حلول 2025 ينذر بارتفاع منسوب التدافع السياسي قبيل انتخابات 2026

هسبيرس 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ

يُنذر دخول سنة 2025 بـ”سنة متحركة سياسيا” باعتبارها آخر سنة قبل الانتخابات التشريعية لسنة 2026، وبالنظر كذلك إلى كونها ستشكل “سنة ذهبية” لفائدة الأحزاب السياسية، أغلبية ومعارضة، من أجل الاستعداد المبكر والكافي للمحطة الانتخابية المقبلة، وهو ما يحتّمه ويفرِضه العمل السياسي مبدئيا.

الشاهد على ذلك أن الرمق الأخير من سنة 2024 عرف تحركات سياسية نوعية، خصوصا لدى أحزاب المعارضة، بدءا بحزب الحركة الشعبية الذي فتح باب الانضمام لفائدة ممثلين عن “التكتل الديمقراطي المغربي”، مع تأكيده على وجود “التحاقات مرتقبة مستقبلا”، في حين سجل حزب التقدم والاشتراكية بدوره “ضرورة التحضير للانتخابات المقبلة منذ الآن وإعداده برنامجا خاصا بسنة 2025”.

ويتضح أن الأحزاب السياسية البارزة على مستوى المشهد بالمغرب ستكون أمام 12 شهرا تبدو بمثابة حملة انتخابية مطوّلة وسابقة لأوانها، موازاة مع تأكيد كل حزب من أحزاب الأغلبية على السعي نحو تصدر الانتخابات المقبلة، وهو الأمر الذي حفز كذلك أحزابا أخرى بالمعارضة، كحزب العدالة والتنمية الذي ينتظر عقد مؤتمره الوطني التاسع ما بين أبريل وماي المقبلين.

سنة التدافع

أفاد حفيظ الزهري، باحث في الدراسات السياسية والدولية، بأن “المؤكد واليقيني هو أنه مع اقتراب كل محطة انتخابية يعرف المشهد السياسي حركية دؤوبة، مما يرجع أساسا إلى رغبة الأحزاب في اكتساب قاعدة جماهيرية، خصوصا إذا أخدنا بعين الاعتبار أن الأحزاب الثلاثة المشكلة للأغلبية تعيش في راحة تامة، وفي ظل الضعف العددي الذي يميز أحزاب المعارضة”.

وانتصر الزهري، ضمن تصريح لهسبريس، لفكرة تفيد بأن “سنة 2025 ستعرف حركية كبيرة على مستوى المشهد السياسي والحزبي، سواء من جانب أحزاب الأغلبية أو المعارضة، بوجود أحزاب تريد ربح المزيد من النقاط على حساب التحالف الحكومي”، مع إشارته إلى أن “الملاحظ هو كون الأحزاب لم تستطع بعدُ تغيير منهجيتها في العمل سواء في التأطير الجماهيري أو التكوين الداخلي”.

وبعدما سجّل “عدم تحرّك هذه الأحزاب فيما يخص موضوع التسجيل في اللوائح الانتخابية”، شدّد المتحدث على أن “سنة 2025 من المرتقب أن تكون سنة للتدافع السياسي في إطار ما يشبه حملة انتخابية سابقة لأوانها، على أساس أن تكون هناك حالات لانتقال سياسيين إلى أحزاب أخرى في إطار عمليات الترحال السياسي”.

أحزاب تنتظر

كريمة غراض، باحثة في العلوم السياسية والقانون الدستوري، ذكّرت بكون “أحزاب معينة، خصوصا في صفوف المعارضة، تعكف منذ مدة على ترتيب بيتها الداخلي، واستكمال المسار التنظيمي من خلال تهيئة قواعدها ونُخبها لاستحقاقات 2026؛ فالزمن السياسي بكل تجلياته يرخي بظلاله على الأداء الحزبي، سواء على مستوى التمثيلية داخل الغرفتين بالبرلمان أو على مستوى إعداد البيت الداخلي للأحزاب”.

ولفتت المتحدثة إلى “استكمال حزب الاستقلال قبل نهاية 2024 هياكله التنظيمية وإعلان لائحة اللجنة التنفيذية وانتخاب رئيس المجلس الوطني بعد ذلك، بالموازاة مع وجود حركية في تجديد الفروع لدى أحزاب أخرى وانطلاقها في حملة لاستقطاب نخب جديدة أو وافدين جدد من أحزاب أخرى، مثلما تم تسجيله مؤخرا بالنسبة لحزب الحركة الشعبية على مستوى جهة فاس ــ مكناس”.

كما اعتبرت غراض أن “سنة 2025 ستكون سنة تنظيمية بامتياز للأحزاب السياسية في الأغلبية والمعارضة. وستتم خلالها قيادة حملة انتخابية استباقية؛ فحزبُ العدالة والتنمية، على سبيل المثال، يتهيأ لعقد مؤتمره في الآجال القانونية، بتزامن مع انتهاء الاتحاد الاشتراكي من استضافة الأممية الاشتراكية العالمية”، مع إشارتها إلى “توجّه حزب التقدم والاشتراكية لتعبئة مناضليه في سنة 2025 استعدادا للانتخابات التشريعية المقبلة”.

أحمد مسعود
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق