أسبوع دموي للطيران .. مقتل مئات المسافرين يسائل أمان الرحلات الجوية

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

اهتز الرأي العام العالمي على وقع سلسلة من الكوارث الجوية التي خلّفت مئات الضحايا خلال الأيام القليلة الماضية، وأسفرت عن نهايات مأساوية؛ شرعت الباب أمام تساؤلات جادة بشأن معايير السلامة الجوية ومدى قدرتها على مواجهة التحديات الراهنة.

هذه الحوادث، التي توزعت على أربع قارات، أكدت أن الطيران، رغم تطوره، مازال عرضة لعوامل مفاجئة تؤدي إلى خسائر مأساوية، وذلك رغم ما يحققه قطاع الطيران الدولي من تقدم تقني ومعايير أمان جعلته الوسيلة الأكثر أمانا للنقل.

تحطم في البرازيل

في 23 دجنبر الجاري سقطت طائرة صغيرة من طراز “بايبر بي إيه-42-1000” وسط مدينة جرامادو السياحية جنوبي البرازيل، مخلفة 10 قتلى من ركابها وإصابة 17 شخصا على الأرض، بسبب اصطدام الطائرة بمدخنة مبنى قبل أن تتحطم على متجر أثاث، ما أدى إلى أضرار واسعة في المنطقة.

الطائرة المصنعة عام 1990 كانت متجهة إلى ولاية ساو باولو في ظل ظروف جوية صعبة. فيما التحقيقات الأولية التي يقودها مركز التحقيق في الحوادث الجوية والوقاية منها (CENIPA) مازالت جارية لتحديد الأسباب الدقيقة لهذا الحادث المأساوي.

غموض بأذربيجان

في 25 دجنبر الحالي اصطدمت طائرة ركاب أذربيجانية بالمجال الجوي الروسي، ما أدى إلى مصرع 38 شخصا ونجاة 29 آخرين؛ وهو الحادث الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقديم اعتذار لنظيره الأذربيجاني إلهام علييف، واصفا ما حدث بأنه “مأساة مؤلمة”، لكن الملابسات المحيطة بالحادث مازالت محل تدقيق وتحليل.

وحسب الرواية الرسمية فإن الطائرة التي كانت متجهة من باكو إلى العاصمة الشيشانية غروزني قد انحرفت عن مسارها في منطقة شهدت نشاطا عسكريا روسيا إثر تقارير عن هجمات بطائرات مسيّرة أوكرانية.

حريق كوري قاتل

شهد مطار موان الدولي جنوبي كوريا الجنوبية، صباح اليوم، حادثة مأساوية راح ضحيتها 174 شخصا بعد اندلاع حريق في طائرة ركاب أثناء هبوطها.

الطائرة الكورية التابعة لشركة “جيجو إير” من طراز “بوينغ 737-800″، التي كانت تقل 181 شخصا، بينهم 6 من طاقم الضيافة، انحرفت عن المدرج واصطدمت بحاجز خرساني، ما أدى إلى تحولها إلى كتلة من اللهب بسبب خلل في عجلات الهبوط.

وفي البداية قدرت الحصيلة الأولية للوفيات بـ 23 شخصا فقط، لكنها سرعان ما ارتفعت إلى 62 قبل أن تصل إلى 174 قتيلا، في ظل استمرار عمليات الإغاثة والتحقيق.

وذكرت وكالة “يونهاب” أن التحقيقات مستمرة لتحديد الأسباب الدقيقة للحادث، وسط تساؤلات حول إجراءات السلامة ومدى جاهزية الطائرة للتعامل مع الطوارئ، لافتة إلى أن “الحادث يسلط الضوء على تحديات السلامة الجوية، حتى بالنسبة للطائرات التابعة لشركات معروفة مثل بوينغ”.

كندا والنرويج

في 29 دجنبر أيضا شهد قطاع الطيران حادثتين دون تسجيل وفيات، إذ تحطمت طائرة صغيرة في كندا أثناء الهبوط، لكن الركاب وأفراد الطاقم نجوا جميعا بفضل استجابة الطوارئ السريعة.

وفي حادث منفصل بالنرويج انحرفت طائرة تابعة للخطوط الجوية الملكية الهولندية عن المدرج أثناء هبوطها، لكن الحادث لم يسفر عن إصابات، ما يعكس فاعلية تدابير السلامة والإجراءات الوقائية في مواجهة الطوارئ.

تحديات السلامة

هذه الحوادث المروّعة، التي وقعت في غضون أيام قليلة، وضعت القطاع الجوي أمام تحديات كبرى تتعلق بفعالية معايير السلامة واستجابتها للظروف الجوية غير المتوقعة، والأعطال التقنية، وأحيانا الأزمات الجيوسياسية.

كما أن تكرار هذه الحوادث بشكل مضطرد يشير إلى ضرورة تعزيز منظومات الإنذار المبكر وتطوير آليات فحص الطائرات وتدريب الطواقم الجوية على سيناريوهات الطوارئ الأكثر تعقيدا.

ورغم تصنيف الطيران الوسيلة الأكثر أمانا مقارنة بوسائل النقل الأخرى فإن هذا الأسبوع الكارثي يفرض مراجعة شاملة لإجراءات السلامة الجوية على المستوى العالمي. كما يُنتظر من مسؤولي سلطات الطيران في مختلف دول العالم ومصنعي الطائرات أن يعيدوا تقييم سياساتهم لضمان تفادي حوادث مشابهة مستقبلا، حفاظا على الأرواح وتعزيزا للثقة العامة في هذا القطاع الحيوي.

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق