«محتسب» صاحب الـ 600 تتويج: أحلم بجائزة حمدان بن محمد للتصوير

الامارات اليوم 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يطارد المصور، محمد محتسب، تفاصيل الحياة اليومية عبر عدسته التي يحملها من بلد لآخر، ليوثق ثقافات البلدان وجماليات تراثها وتقاليدها، إذ يبحث الفنان السعودي عن حكايات الشعوب المختبئة، ويلتقط التفاصيل البسيطة بشكل مبدع، فيشعر المرء بأنه أمام لوحة متكاملة العناصر.

وتُشكّل القصص الغريبة مصدر إلهام لمحمد محتسب، إذ يسعى لتسليط الضوء على ما قد يمر أمامه دون أن يثير انتباه الآخرين، ليبرز الثراء الثقافي في البلدان المختلفة، وهذا ما قاده إلى حصد ما يقارب 600 جائزة من حول العالم، لكن حلمه الكبير هو الحصول على جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، التي يصفها في حواره مع «الإمارات اليوم» بأنها أكبر وأرقى مسابقة تصوير في العالم، ورشحت أعماله في الدورتين الأخيرتين، ولكن لم يحالفه الحظ.

ثقافات شعوب

وقال المصور السعودي عن معرض «ميموريا» الذي قدمه أخيراً في دبي: «يروي المعرض ثقافات شعوب تظهر بصور مختلفة، ومنها الفلكلور والزي والعادات القديمة والحديثة، وهو يربط القديم بالجديد في الذاكرة، مع الإشارة إلى أن المحور الأساسي في الصور هو البشر والتركيز على الحالات الإنسانية»، مشيراً إلى أن هذا المعرض الذي قدم في دبي، مر بمحطات متعددة، إذ انطلق من جدة عبر 27 عملاً، ثم إلى الكويت بـ40 عملاً، إلى أن حط هنا في الإمارات مع 60 عملاً، وستعرض الأعمال في دول خليجية أخرى.

وشدد على أن الرسالة التي يريد إيصالها من خلال المعرض، هي نشر القيم المرتبطة بالمحبة والسلام عن طريق عرض ثقافات الآخرين لشعوب المنطقة، من أجل التعايش معها دون أي حدود أو تفرقة، ومن أجل الانفتاح على الثقافات، معتبراً أن الدول العربية بنيت على السلام والتواصل مع الأفراد والتعايش والحب، والأعمال تحمل رسالة تسامح بامتياز.

رحلات حول العالم

وأوضح محتسب أن الأعمال التي عرضها في دبي، أخيراً، التقطها في رحلات إلى أكثر من 20 دولة، ومن بينها الهند ونيبال وفيتنام والبحرين وعُمان والإمارات والسعودية، والعديد من البلدان الأخرى.

ورأى أن السفر بغرض تصوير حياة الناس، يحمل الكثير من التحديات، ومنها بُعد الأمكنة والمشي لمسافات طويلة، إذ يضطر في بعض السفريات إلى تسلق جبال، لاسيما في الوجهات النائية والبعيدة، وفي بعض الأماكن يتعرض لحوادث مفاجئة، ولكن الشغف ومتعة الصورة النهائية يجعلان كل هذا التعب يتلاشى.

وأضاف أن البدء برحلة من أجل تصوير حياة الناس يبدأ من البحث أولاً عن طبيعة المدينة، وتراثها والأماكن البارزة فيها، ومن ثم الغوص في طبيعة العادات التي مازالت موجودة، من أجل التقاط ما هو مميز.

مطبوعة في الذاكرة

ومن الصور البارزة التي طبعت في ذاكرة محتسب خلال سفراته، تلك التي التقطها في إندونيسيا لامرأة مسنة تبلغ 95 عاماً، وهي تعمل بالرسم على الحرير، والمبهر في المشهد الذي التقطه هو جلوس المرأة بشكل مستقيم جداً. كما التقط صورة أخرى تبرز التعب من أجل كسب الرزق، وذلك في أحد أماكن استخراج الملح، حيث تعمل أسرة في هذا المجال، وقد اصطحبت معها طفلاً رضيعاً إلى مكان العمل وسط ظروف مناخية صعبة.

وذكر أن الصور التي يلتقطها في المدن تنقل ثقافة الحياة لدى أهلها، لتبدأ من تفصيل الفلكلور الذي يرمز لتاريخ كامل، وتصل إلى مختلف الطقوس التي تعبر عن المعتقدات.

ويهتم المبدع السعودي بتصوير المدن التي تتميز بامتلاكها تراثاً وتاريخاً عظيمين، وكذلك بالمدن التي لا تقاوم فكرة التصوير، إذ إن توثيق حياة الناس في بعض الدول العربية قد يحمل بعض التحفظ، بخلاف الغربية التي تتيح التصوير في كل مكان. ونوه بوجود الكثير من المدن التي تعتبر بسيطة، ومنها نيبال وفيتنام، إذ تحمل العديد من الموضوعات المتميزة.

وحول الذكاء الاصطناعي وتأثيره في عالم التصوير، اعتبر أنه قد يلعب دوراً كبيراً في أنواع معينة، ولكن في الواقع طالما أنه ينقل حكاية، فلابد أن تكون الصورة طبق الأصل في توثيق حياة البشر، وإلا ستفقد عنصر مخاطبة الإحساس لدى الجمهور، وينبغي الإشارة إلى دور الذكاء الاصطناعي في الجانب التقني، والذي يمكنه المساعدة على التخلص من شوائب الصور.


لا أستطيع تقييم نفسي

اعتبر محمد محتسب أن المصور مهما تقدم في عمله، فهو يصل إلى مرحلة لا يستطيع فيها تقييم نفسه، ولذا يلجأ إلى المشاركة في مسابقات عدة، من أجل الحصول على تقييم لجنة تحكيم من بلدان أخرى، ورأى أن الجوائز تتيح للمصور فرصة تطوير نفسه.

محمد محتسب:

. المحور الأساسي في صوري هو البشر، والتركيز على الحالات الإنسانية.

. توثيق حياة الناس في بعض الدول العربية قد يحمل بعض التحفظ، بخلاف الغربية.

تويتر
عبد الله السعيد
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق