بالنسبة إلى كثير من الأشخاص، فإن قول جملة «أنا آسف» بعد مواقف معينة، حتى تلك التي لا تتطلب اعتذاراً، أمر طبيعي. لكنَّ الاعتذار المفرط يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، خصوصاً في مكان العمل: قد يعطي ذلك الآخرين نظرة سلبية عنك، ويقلل من احترامك لذاتك ومن تأثير الاعتذارات المستقبلية.
تقول باتريس ويليامز ليندو، الرئيسة التنفيذية لـ«Career Nomad»، وهي شركة استشارات مهنية، إن هذه العادة يمكن أن تأتي من انعدام الأمان، وقد تكون شائعة بشكل خاص بين النساء والأشخاص ذوي البشرة الملونة.
توضح ليندو: «لقد تعلمنا ثقافياً، خصوصاً من منظور المرأة السوداء، أن نكون متواضعين للغاية وأن نقلل من شأن انتصاراتنا. هكذا نشأت... كانت مشكلة أن تكون فخوراً بالطريقة التي تتحدث بها عن نفسك وإنجازاتك. لذلك نشعر بعدم الكفاءة وعدم الأمان».
وتسبب الحاجة إلى الاعتذار المفرط هذا النمط من الشك الذاتي، وتدعو إلى التعرف على المواقف التي يجب عليك أن تعتذر خلالها، أو أن تتخلى فيها عن ذلك.
فيما يلي ثلاثة سيناريوهات شائعة قد تجد نفسك فيها متجهاً نحو الإفراط في الاعتذار، وما الذي يجب أن تفكر بقوله بدلاً من ذلك، وفق شبكة «سي إن بي سي»:
إذا كنت تواجه صعوبات تقنية
اكتسبَ العمل الهجين والعمل من بُعد شعبية كبيرة في السنوات القليلة الماضية، مما دفع الناس إلى استخدام أجهزتهم الإلكترونية أكثر من أي وقت مضى. لسوء الحظ، بغضّ النظر عن مدى معرفتك بالتكنولوجيا، فمن المؤكد أن الصعوبات التقنية تحدث. وعادةً لا تكون خطأك.
فكِّر في مكالمة فيديو بها خلل، على سبيل المثال. قد تشعر بالحاجة إلى الاعتذار إذا استغرق تحميل العرض التقديمي وقتاً طويلاً، أو إذا كان هناك تأخير فني آخر.
تقول ليندو: «غالباً ما يستخدم الناس عبارة (أنا آسف) عندما يحتاجون إلى ملء الفراغ. إنهم لا يشعرون بالراحة مع الصمت».
بدلاً من الاعتذار عن أشياء خارجة عن سيطرتك، استخدم عبارات مثل «أقدِّر صبرك» و«شكراً لك على العمل معي»، للتغلب على أي حرج واستعادة جو الثقة.
إذا كنت بحاجة إلى الانضمام لمحادثة
افترض أنك تحضر اجتماعاً يقوده زميل. يثير شخص ما نقطة تتفق معها أو لا تتفق معها، وتريد مشاركة وجهة نظرك.
قد تقرر التدخل بالقول، «آسف، ولكنني أود أن أبدي رأيي». تشير ليندو إلى أن هذا الموقف لا يتطلب اعتذاراً.
وتقول: «إذا كانت لديك معلومات لإضافتها إلى محادثة أو وجهة نظر معارضة، فهذا أمر طبيعي تماماً. يستخدم الناس عبارة (أنا آسف) في هذه المواقف لاختراق المحادثة وإسماع صوتهم عندما لا يكون عليهم ذلك».
بدلاً من الاعتذار، استخدم عبارات مثل «أود أن أضيف»، أو «أعتقد ذلك»، أو «إليك وجهة نظر مختلفة». تساعدك هذه العبارات على المساهمة في المحادثة دون أن تبدو خائفاً من فعل ذلك.
قيّم الموقف قبل أن تتحدث باستخدام طريقة STAR (الموقف والمهمة والفعل والنتيجة)، التي يمكن أن تخفف من الحاجة إلى الاعتذار، كما تشرح ليندو.
وتوضح: «لنفترض أنك تريد التعبير عن وجهة نظر معارضة. أولاً، فكِّر في الموقف واسأل نفسك، (هل هذا هو الوقت المناسب؟) إذا لم يكن كذلك، فكِّرْ في المهمة التي يمكنك تنفيذها، ربما التواصل مع مدير أو مستشار مسبقاً، قبل قول شيء قد تضطر إلى الاعتذار عنه... قرِّرْ الإجراء الذي تريد اتخاذه، واسأل نفسك: ما النتيجة التي أبحث عنها بعد هذه المحادثة؟».
إذا ارتكبت خطأ
كلنا نرتكب أخطاء، خصوصاً في العمل. إذا قمت بمهمة بشكل غير صحيح أو أسأت إلى شخص ما عن طريق الخطأ، فإن قول «أنا آسف» لن يكون بالضرورة الرد الخاطئ، لكنه لن يكون أقوى رد أيضاً.
يمكن لعبارات أخرى أن توضح بشكل أفضل أنك مستعد لفعل ما يلزم لتصحيح الموقف. يمكن أن تشمل:
«شكراً لك على الملاحظات».
«أتحمل المسؤولية الكاملة».
«أقدِّر لفت انتباهي إلى ذلك... كيف يمكنني التحسن؟».
تلاحظ ليندو أن الاعتذار الصادق ليس سيئاً، ولكن من الأفضل أن تقول: «أنا آسف» فقط عندما تقصد ذلك حقاً للتأكد من أن الأمر يبدو صادقاً.
0 تعليق