أظهرت إحصاءات منشورة على منصة «أرقام الإمارات» (UAE.STAT)، التابعة للهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء، (أول شبكة بيانات عالمية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتسهيل نشر الإحصاءات الرسمية للدولة)، تراجعاً في معدل الخصوبة الكلي للإماراتيين (الأطفال لكل امرأة)، حيث تراجعت من 3.7 في الأعوام 2015 و2016 و2017، إلى 3.6 في 2018، ثم 3.3 في 2019، و3.2 في عامَي 2020، و2021، ووصلت إلى 3.1 في عام 2022.
وأعلنت لجنة الشؤون الصحية والبيئية في المجلس الوطني الاتحادي، خلال اجتماعها أخيراً، مواصلتها مناقشة سياسة الحكومة في شأن تعزيز معدلات الإنجاب في الدولة، حيث اطلعت على دراسة برلمانية أعدّتها الأمانة العامة للمجلس، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن وزارة الصحة ووقاية المجتمع تختص في إعداد السياسات واقتراح التشريعات والأنظمة الصحية ومراقبة تنفيذها، وإصدار ما يلزم من قرارات بشأنها، فإنه تبين وجود تحديات تعترض الوزارة في ممارسة دورها لتعزيز معدلات الخصوبة في الدولة.
كما يظهر أن الإمارات تواجه تحدياً يتمثل في انخفاض معدل المواليد، وتراجع معدلات الخصوبة بين المواطنين، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، ويمثل انخفاض معدل الإنجاب تحدياً أمام مساعي الدول لتحقيق أهدافها الإنمائية، التي تتطلب تعزيز معدلات الإنجاب، بما يضمن توازناً سكانياً يواكب النمو الاقتصادي في الدولة.
وأكدت عضو المجلس الوطني الاتحادي، ناعمة الشرهان، لـ«الإمارات اليوم» أن لجنة الشؤون الصحية والبيئية في المجلس الوطني الاتحادي، ستناقش قريباً سياسة الحكومة في شأن تعزيز معدلات الإنجاب في الدولة، بعدما أظهرت دراسة برلمانية أعدّتها الأمانة العامة للمجلس، وجود تراجع في معدلات الإنجاب في الدولة نتيجة عوامل اقتصادية وثقافية واجتماعية، أدت إلى تأخر سن الزواج، سواء للرجل أو المرأة، ونتج عنها تقلص الأسرة الإماراتية الممتدة.
وقالت إن «الموضوع بالغ الأهمية، فالشباب حالياً لا يرغبون في الزواج، بسبب تأثرهم بثقافات دخيلة على المجتمع، وعدم رغبتهم في تحمل مسؤولية بناء أسرة».
وتابعت أن «حكومة دولة الإمارات تنبهت لذلك، وأنشأت وزارة للأسرة، ونحن في المجلس الوطني متنبهون له، وسبق أن طرحت سؤالاً برلمانياً فيما يخص موضوع سن الزواج بين الإماراتيين، وتراجع معدلات الإنجاب في الأسرة الواحدة».
وأضافت: «طلبنا في المجلس من الجهات المختصة النسب الأخيرة لمعدلات الإنجاب في الدولة للوقوف على الموضوع، خصوصاً أننا نهدف إلى التشجيع على الزواج بين المواطنين، وزيادة معدلات الإنجاب، وفي حال لم تحدث زيادة، على الأقل، تتم المحافظة على المعدل الجاري، ولا تستمر المعدلات في الانخفاض».
وأكد مستشارون أسريون واختصاصيون اجتماعيون وأطباء، أهمية تشجيع الشباب الإماراتي على الزواج، وبذل الجهات المعنية الجهود لتذليل الصعوبات وإزالة العوائق التي تحول دونه، مشيرين إلى أن هناك أضراراً صحية تصيب الرجل والمرأة لتأخر سن الزواج أو العزوف عنه، كما أنه يحد من حجم الأسرة الإماراتية، ويؤثر سلباً في التركيبة السكانية والصحة النفسية للمجتمع.
وأكدوا لـ«الإمارات اليوم» أن تأجيل الإنجاب يهدد المجتمع بـ«شبح التهرم».
وتفصيلاً، حذّر مختصون من أن العزوف عن الزواج، واستمرار انخفاض معدلات الإنجاب يهددان المجتمع بشبح «التهرم السكاني»، مشيرين إلى أن جزءاً كبيراً من الشباب بات أسيراً لمفاهيم تشجع على العزوبية والحد من النسل كأسلوب حياة، على الرغم من الحوافز التي تقدمها الدولة لتشجيعهم على الزواج والإنجاب.
وأضافوا أن زيادة انشغال الأزواج بأولويات العمل وتوفير كلفة الإنفاق أسهم في تأخير قرار الإنجاب، أو تحديده بطفل واحد أو اثنين على الأكثر.
وأكد مواطنون لديهم أبناء في سن الزواج: ناصر البلوشي ومحمد خضير وعادل محمد ونهلة العوضي ونورة ماجد وشيخة سالم، أن عزوف الشباب عن الزواج يعود إلى جملة من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ما يتطلب اقتراح وتنفيذ حلول جدية لهذه الظاهرة، وإعداد برامج محددة للتشجيع على الزواج المبكر، عبر تقليل الأعباء المالية المترتبة على الزواج، والتوعية بفوائد الزواج المبكر والإسهام في تكوين شخصية الشاب واستقراره المجتمعي، والتصدي للتجارب السلبية للزواج والمفاهيم المغلوطة عن تعارضه مع الحرية والنجاح العملي.
وحدّد الطلبة الجامعيون والخريجون الجدد: بلال السعدي وماجد عبدالله وهزاع منصور وناصر سليمان وريم سامي وشيماء حميد وشروق منصور، ستة أسباب وراء تأجيل فكرة الزواج والإنجاب، شملت غلاء المهور والبذخ في الأفراح (وما ينتج عنهما من زيادة في المديونيات)، وعدم القدرة على توفير تكاليف المعيشة والحياة الكريمة، والخوف من فقدان الحرية والاستقلالية وتحمُّل المسؤولية والالتزامات نتيجة غياب ثقافة الاستقرار الاجتماعي وتكوين الأسرة لدى معظم الشباب، وتصور بعض الفتيات الخطأ أن الزواج يُعيق رحلة المرأة العملية واستقلالها مالياً وتبوؤها مناصب مهمة.
وتضمنت الأسباب أيضاُ الفرق في المستوى التعليمي بين كثير من الفتيات والشباب، لأن تخطي مستوى تعليم المرأة الرجل يحدث توتراً في العلاقة، أو عدم قبول الفتاة، أو تردد الرجل في أن يتزوج امرأة ذات مستوى أكاديمي أعلى منه، وزيادة حالات الطلاق في السنوات الأولى من الزواج، إضافة إلى الدور السلبي للإعلام وتكنولوجيا التواصل الاجتماعي في نشر الصور السلبية عن الزواج.
وذكر الدكتور عادل سعيد سجواني، أن تأخر سن الزواج من الناحية الطبية، يؤثر سلباً في الرجل والمرأة، مضيفاً أن فرصة الإنجاب تتناسب عكسياً مع تقدم السن، خصوصاً لدى النساء، فكلما زاد عمر الزوجة قلت فرصة الإنجاب، لأن نشاط المبايض يقل، كما تزيد احتمالات تعرضها لأمراض تحول دون قدرتها على الإنجاب، إضافة إلى خطورة انقطاع الطمث، مشيراً إلى أن «نسبة البويضات تقل لدى المرأة عندما تبلغ الـ35 من عمرها، ما يُصعب من فرص الحمل، ولكن لا يكون مستحيلاً، لذا تزداد حالات الإخصاب الاصطناعي وأطفال الأنابيب لدى الزوجات الأكبر سناً، كما تتم نصيحة المرأة التي تبلغ الـ35 ولم تتزوج بعمل تجميد للبويضات، لكي تستفيد منها بعد الزواج».
فرص الإنجاب
وقال: «حتى الرجال يتضررون من التأخر في الزواج، إذ يترتب على نمط الحياة والنظام الغذائي وقلة الرياضة والعمل المكتبي الطويل، زيادة نسبة الإصابة بالسمنة والسكري والكوليسترول وأمراض الشرايين والقلب، وهذه الأمراض تقلل من خصوبة الرجال»، مشيراً إلى أن الزواج في عمر متأخر ليس غير جيد اجتماعياً فحسب، وإنما حتى من الناحية الصحية يقلل فرص الإنجاب لدى المرأة (بشكل خاص)، ولدى الرجل أيضاً بسبب الأمراض المزمنة، أو اكتشاف الزوج في وقت متأخر أنه يعاني مشكلات قد تؤدي إلى عقم ثانوي وقلة فرص الإنجاب.
وأشار سجواني إلى وجود أضرار نفسية مترتبة على تأخير الزواج والإنجاب، حيث يميل الإنسان بطبيعته إلى الاستقرار، وعندما يكبر ولا يتزوج يدخل في حالة من عدم الاستقرار، نتيجة نقص الدعم العاطفي والاجتماعي، وفقدانه العائلة، ومن الممكن أن يتعرض للإصابة بالاكتئاب والتوتر والقلق، خصوصاً عندما يرى الأصدقاء والأقارب قد تزوجوا وأنجبوا وكونوا أسراً، وهو يعيش بمفرده.
خصوبة المرأة
وحذّرت اختصاصية طب النساء والولادة، الدكتورة مي محمد، من اتخاذ أزواج حديثين قرار تأجيل الحمل الأول، للاستمتاع بالحياة قبل الإنجاب والانشغال بتربية الأولاد، مشيرة إلى أهمية اطمئنان الزوجة على مخزون احتياطي المبيض قبل اتخاذ قرار تأجيل الحمل.
وقالت: «لابد أن تكون المبايض نشطة وفيها أعداد وفيرة وكافية من البويضات، لأن المبايض التي تحتوي على عدد قليل من البويضات تقل وظيفتها مع مرور الوقت».
وتابعت: «بعد التقدم في السن، تقل فرص نسب نجاح الحمل بشكل طبيعي، لذلك تنصح الزوجة حديثة الزواج بالحمل مباشرة».
وأكدت أن «هناك العديد من الحالات التي يُنصح فيها بالإسراع في الإنجاب لتجنب مخاطر التعرض للعقم أو صعوبة الحمل، منها تعرض الزوجة لاضطراب في الهرمونات في الغدة الدرقية، ومن تعاني تكيس المبايض (لابد أن تسرع بالحمل بعد علاج التكيس أولاً)، وفي حالة وجود خلل أو كسل في نشاط الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز الهرمونات الأنثوية في المبايض».
العائق النفسي
وأكد المستشار القانوني، الدكتور يوسف الشريف، أن عزوف الشباب عن الزواج، وتأجيل الإنجاب، ليسا مجرد أزمة عابرة، بل انعكاس لتحولات أعمق في طريقة التفكير والقيم المجتمعية. وأضاف: «إذا أردنا أن نحافظ على التركيبة السكانية المتوازنة، ونضمن استمرارية الأسرة الإماراتية كركيزة للمجتمع، فعلينا أن نتبنى حلولاً شاملة تعالج الجوانب النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية لهذه القضية، من خلال التوعية».
وقال: «بالدعم، وإعادة بناء المفاهيم، يمكننا تعزيز الثقة بمؤسسة الزواج، ونضمن لمجتمع الإمارات مستقبلاً مستداماً ومشرقاً».
وشدد على أن قيم الأسرة متجذرة في مجتمع الإمارات، وفي الثقافة الاجتماعية.
وتابع أن ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج المبكر وتأجيل الإنجاب برزت كواحد من التحولات التي تستدعي الوقوف عندها، مشيراً إلى أن المظاهر الخارجية للمشكلة تشير إلى أسباب اقتصادية أو اجتماعية، إلا أن التأمل الأعمق في طبيعة المجتمع الإماراتي، يكشف أن العائق الحقيقي لا يتعلق بالمادة فقط، بل يمتد إلى الجوانب النفسية التي أصبحت تتحكم بشكل كبير في قرارات الزواج والإنجاب.
الدعم المادي
وقال الشريف: «لطالما كان الدعم المالي متوافراً للشباب الإماراتي المقبل على الزواج، فالعائلة تقف جنباً إلى جنب لتخفيف أعباء التكاليف، من المهور المرتفعة إلى تجهيزات الحياة الزوجية»، وتابع أن «هذا التقليد، الذي يرسخ قيمة الأسرة الممتدة، كان دائماً عاملاً محفزاً للشباب للإقدام على الزواج، ما يجعل من الصعب قبول الفكرة القائلة إن العائق المالي هو السبب الأساسي وراء هذه الظاهرة، على العكس، يظهر العائق النفسي كأحد الأسباب المحورية التي تتداخل مع مبررات أخرى قد تبدو ظاهرية».
توازن
وحذّر من أن «المشكلة لا تتوقف عند الفرد نفسه، حيث تترك هذه الظاهرة آثاراً عميقة على التركيبة السكانية للإمارات»، لافتاً إلى أن «انخفاض معدلات الزواج، وتأخير الإنجاب، يؤديان إلى تراجع الخصوبة بين المواطنين، ما يهدد التوازن الديموغرافي، ومع ارتفاع عدد المقيمين، يصبح الحفاظ على الهوية الوطنية أكثر صعوبة، خصوصاً إذا استمرت معدلات الإنجاب في الانخفاض»، وقال إن «الأسرة الإماراتية، التي كانت دائماً محور المجتمع، قد تفقد دورها التقليدي إذا استمرت هذه الاتجاهات، ما يفتح الباب لتحديات اجتماعية وثقافية أكبر».
حلول جذرية
وأكد الشريف أن معالجة هذه الظاهرة تستلزم تبني حلول تتجاوز السطح، وتستهدف الجذور النفسية والاجتماعية للمشكلة، عبر تعزيز التوعية النفسية للشباب والفتيات، من خلال برامج تعليمية تُدرّس في المدارس والجامعات، وتركّز على بناء فهم عميق للمسؤوليات الزوجية، مع تدريب عملي على مهارات التواصل وإدارة العلاقات، بجانب إعادة توجيه الخطاب الإعلامي ليعكس صورة إيجابية وواقعية عن الزواج، وتقديم نماذج ناجحة لشباب إماراتيين تمكنوا من تحقيق التوازن بين الطموحات الشخصية والاستقرار الأسري، فمن الممكن أن يكون ذلك حافزاً قوياً للشباب.
دعم العائلة
وأشار إلى ضرورة أن يتجاوز دور العائلة الدعم المادي ليشمل الدعم النفسي والعاطفي، لأن الأسرة يمكن أن تكون المصدر الأول للتشجيع والثقة، خصوصاً للشباب الذين يشعرون بالخوف من الالتزام، بجانب تشجيع المبادرات المجتمعية الهادفة إلى خلق فرص تعارف شرعية في بيئة آمنة وموجهة، ما يساعد الشباب على اتخاذ قرارات مدروسة عند اختيار شريك الحياة، لافتاً إلى أن الدعم الحكومي المتمثل في تقديم حوافز للشباب المقبلين على الزواج (قروض زواج من دون فوائد، ومساكن بأسعار مناسبة)، إضافة إلى برامج دعم للأسر الجديدة يمكن أن يكون عاملاً مؤثراً يساعد على تقليل التردد وتشجيع الشباب على اتخاذ خطوة الزواج والإنجاب.
غريزة وفِطرة
وأكد أستاذ الثقافة والمجتمع في الجامعة الكندية، سيف راشد الجابري، أن الزواج غريزة وفِطرة طبيعية، وعدم إشباعها قد يدفع بعضهم إلى اتِّباع سلوك يتنافى مع ديننا وقيمنا، لذا حثّ الدين الإسلامي الحنيف على الزواج؛ فهو سكينة ومودّة، وقد وصى الرسول، صلى الله عليه وسلم، الشباب بالتبكير بالزواج، لأنهم وقود المجتمع وحراكه «يا معشرَ الشباب، مَن استطاع منكم البَاءَةَ فليتزوج»، لذا يجب على الأسر تشجيع أبنائها على الزواج والتيسير عليهم بعدم المغالاة في الطلبات، خصوصاً أن الزواج بمهر ميسور مطلوب اجتماعياً، ومستحب شرعاً، حيث قال رسولنا إنّ «مِن يُمْنِ المرأةِ، تيسيرَ خطبتِها، وتيسيرَ صَداقِها، وتيسيرَ رَحِمِها».
وقال الجابري إن «الزوجة سكن بكل ما تحمله الكلمة من دلالات مادية ومعنوية، من الاستقرار والطمأنينة والحب والمودة، وكل ذلك قائم على مبادئ الحوار والتفاهم ومعرفة مسؤوليات ومهام وواجبات كل طرف، بل إن التزاوج في الكون من آيات الله في خلقه لجميع الكائنات الحية»، مشيراً إلى وجود قصور لدى جيل الشباب حول مفهوم الزواج، وأنه قرار محوري ينتقل فيه الشخص من حياة إلى أخرى ذات أبعاد أعمق، تستند إلى فهم ووعي يفسران استقرار المجتمعات.
نشر الوعي
وأضاف أن العزوف عن الزواج المبكر وتأخير الإنجاب والاكتفاء بطفل واحد أو طفلين كلها من الأمور الهدامة للمجتمعات التي تتسبب في شيخوختها، إذ إن الهدف الأساسي من الزواج هو التكاثر وإنجاب الأطفال لاستمراريّة النسل، لذلك من الضروري البحث في آليات تنفيذ الخطط والمبادرات المتعلقة بالزواج، لأن الأسرة هي نواة المجتمع، والزواج يؤثر في قضايا التركيبة السكانية وتوازنها.
وأشار إلى أن الدولة تبذل جهوداً كبيرة لتشجيع الشباب على الزواج، وتقدم لهم دعماً سكنياً ومادياً، لذا لابدّ من بلورة مفهوم الزواج لدى جيل الشباب، ونشر الوعي من خلال المؤسسات الإعلامية والتعليمية، وعمل دورات إلزامية ما قبل الزواج في مراكز اجتماعية، مثل مركز الاستشارات الأسرية، ليصبح معنى الزواج والاستقرار الأسري واضحاً.
الطلاق المبكر
وأكدت الاختصاصية الاجتماعية، إيمان البلوشي، أن أسباباً اجتماعية تلعب دوراً في عزوف بعضهم عن الزواج، ومنها ما يتعلق بالعادات والتقاليد التي تؤدي إلى صعوبة الاختيار في الزواج، كما أن الحد من ارتفاع نسبة الطلاق ومعالجة آثاره، سيترتب عليه الحد من مشكلة تأخر سن الزواج، حيث يرى كثير من الشباب والفتيات نماذج محيطة بهم تزوجت وطُلقت في السنوات الأولى، وترتبت على ذلك مشكلات مادية واجتماعية وقضايا، ما يؤثر فيهم بالسلب، ويغيّر من نظرتهم للزواج وتكوين أسرة.
نمو الأسرة الإماراتية
أكدت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي أنها وفرت تسعة برامج رئيسة لدعم تأسيس أسرة إماراتية، وتعزيز استقرارها، شملت التسجيل في نموذج «مديم» لأعراس النساء، والتقديم على سلفة الزواج المُيسر، وتجربة رحلة العمر في مركز «مِديم» لإعداد الأسرة، والبدء في برنامج تـأهيل المقبلين على الزواج، وإقامة حفـل الزفـاف وفق نموذج «مديم»، والتقديم والحصول على المسـاعدة الإيجـارية، والتقديم على خدمة الزيارات المنزلية لدعم الأمهات الجديدات، والتقديم على دعم إجـازة الأمومة للأمهات العاملات في القطاع الخاص، إضافة إلى برنامج الحوافز الخاصة بقروض الإسكان، ويشمل تخفيض قيمة سداد القرض وتمديد فترته.
وذكرت أنها توفر باقة متكاملة من الخدمات والبرامج الموجهة للمواطنين، سواء من المقبلين على الزواج أو الأسر في أبوظبي، يتم تقديمها من نخبة مؤهلة من الاختصاصيين والخبراء في مجالات العلاقات الزوجية والأسرية والمستشارين النفسيين، إضافة إلى توفير دعم خاص للمقبلين على الزواج أثناء مرحلة الإعداد له، ويمتد الدعم ليشمل الأزواج حديثي العهد بالزواج.
معدلات الإنجاب
اعتمدت لجنة الشؤون الصحية والبيئية في المجلس الوطني الاتحادي، الأسبوع الماضي، خطة عملها لدراسة موضوع سياسة الحكومة في شأن تعزيز معدلات الإنجاب بالدولة، كما اعتمدت اللجنة محاور الموضوع، حيث ستتم دراسته وفق محاور: دور التشريعات في تعزيز معدل الإنجاب في الدولة، وسياسات واستراتيجيات الدولة بشأن تعزيز معدلات الإنجاب، والعوامل الاقتصادية والاجتماعية لمعدل الإنجاب في الدولة.
تشجيع الزواج
أكدت دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي، أن مبادرة «مِديم»، وبرنامج «نمو»، اللذين أطلقا أخيراً، يهدفان إلى تعزيز التماسك والاستقرار الأسري، وترسيخ الترابط المجتمعي، والحفاظ على مكتسبات النهضة الشاملة التي تشهدها إمارة أبوظبي، عبر تشجيع الشباب على الزواج وإنجاب الأبناء، وتكوين الأسر المستقرة، وتذليل الصعاب التي قد تواجههم عند قيامهم بهذه الخطوة، وتقليل الأعباء المالية عن كواهلهم، ما يتيح لهم الاستمتاع بحياة أسرية هانئة تظللها المودة والرحمة.
الشريك المثالي
أكد المستشار القانوني، الدكتور يوسف الشريف، أن «الشباب اليوم يواجهون خوفاً متزايداً من المسؤولية، فالزواج، الذي كان يُنظر إليه في الماضي على أنه بداية الاستقرار، أصبح عند بعضهم يُمثل مصدراً للضغوط والتحديات، والالتزام طويل الأمد تجاه الشريك والأسرة يبدو كعبء ثقيل، خصوصاً في عالم يعزز فكرة الفردية والنجاح الشخصي، وهذا الخوف يمتد ليشمل الفتاة الإماراتية أيضاً، التي تجد نفسها بين تطلعات الحرية الشخصية والطموح المهني من جهة، وضغوط المجتمع والأسرة من جهة أخرى، هذه الضغوط النفسية تُنتج شعوراً بالتردد يجعل كثيرين يؤجلون قرار الزواج أو يتجنبونه تماماً»، وأكد الشريف أنه «لا يمكن تجاهل دور الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذا الخوف، خصوصاً أن الصور المثالية التي تُعرض عن الشريك والحياة الزوجية ترفع سقف التوقعات إلى مستويات غير واقعية»، وقال إن «الشاب والفتاة يصبحان في حالة بحث دائم عن (الشريك المثالي) الذي قد لا يكون موجوداً، ما يؤدي إلى رفض العديد من الفرص المناسبة انتظاراً لما هو أفضل، وفي الوقت ذاته يروج الإعلام للحياة الفردية كرمز للنجاح، ما يجعل الزواج يبدو كأنه تقييد للحريات والطموحات».
. اتخاذ أزواج جدد قرار تأجيل الحمل، من دون استشارة الأطباء، مغامرة تقلل فرص نجاحه بشكل طبيعي.
0 تعليق