تمكن علماء فلك روس وألمان من اكتشاف مجموعة مجرية هائلة في كوكبة برج الحمل، تتميز بشكل يشبه حبة فول سوداني عملاقة. ويُعد هذا الاكتشاف إضافة مميزة لعالم الفلك، حيث يُعتقد أن المجموعة نشأت نتيجة تصادم مباشر وعالي السرعة بين مجموعتين من المجرات.

أوضحت ناتاليا ليسكوفا، الباحثة في معهد بحوث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي "الفيزياء الفلكية عالية الطاقة اليوم وغدًا"، أن هذه المجموعة، التي أُطلق عليها اسم "الفول السوداني"، تستحق مكانة بارزة في المراجع الفلكية إلى جانب العناقيد الشهيرة مثل "الرصاصة" و"الغيبوبة".

وتم اكتشاف المجموعة أثناء دراسة العناقيد المجرية باستخدام تلسكوب eROSITA المثبت على المرصد المداري Spektr-RG، بالإضافة إلى مرصد تشاندرا الفضائي وأداة DESI وأدوات أخرى. تقع هذه المجموعة المجرية، المعروفة باسم CL0238، على بُعد 4.44 مليار سنة ضوئية من الأرض.

خصائص "الفول السوداني"

نشأت هذه المجموعة منذ حوالي 100 مليون سنة، نتيجة اصطدام مجموعتين أصغر من المجرات بسرعة تقارب 3500 كيلومتر في الثانية. وتُقدر كتلة "الفول السوداني" بنحو كوادريليون مرة كتلة الشمس، مما يجعلها واحدة من أضخم العناقيد المجرية في الكون الحديث.

يشير العلماء إلى أن دراسة "الفول السوداني" قد تُسهم في فهم أعمق لطبيعة المادة المظلمة، بالإضافة إلى دراسة تأثير العناقيد المجرية على إشعاع الخلفية الكونية الميكروي. كما أن جاذبية هذه المجموعة تعمل كعدسة كونية، تُركز الضوء من مواقع أبعد في الكون، مما يجعلها أداة قيمة لدراسة المراحل الأولى من نشأة الكون.

يشبه هذا الدور ما تقوم به مجموعة MACS0416، التي تُعد واحدة من "عدسات الجاذبية" المهمة في علم الفلك الحديث. بفضل هذا الاكتشاف، يمكن للعلماء تعزيز فهمهم للكون المبكر واستخدام "الفول السوداني" في استكشاف مناطق أبعد وأكثر غموضًا في الفضاء.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | تويتر | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك