يستعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، البالغ من العمر 75 عامًا، للخضوع لعملية جراحية يوم الأحد لاستئصال البروستاتا بعد تشخيص إصابته بعدوى في المسالك البولية ناتجة عن تضخم حميد في البروستاتا، وفقًا لبيان صادر عن مكتبه. تأتي هذه التطورات وسط تحديات سياسية وأمنية غير مسبوقة، مما يثير تساؤلات حول تأثير مرضه على مستقبله السياسي وقدرته على مواصلة قيادة البلاد.
تشخيص طبي وسط ظروف استثنائية
ذكر بيان مكتب نتنياهو أنه أجرى فحصًا طبيًا بمستشفى هداسا يوم الأربعاء، حيث تم تشخيص حالته بعدوى في المسالك البولية بسبب تضخم حميد في البروستاتا. وأكد البيان أن العملية الجراحية تهدف إلى إزالة البروستاتا لمنع أي مضاعفات مستقبلية. هذا التشخيص يأتي في وقت يواجه فيه نتنياهو ضغوطًا هائلة، بما في ذلك إدارة الحرب على غزة واستمرار محاكمته في قضايا فساد.
تاريخ طبي سابق يثير المخاوف
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها نتنياهو مشكلات صحية تؤثر على جدول أعماله. ففي مارس الماضي، خضع لعملية جراحية لإصلاح فتق، وفي يوليو 2023، اضطر الأطباء إلى زرع جهاز لتنظيم ضربات القلب. تكرار هذه الحالات يثير تساؤلات حول قدرته على مواصلة العمل في ظل جدول سياسي وأمني مكثف يتطلب قيادة مستمرة واتخاذ قرارات استراتيجية.
الوضع السياسي والأمني في إسرائيل
يأتي مرض نتنياهو في وقت حرج للغاية، إذ تخوض إسرائيل حربًا مع حركة حماس في قطاع غزة. اندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق شنته الحركة في أكتوبر 2023، أدى إلى مقتل 1200 شخص وإصابة العشرات، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية. في المقابل، أدت الحملة الإسرائيلية على غزة إلى مقتل أكثر من 45،400 فلسطيني، وتشريد معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
في ظل هذه الحرب، تعهد نتنياهو بالرد الحاسم على الهجمات، وكان قد وصف المرحلة الحالية بأنها من "أصعب التحديات التي واجهتها إسرائيل". ومع ذلك، فإن حالته الصحية قد تؤثر على قدرته على إدارة هذه الأزمة، خاصة وأن غيابه المؤقت عن الساحة السياسية سيؤدي إلى تسلم وزير العدل ياريف ليفين مهام رئيس الوزراء بالوكالة.
تداعيات محتملة على مستقبله السياسي
باعتباره أحد أكثر السياسيين بقاءً في السلطة في إسرائيل، يشكل مرض نتنياهو تحديًا كبيرًا لمسيرته السياسية. إذا استمر تدهور حالته الصحية أو تطلبت حالته وقتًا طويلًا للتعافي، فقد يؤدي ذلك إلى تراجع شعبيته وفقدان ثقة الجمهور في قدرته على قيادة البلاد. بالإضافة إلى ذلك، فإن المحاكمات الجارية بتهم الفساد تضيف ضغوطًا إضافية، حيث يواجه تهديدًا مستمرًا بفقدان منصبه.
ما بعد الجراحة: تعافي أم تحديات جديدة؟
وفقًا للأطباء، فإن الجراحة المقررة لإزالة البروستاتا تُجرى بالمنظار وعادة ما تكون فترة التعافي منها قصيرة. ولكن في ظل الظروف الحالية، قد تواجه إسرائيل تحديات إضافية إذا طالت فترة تعافي نتنياهو أو ظهرت مضاعفات غير متوقعة. ومع تصاعد التوترات في غزة واستمرار المحاكمات، ستعتمد قدرة نتنياهو على البقاء في منصبه على مدى استجابته للتعافي بعد الجراحة.
تأتي التطورات الصحية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت حساس مليء بالتحديات السياسية والأمنية. وبينما يأمل المقربون منه في عودته السريعة إلى قيادة البلاد، فإن تساؤلات حول مدى تأثير حالته الصحية على مستقبله السياسي تبقى مفتوحة. قدرة إسرائيل على تجاوز هذه المرحلة ستعتمد على استقرار القيادة واستمرار اتخاذ القرارات الاستراتيجية في وقت الأزمات.
0 تعليق