعم الأكراد. وأشار إلى أن معظم القوات الأمريكية في المنطقة تتضمن عناصر من اليهود الأمريكيين، ما يثير تساؤلات حول الأهداف البعيدة للسيطرة على هذه المناطق.
وأوضح اللواء ربيع أن الشمال السوري، المتاخم للحدود الجنوبية لتركيا، يُعرف بمسمى "الجيش الوطني السوري"، وهو مدعوم ماديًا ولوجستيًا من الولايات المتحدة، مما يشير إلى دور تركي أمريكي مشترك في المنطقة.
وتابع: "إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات ليست مجرد فكرة، بل ترتبط بالتحركات الدولية في المنطقة، حيث تسعى الأطراف الكبرى إلى إعادة تشكيل الخريطة الجيوسياسية بما يخدم مصالحها".
واختتم اللواء ربيع تصريحاته بالتأكيد على أن الوضع العسكري الحالي في سوريا يتطلب قراءة دقيقة وتحليلًا متعمقًا لتبعات هذه التدخلات على مستقبل المنطقة، محذرًا من أن استمرار هذه الديناميكيات قد يؤدي إلى مزيد من التفكك والانهيار إذا لم تُتخذ خطوات جادة لاستعادة السيادة السورية ووحدة أراضيها.
الندوة تأتي ضمن سلسلة فعاليات تنظمها لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، بهدف تسليط الضوء على القضايا الإقليمية الحساسة وطرح رؤى مستقبلية لحل الأزمات العربية.
0 تعليق